محاضرة في “كانو الثقافي” لإبراهيم التميمي

“التصدي للعنف على وسائل التواصل الاجتماعي”

ضمن‭ ‬التجارب‭ ‬الأولية‭ ‬لاستخدامات‭ ‬المبنى‭ ‬الجديد‭ ‬نظم‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬محاضرة‭ ‬بعنوان‭ ‬“التصدي‭ ‬للعنف‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“‭ ‬لإبراهيم‭ ‬التميمي‭ ‬وأدار‭ ‬الحوار‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭.‬

واستهل‭ ‬التميمي‭ ‬حديثه‭ ‬بأن‭ ‬تطور‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تطور‭ ‬طبيعي‭ ‬لتطور‭ ‬الإنسان،‭ ‬فبحث‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬الخلود‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬الاسطورة‭ ‬في‭ ‬“جلجامش”‭ ‬وهو‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬زهرة‭ ‬الخلود‭ ‬وصل‭ ‬لمرحلة‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬أثر‭ ‬باق‭. ‬فالعلم‭ ‬والثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬ضاعفت‭ ‬العلم‭ ‬البشري‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬فوجب‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬مواكبة‭ ‬ذلك‭ ‬وتأهيل‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬له‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فقدت‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬فلا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭.‬

وقد‭ ‬عرض‭ ‬التميمي‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬حديثه‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث‭ ‬السابقة‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أدت‭ ‬فيها‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬وتشويه‭ ‬صورة‭ ‬الأفراد،‭ ‬فإعادة‭ ‬تغريد‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬للعنف‭ ‬قد‭ ‬تنشر‭ ‬العنف‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬ساهمت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الفوضى‭ ‬وإلغاء‭ ‬الخصوصية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬خصائص‭ ‬وعادات‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬فوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وما‭ ‬تحكمها‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬التلفظ‭ ‬بألفاظ‭ ‬غير‭ ‬ملائمة‭ ‬لبعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬حرج‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬نشر‭ ‬الطائفية‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬أمر‭ ‬جلل‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬احكام‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭.‬

كما‭ ‬أضاف‭ ‬التميمي‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬أصدر‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬معيارين‭ ‬جديدين‭ ‬لقياس‭ ‬تدهور‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وهي‭ ‬الشعور‭ ‬بالرفاهة‭ ‬والثقة‭ ‬بالآخر‭ ‬فتم‭ ‬القياس‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستبيانات‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال‭. ‬ووضح‭ ‬التميمي‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تفقده‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬قد‭ ‬يحكمه‭ ‬القانون‭ ‬ويفرضه‭ ‬فالنصائح‭ ‬والمواعظ‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬المجتمعات‭ ‬فتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المستخدمة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬المجتمعات‭ ‬يسهل‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬واحترام‭ ‬الافراد‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض‭.‬