غالبية العاطلين بحرينيات... والسوق تحتضن 38 ألف أجنبية

سلمان بحوار مع “البلاد”: غياب العمل الحزبي داخل البرلمان

| راشد الغائب | تصوير رسول الحجيري

ترك‭ ‬سياسات‭ ‬التوظيف‭ ‬بأيدي‭ ‬متنفذين‭ ‬أضر‭ ‬البلد ‭ ‬انضمام‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬لكتلة‭ ‬تقدم‭ ‬ولا‭ ‬فجوة‭ ‬مع‭ ‬التقدمي ‭ ‬الكتلة‭ ‬صغيرة‭ ‬بعددها‭ ‬ولكنها‭ ‬كبيرة‭ ‬بطموحاتها أسئلتي‭ ‬لوزير‭ ‬العمل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قاسية‭ ‬بل‭ ‬جادة‭ ‬وموضوعية جشع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ألغى‭ ‬أولوية‭ ‬توظيف‭ ‬البحريني غول‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬مدمر‭ ‬بذرائع‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار الوطن‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬لنزوات‭ ‬أصحاب‭ ‬الأجندات‭ ‬المريضة للكتلة‭ ‬مريدون‭ ‬ومؤيدون‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف لم‭ ‬ولن‭ ‬نسعى‭ ‬لتقديم‭ ‬عروض‭ ‬مجانية‭ ‬لأحد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بالانضمام‭ ‬لكتلتنا العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬يحتم‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬ورفاقنا‭ ‬بالتقدمي‭ ‬يقدرون‭ ‬ذلك لا‭ ‬إستراتيجية‭ ‬ولا‭ ‬إرادة‭ ‬للتعاطي‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬العاطلين‭ ‬والخريجين

 

انتقد‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭ ‬عبر‭ ‬“البلاد”‭ ‬ترك‭ ‬سياسات‭ ‬التوظيف‭ ‬بـ‭ ‬“أيدي‭ ‬أشخاص‭ ‬متنفذين”‭.‬

وقال‭ ‬بحوار‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬التجربة‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬ترك‭ ‬سياسات‭ ‬التوظيف‭ ‬لدى‭ ‬جهات‭ ‬ومصالح‭ ‬وتيارات‭ ‬“أضر‭ ‬بالبلد،‭ ‬وأساء‭ ‬للشعب‭ ‬وحالة‭ ‬استقراره”‭.‬

وتساءل‭: ‬“ماذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬غالبية‭ ‬العاطلين‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تقول‭ ‬الأرقام‭ ‬الرسمية‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬البحرينية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬38‭ ‬ألف‭ ‬امرأة‭ ‬عاملة‭ ‬أجنبية؟”‭.‬

وفي‭ ‬موضوع‭ ‬آخر،‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬انضمام‭ ‬النائب‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬لعضوية‭ ‬كتلة‭ ‬“تقدم”‭ ‬ليرتفع‭ ‬عدد‭ ‬نواب‭ ‬الكتلة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭.‬

وأضاف‭: ‬“ربما‭ ‬هي‭ ‬كتلة‭ ‬صغيرة‭ ‬بعدد‭ ‬أفرادها،‭ ‬ولكنها‭ ‬كبيرة‭ ‬بطموحات‭ ‬أعضائها،‭ ‬والعبرة‭ ‬ليست‭ ‬بالعدد،‭ ‬وإنما‭ ‬بالطرح‭ ‬وبالمواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬المسؤولة‭ ‬والوقوف‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وقضاياهم‭ ‬ودعم‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك”‭.‬

واستبعد‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬مواقف‭ ‬الكتلة‭ ‬وقيادة‭ ‬المنبر‭ ‬التقدمي،‭ ‬ولافتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬“عمل‭ ‬الأحزاب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مرتكزاته‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬الكتل‭ ‬البرلمانية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬المساحة‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان”‭.‬

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭:‬

 

الغول‭ ‬المدمر

•‭ ‬وجهت‭ ‬انتقادات‭ ‬قاسية‭ ‬لوزير‭ ‬العمل‭ ‬بأن‭ ‬آلياته‭ ‬لتوظيف‭ ‬المواطنين‭ ‬قديمة،‭ ‬وأن‭ ‬البحرنة‭ ‬بحاجة‭ ‬لقرار‭ ‬سياسي،‭ ‬واقترحت‭ ‬قصر‭ ‬مهن‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬وظائف‭ ‬قطاع‭ ‬الفنادق‭ ‬والسياحة،‭ ‬بينما‭ ‬الإحصاءات‭ ‬تفيد‭ ‬أن‭ ‬البحرنة‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬10‭ % ‬فقط،‭ ‬والسبب‭ ‬قناعات‭ ‬شبابية‭ ‬اجتماعية‭ ‬لا‭ ‬تشجع‭ ‬للانخراط‭ ‬بالعمل‭ ‬بمرافق‭ ‬فندقية‭ ‬وسياحية،‭ ‬ما‭ ‬تعليقك؟

أسئلتي‭ ‬لوزير‭ ‬العمل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قاسية،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬جادة‭ ‬وموضوعية‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬نعايشها‭ ‬جميعنا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬مساءلتي‭ ‬للأخ‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أحمله‭ ‬كل‭ ‬تبعات‭ ‬وأسباب‭ ‬البطالة‭.‬

هناك‭ ‬أسباب‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬وتعليمية‭ ‬وإجرائية‭ ‬وبيروقراطية،‭ ‬بعضها‭ ‬يتحمله‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬والأخرى‭ ‬تتحملها‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمعية‭ ‬معيقة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬جوانبها،‭ ‬وبعضها‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬تتحملها‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬وديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬ولكن‭ ‬السبب‭ ‬الأكيد‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬العلمية‭ ‬الواضحة‭ ‬والإرادة‭ ‬الفاعلة‭ ‬للتعاطي‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬العاطلين‭ ‬والخريجين‭ ‬مربوطا‭ ‬بها‭ ‬جشع‭ ‬واضح‭ ‬لدى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب،‭ ‬ألغت‭ ‬عبر‭ ‬السنوات‭ ‬أولوية‭ ‬البحريني‭ ‬لصالح‭ ‬الوافدين‭ ‬والأجانب‭.‬

تغيير‭ ‬مواد‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬البحرنة‭ ‬بذرائع‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬راكمت‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المتضخم‭ ‬الذي‭ ‬علينا‭ ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬تكمن‭ ‬أهمية‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عاجلة‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلتهمنا‭ ‬غول‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬المدمر‭.‬

‭ ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬غالبية‭ ‬العاطلين‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تقول‭ ‬الأرقام‭ ‬الرسمية‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬البحرينية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬38‭ ‬ألف‭ ‬امرأة‭ ‬عاملة‭ ‬أجنبية‭.‬

‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬الأطباء‭ ‬والمهندسين‭ ‬والمحاسبين‭ ‬والطيارين‭ ‬والممرضين‭ ‬وآلاف‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التجزئة‭ ‬وفي‭ ‬شركات‭ ‬كبرى‭ ‬كألبا‭ ‬وأسري‭ ‬وبابكو‭ ‬وبتلكو‭ ‬وكل‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬وغيرها‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تعطي‭ ‬أولوية‭ ‬لأبنائها‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬كحق‭ ‬وواجب‭ ‬ومسؤولية‭ ‬اجتماعية،‭ ‬فمتى‭ ‬سننتبه‭ ‬نحن‭ ‬لذلك؟‭ ‬ولماذا‭ ‬تترك‭ ‬سياسات‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬أشخاص‭ ‬متنفذين،‭ ‬وربما‭ ‬جهات‭ ‬ومصالح‭ ‬وتيارات‭ ‬أثبتت‭ ‬التجربة‭ ‬أنها‭ ‬أضرت‭ ‬البلد‭ ‬بسياساتها‭ ‬وأساءت‭ ‬لنا‭ ‬كشعب‭ ‬كما‭ ‬أساءت‭ ‬لحالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬برمتها؟

كلمة‭ ‬مستفزة

هل‭ ‬تعتبر‭ ‬كتلة‭ ‬تقدم‭ ‬النائب‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬“النائب‭ ‬المحلل”،‭ ‬لتدمغ‭ ‬بيانات‭ ‬الكتلة‭ ‬بأنها‭ ‬مسنودة‭ ‬بشخصيات‭ ‬وطنية؟‭ ‬ولماذا‭ ‬تبدو‭ ‬العلاقة‭ ‬ضبابية‭ ‬بين‭ ‬الكتلة‭ ‬وزينل؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬يتكرر‭ ‬سيناريو‭ ‬برلمان‭ ‬2002‭ ‬بتشكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬النواب‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬والتي‭ ‬ضمت‭ ‬نوابا‭ ‬من‭ ‬المنبر‭ ‬التقدمي‭ ‬بالإضافة‭ ‬لزينل؟

أرفض‭ ‬كلمة‭ ‬محلل،‭ ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬مستفزة‭ ‬فعلا،‭ ‬كتلة‭ ‬تقدم‭ ‬بتاريخ‭ ‬عناصرها‭ ‬ونوابها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬محللا‭ ‬كما‭ ‬تقول،‭ ‬وتاريخنا‭ ‬الوطني‭ ‬والفكري‭ ‬كأفراد‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الكتلة‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬خارجه‭ ‬هو‭ ‬الفيصل‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬بقينا‭ ‬طوال‭ ‬تاريخنا‭ ‬المكتوب‭ ‬والمشهود‭ ‬دعاة‭ ‬وحدة‭ ‬وطنية‭ ‬ومناضلين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬وطن‭ ‬قوامه‭ ‬وحدته‭ ‬وانسجام‭ ‬كل‭ ‬مكوناته،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬والتعددية‭ ‬والممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬وبين‭ ‬مختلف‭ ‬الأعراق‭ ‬والإثنيات‭ ‬والمذاهب‭ ‬والطوائف،‭ ‬فذلك‭ ‬سر‭ ‬قوة‭ ‬وتماسك‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وهو‭ ‬وطن‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬لنزوات‭ ‬أصحاب‭ ‬الأجندات‭ ‬المريضة‭. ‬

النائب‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬هو‭ ‬صديقنا‭ ‬ورفيقنا‭ ‬وتاريخه‭ ‬الوطني‭ ‬والنضالي‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تاريخنا،‭ ‬وخطه‭ ‬السياسي‭ ‬الوطني‭ ‬هو‭ ‬مسارنا‭ ‬السياسي‭ ‬الضارب‭ ‬بجذوره‭ ‬في‭ ‬تربة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬

‭ ‬ربما‭ ‬نتباين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬أحيانا،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬جديا،‭ ‬لكن‭ ‬هكذا‭ ‬نحن‭ ‬نترك‭ ‬للتباين‭ ‬مساحة‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬وذلك‭ ‬عامل‭ ‬إثراء‭ ‬وممارسة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬نحملها‭ ‬فكرا‭ ‬وممارسة‭ ‬ولا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شعارا‭ ‬للاستهلاك‭.‬

يوسف‭ ‬زينل‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أركان‭ ‬كتلتنا‭ ‬البرلمانية‭ ‬وربما‭ ‬يختلف‭ ‬أو‭ ‬نختلف‭ ‬معه‭ ‬حول‭ ‬مواقف‭ ‬محددة‭ ‬أحيانا‭ ‬لكننا‭ ‬حتما‭ ‬سنسعى‭ ‬باجتهاداتنا‭ ‬نحو‭ ‬هدف‭ ‬أسمى‭ ‬هو‭ ‬الإسهام‭ ‬بقدراتنا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتثبيت‭ ‬أركانها‭ ‬وبنيانها،‭ ‬ونتطلع‭ ‬معا‭ ‬للمستقبل‭ ‬الذي‭ ‬نتشارك‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬مساره‭ ‬بجدية‭.‬

لقد‭ ‬أعطينا‭ ‬لأنفسنا‭ ‬وإلى‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬متسعا‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للتفكير‭ ‬والمراجعة‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬مجددا‭ ‬نلتئم‭ ‬قبيل‭ ‬افتتاح‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬كتلة‭ ‬ربما‭ ‬هي‭ ‬صغيرة‭ ‬بعدد‭ ‬أفرادها‭ ‬كبيرة‭ ‬بطموحات‭ ‬أعضائها،‭ ‬فالعبرة‭ ‬ليست‭ ‬بالعدد‭ ‬وإنما‭ ‬بالطرح‭ ‬وبالمواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬المسؤولة‭ ‬والوقوف‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وقضاياهم‭ ‬ودعم‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاح‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭. ‬وسنستمر‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬مواقفنا‭ ‬وطنية‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬التزامنا‭ ‬بنهجنا‭ ‬الوطني‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬تكرار‭ ‬تجربة‭ ‬كتلة‭ ‬النواب‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬برلمان‭ ‬2002،‭ ‬فنحن‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬حضورا‭ ‬وتأثيرا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬البرلماني،‭ ‬رغم‭ ‬تغير‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬لأخرى‭ ‬ولنا‭ ‬مريدون‭ ‬ومؤيدون‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭.‬

‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬نسعى‭ ‬لتقديم‭ ‬عروض‭ ‬مجانية‭ ‬لأحد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بالانضمام‭ ‬لكتلتنا،‭ ‬وكما‭ ‬تعرف‭ ‬قوام‭ ‬اي‭ ‬كتلة‭ ‬نيابية‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬المشتركات‭ ‬والتوافق‭ ‬الفكري‭ ‬المطلوب،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬المنشودة،‭ ‬لكننا‭ ‬نسعى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أصدقائنا‭ ‬داخل‭ ‬المجلس،‭ ‬وهم‭ ‬كثر‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬ونقدر‭ ‬مواقفهم‭ ‬ومواقعهم‭ ‬بل‭ ‬ونشجعهم‭ ‬ونعطيهم‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬خبراتنا،‭ ‬إن‭ ‬هم‭ ‬طلبوا،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬الاستشارة‭ ‬أو‭ ‬التعاون،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭.  ‬

تقدم‭ ‬والرفاق

توجد‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬كتلة‭ ‬تقدم‭ ‬وقيادة‭ ‬المنبر‭ ‬التقدمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضارب‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬المحسومة‭ ‬بين‭ ‬الجمعية‭ ‬والنواب،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬إعلان‭ ‬الكتلة‭ ‬وقوفها‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الاتحادين‭ ‬العماليين،‭ ‬بينما‭ ‬موقف‭ ‬المنبر‭ ‬داعم‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬للاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين،‭ ‬والنائب‭ ‬سيد‭ ‬فلاح‭ ‬هاشم‭ ‬كان‭ ‬نائبا‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬بالاتحاد‭ ‬العام‭. ‬والمثال‭ ‬الآخر‭ ‬انقسام‭ ‬قرار‭ ‬الكتلة‭ ‬بشأن‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬فقد‭ ‬وافقت‭ ‬عليه‭.. ‬بينما‭ ‬زميلك‭ ‬سيد‭ ‬فلاح‭ ‬هاشم‭ ‬رفضه،‭ ‬ما‭ ‬تعليقك؟

أبدا‭.. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬مواقف‭ ‬كتلة‭ ‬تقدم‭ ‬والمنبر‭ ‬التقدمي،‭ ‬وعمل‭ ‬الأحزاب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يختلف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مرتكزاته‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬الكتل‭ ‬البرلمانية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬المساحة‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭.‬

‭ ‬متطلبات‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬اليومي‭ ‬تحتم‭ ‬علينا‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الجميع؛‭ ‬لأننا‭ ‬نمثل‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬باعتبارنا‭ ‬ممثلين‭ ‬للشعب،‭ ‬ورفاقنا‭ ‬في‭ ‬التقدمي‭ ‬يقدرون‭ ‬ذلك‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نحن‭ ‬نحاول‭ ‬جاهدين‭ ‬الاستئناس‭ ‬برأي‭ ‬الاتحادين‭ ‬العماليين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬العمالي،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬حول‭ ‬طرق‭ ‬عملهما‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬ترضي‭ ‬طموحنا‭ ‬كبرلمانيين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كمهتمين‭ ‬بالعمل‭ ‬النقابي،‭ ‬وهناك‭ ‬نقابات‭ ‬من‭ ‬الاتحاديين‭ ‬تتعامل‭ ‬مباشرة‭ ‬معنا‭ ‬ككتلة‭. ‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬موقفنا‭ ‬من‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬المقترح‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬فهناك‭ ‬مساحة‭ ‬كافية‭ ‬لكل‭ ‬نائب‭ ‬بالكتلة‭ ‬نخضعها‭ ‬لقناعته‭ ‬وتكتيكاته‭ ‬السياسية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقضايا‭ ‬المطروحة‭ ‬للنقاش‭.‬

‭ ‬وكما‭ ‬أخبرتك‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬رفيقنا‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬هناك‭ ‬تباين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬أحيانا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعطي‭ ‬لعناصر‭ ‬كتلتنا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬بقناعة‭ ‬وديمقراطية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القيود‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تفرضها‭ ‬كتل‭ ‬أخرى‭.‬

لا‭ ‬إملاءات‭ ‬فوقية

من‭ ‬الأمثلة‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬غياب‭ ‬الإسناد‭ ‬وبلورة‭ ‬الموقف‭ ‬السياسي‭- ‬البرلماني‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬المنبر‭ ‬لكتلة‭ ‬تقدم‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬الكتلة‭ ‬التصويت‭ ‬برفض‭ ‬استجواب‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭.. ‬وجّه‭ ‬محرر‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬استفسارا‭ ‬لعضو‭ ‬بالمكتب‭ ‬السياسي‭ ‬عن‭ ‬حيثيات‭ ‬موقف‭ ‬الكتلة‭.. ‬وجاء‭ ‬رده‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬مجريات‭ ‬التصويت‭ ‬بالجلسة‭ ‬والإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬عند‭ ‬نواب‭ ‬الكتلة‭.. ‬فما‭ ‬تعليقك؟‭  ‬

حتى‭ ‬مسألة‭ ‬الاستجواب‭ ‬أو‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬نخضعها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬لقناعاتنا‭ ‬كأعضاء‭ ‬بالكتلة‭. ‬وطبيعي‭ ‬أن‭ ‬نتشاور‭ ‬مع‭ ‬رفاقنا‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬واللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬بالتقدمي‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬سياسي‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التأسيس‭ ‬الناضج‭ ‬للقناعات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الإملاءات‭ ‬الفوقية‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬نمثل‭ ‬مصالح‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬ومصالح‭ ‬أبناء‭ ‬دوائرنا‭ ‬أيضا‭ ‬ضمن‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البدء‭ ‬والمنتهى‭.‬