عدوان في دراسة ماجستير: دور فعال للتلفزيون في تناول قضايا الأسرة

| محرر الشؤون المحلية

تناولت‭ ‬دراسة‭ ‬ماجستير‭ ‬للباحثة‭ ‬هيفاء‭ ‬عدوان‭ ‬بقسم‭ ‬الإعلام‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬التوك‭ ‬شو‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬الجمهور‭ ‬اتجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية‭ ‬والتي‭ ‬حصلت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الامتياز‭ ‬مع‭ ‬مرتبة‭ ‬الشرف،‭ ‬تحليل‭ ‬أبرز‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية‭ ‬التي‭ ‬تناولها‭ ‬التلفزيون‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬إجراء‭ ‬الدراسة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬الدراسة‭ ‬لاستبيان‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬القضايا‭ ‬لدى‭ ‬جمهور‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتحليل‭ ‬المضمون‭ ‬لمجموعة‭ ‬منتقاة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬البرامج‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

وتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نظرية‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬النظرية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬نظريات‭ ‬التأثير‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬مفهوم‭ ‬التأثيرات‭ ‬التقليدية‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬قوة‭ ‬أجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬التغيير،‭ ‬وهو‭ ‬المدخل‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬لقدرة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإلحاح‭ ‬على‭ ‬مواضيع‭ ‬بعينها‭ ‬أن‭ ‬تجعلها‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الصدارة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬الجمهور،‭ ‬فالجمهور‭ ‬لا‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬والموضوعات‭ ‬العامة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬ولكنه‭ ‬يتعلم‭ ‬مقدار‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬لقضية‭ ‬أو‭ ‬لموضوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المقصود‭ ‬بدور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬اهتمام‭ ‬المجتمع‭.‬

وشملت‭ ‬عينة‭ ‬الدراسة‭ ‬الميدانية‭ ‬300‭ ‬مفردة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬محافظات،‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬بطريقة‭ ‬عشوائية‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬السكان‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬أما‭ ‬الدراسة‭ ‬التحليلية‭ ‬فشملت‭ ‬أربع‭ ‬برامج‭ ‬تلفزيونية‭ ‬تذاع‭ ‬في‭ ‬القناة‭ ‬الفضائية‭ ‬البحرينية‭ ‬هي‭ (‬برنامج‭ ‬الرأي،‭ ‬برنامج‭ (‬Wrong Side‭)‬،‭ ‬برنامج‭ ‬مع‭ ‬وضد،‭ ‬برنامج‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬السالفة‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬تساؤلات‭ ‬الدراسة‭ ‬التحليلية،‭ ‬وتم‭ ‬إجراء‭ ‬الدراسة‭ ‬التحليلية‭ ‬بأسلوب‭ ‬الحصر‭ ‬الشامل‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬1‭/‬‏3‭/‬‏2018‭ ‬حتى‭ ‬31‭/‬‏8‭/‬‏2018،‭ ‬بواقع‭ ‬132‭ ‬حلقة‭ ‬لبرنامج‭ ‬الرأي،‭ ‬و26‭ ‬حلقة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ (‬Wrong Side‭)‬،‭ ‬وبرنامج‭ ‬مع‭ ‬وضد،‭ ‬و28‭ ‬حلقة‭ ‬لبرنامج‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬السالفة‭.‬

وأشارت‭ ‬أهم‭ ‬استنتاجات‭ ‬الدراسة‭ ‬التحليلية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬عرض‭ ‬القضية‭ ‬مجردة‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أساليب‭ ‬معالجة‭ ‬مضمون‭ ‬الرسالة‭ ‬بنسبة‭ ‬قاربت‭ ‬الثلاث‭ ‬أرباع،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬اتجاه‭ ‬المعالجة‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬إيجابي‭ ‬بنسبة‭ ‬تجاوزت‭ ‬الثلاث‭ ‬أرباع‭ ‬أيضاً،‭ ‬كما‭ ‬قاربت‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬الجمهور‭ ‬للثلثين،‭ ‬نصف‭ ‬تلك‭ ‬المشاركات‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجمهور‭ ‬داخل‭ ‬الأستوديو‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬“الراي”،‭ ‬وأعلى‭ ‬شكل‭ ‬لتلك‭ ‬المشاركة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبداء‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لأهم‭ ‬استنتاجات‭ ‬الدراسة‭ ‬الميدانية‭ ‬فأشرت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬هي‭ ‬“‭ ‬أعتمد‭ ‬عليها‭ ‬أحياناً”،‭ ‬درجة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬التليفزيونية‭ ‬كانت‭ ‬“أثق‭ ‬فيها‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة”،‭ ‬وأشارت‭ ‬نتائج‭ ‬الاعتماد‭ ‬علي‭ ‬التليفزيون‭ ‬البحريني‭ ‬كمصدر‭ ‬للمعلومات‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية‭ ‬الى‭ ‬زيادة‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬المعروضة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تقيم‭ ‬دور‭ ‬التلفزيون‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“دور‭ ‬فعال”‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬دور‭ ‬“فعال”‭ ‬للبرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬اتجاهات‭ ‬الجماهير‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬القضايا‭ ‬الاسرية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الإجابات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬منها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عبارة‭ ‬“أحياناً”‭ ‬بمناقشة‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬البرامج،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬مع‭ ‬الاسرة‭.‬

وجاءت‭ ‬أهم‭ ‬توصيات‭ ‬المتابعين‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمستوي‭ ‬الإعداد‭ ‬والإخراج،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬القضايا،‭ ‬وثالثاً‭ ‬تمثيل‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬مع‭ ‬مطالبة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالمعايير‭ ‬المهنية‭ ‬ومواثيق‭ ‬الشرف‭ ‬الأخلاقية‭ ‬عند‭ ‬ممارسة‭ ‬النشاط‭ ‬الإعلامي‭ ‬خاصة‭ ‬ذلك‭ ‬المعني‭ ‬بقضايا‭ ‬الأسرة،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوجوه‭ ‬الشابة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬البحرينية،‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات‭ ‬الموجودين‭ ‬حالياً‭ ‬كسبوا‭ ‬الرهان‭ (‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الرأي‭)‬،‭ ‬وكسبوا‭ ‬احترام‭ ‬المتابعين‭ ‬والمشاهدين‭ ‬لأن‭ ‬مستوى‭ ‬الابداع‭ ‬لديهم‭ ‬يزيد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬