الحكومة الرشيدة تدعم وتشجع المرأة في المشاريع الخاصة

ندى علوي: تجسيد الشغف بالفن التشكيلي في مشروع تجاري

“الندى”‭... ‬إطلاله‭ ‬عصرية‭ ‬أنيقة‭ ‬للنساء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬وجيز تتلمذت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الفنان‭   ‬التشكيلي‭ ‬عباس‭ ‬الموسوي طرحت‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬لـ‭ ‬“الندى”‭ ‬بمعرض‭ ‬الجواهر نحتفي‭ ‬بذكرى‭ ‬التأسيس‭ ‬الثامنة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر “الندى”‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬منتجات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬فنانا نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬تتجاوز‭ ‬50‭ %‬ فوازير‭ ‬شريهان‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬واستلهمت‭ ‬منها‭ ‬الكثير

 

ترى‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬الطموح‭ ‬ليس‭ ‬هنالك‭ ‬حدود‭ ‬لطموحه،‭ ‬وتحب‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬العمل‭ ‬وتعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬إحساس‭ ‬راق،‭ ‬إذ‭ ‬تؤمن‭ ‬بأنه‭ ‬يضفي‭ ‬جمالا‭ ‬ورونقًا‭ ‬على‭ ‬الحياة،‭ ‬ولذلك‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حولها‭ ‬جميلا؛‭ ‬لتوظف‭ ‬هوايتها‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬والتلوين‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬أختها‭ ‬الأصغر؛‭ ‬لتحصد‭ ‬ندى‭ ‬علوي‭ ‬مع‭ ‬أختها‭ ‬نور‭ ‬جائزة‭ ‬امتياز‭ ‬الشرف‭ ‬لرائدة‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينية‭ ‬الشابة‭.‬

تتبع‭ ‬علوي‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬مبدأ‭ ‬“إذا‭ ‬كان‭ ‬جيدًا‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬لي‭ ‬فهو‭ ‬جيد‭ ‬لك”،‭ ‬وتطبق‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬بمشروع‭ ‬“الندى”‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ ‬“لا‭ ‬يؤمن‭ ‬أحدكم‭ ‬حتى‭ ‬يحب‭ ‬لأخيه‭ ‬ما‭ ‬يحب‭ ‬لنفسه”،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬الشخصية‭ ‬والرضا‭ ‬عنها‭ ‬وتستخدمها‭ ‬شخصيًا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تسوقها‭.‬

“البلاد”‭ ‬التقت‭ ‬سيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬ندى‭ ‬علوي،‭ ‬المؤسس‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬“الندى”،‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬اللقاء‭:‬

 

المولد‭ ‬والنشأة    

ولدت‭ ‬بالمحرق‭ ‬وعشت‭ ‬وترعرعت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬معظم‭ ‬حياتي‭. ‬سكنت‭ ‬في‭ ‬طفولتي‭ ‬مع‭ ‬عائلتي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬حيث‭ ‬درست‭ ‬بمدرسة‭ ‬حفصة‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنات،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلنا‭ ‬للسكن‭ ‬في‭ ‬الرفاع،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أكملت‭ ‬دراستي‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬المنامة‭ (‬مدرسة‭ ‬أم‭ ‬سلمة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬ومدرسة‭ ‬خولة‭ ‬الثانوية‭). ‬

بعد‭ ‬تخرجي‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬أميركا‭ ‬للدراسة‭ ‬الجامعية،‭ ‬وتخصصت‭ ‬بإدارة‭ ‬الأعمال‭. ‬درست‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬تخصص‭ ‬علوم‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬ثم‭ ‬غيرت‭ ‬التخصص‭ ‬إلى‭ ‬نظم‭ ‬المعلومات‭ ‬بسبب‭ ‬حبي‭ ‬للكمبيوتر،‭ ‬ووقتها‭ ‬لم‭ ‬أكتشف‭ ‬أنني‭ ‬أحب‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكي،‭ ‬ولم‭ ‬أتوقع‭ ‬أنني‭ ‬سأدخل‭ ‬جامعة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أنني‭ ‬درست‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬علمي،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تخرجت‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬بشهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬والماجستير‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭.‬

 

الدراسة‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬آن

أثناء‭ ‬دراسة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬للأبحاث‭ ‬والتسويق‭ ‬بالقطاع‭ ‬النفطي‭. ‬وبعدما‭ ‬تخرجت‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬بشركة‭ ‬معنية‭ ‬بتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬البترولية‭ ‬وتوفر‭ ‬معدات‭ ‬للحفر‭ ‬وتحسين‭ ‬العمليات،‭ ‬تدرجت‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬المبيعات‭ ‬والتسويق‭.‬

نلت‭ ‬خبرة‭ ‬مهنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خدمات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬بأميركا،‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬البترولية‭ ‬بعد‭ ‬نيل‭ ‬البكالوريوس‭ ‬وأثناء‭ ‬إعداد‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أعوام،‭ ‬لذا‭ ‬يستغرب‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬أنني‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬خصوصًا‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬مهندسة‭. ‬

عندما‭ ‬دخلت‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬والرسم‭ ‬درست‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬وميلان‭ ‬ولندن‭ ‬كورسات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ولا‭ ‬أزال‭ ‬أتذكر‭ ‬مقولة‭ ‬أحد‭ ‬المدرسين‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬“إنكم‭ ‬لا‭ ‬تستطيعون‭ ‬اختراع‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ (...) ‬تستطيعون‭ ‬تعديله‭ ‬وتحويله،‭ ‬وأكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الفنانين‭ ‬عندما‭ ‬يعيدون‭ ‬رسم‭ ‬نفس‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬تتم‭ ‬فيه‭ ‬اختلافات‭ ‬حسب‭ ‬حاجة‭ ‬المجتمع‭ ‬لهذا‭ ‬التغيير”‭. ‬وترى‭ ‬علوي‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملها‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تتميز‭ ‬وتعمل‭ ‬شيء‭ ‬مغايرًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬

 

تأسيس‭ ‬“أوشو”

بعد‭ ‬أن‭ ‬أكملتُ‭ ‬دراسة‭ ‬الماجستير،‭ ‬أخبرني‭ ‬والدي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬أنه‭ ‬سيؤسس‭ ‬شركة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز‭ ‬والمشاريع‭ ‬الصناعية،‭ ‬فعدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬للعمل‭ ‬معه‭. ‬وأسسنا‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬الاستشاري‭ ‬لخدمات‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭ (‬أوشو‭ ‬OSHO‭). ‬

وكان‭ ‬أول‭ ‬مشروع‭ ‬نفذته‭ ‬الشركة‭ ‬هو‭ ‬مرفأ‭ ‬البحرين‭ ‬المالي،‭ ‬وتبعه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭. ‬كما‭ ‬نفذنا‭ ‬مشاريع‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬روسيا‭. ‬إنني‭ ‬فخورة‭ ‬بشركة‭ ‬“OSHO”‭ ‬وعملها،‭ ‬وأحب‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬أسسته،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬مناسبًا‭ ‬لفترة‭ ‬من‭ ‬حياتي،‭ ‬وأحب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬التفاصيل‭ ‬للمنتج،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬“أوشو”،‭ ‬قررت‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬فيها،‭ ‬وأمسك‭ ‬أخي‭ ‬بزمام‭ ‬الأمور‭ ‬فيها‭.‬

تغيير‭ ‬مجال‭ ‬العمل

وعن‭ ‬تحويل‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الموضة‭ ‬والأزياء،‭ ‬تقول‭ ‬علوي‭ ‬“كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬لدي‭ ‬قيمة‭ ‬عالية‭ ‬للجمال،‭ ‬منذ‭ ‬صغري،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬عليّ،‭ ‬“فوازير‭ ‬حول‭ ‬العالم”‭ ‬للفنانة‭ ‬المصرية‭ ‬شريهان‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات،‭ ‬ولا‭ ‬أزال‭ ‬أحبها‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬وأثرت‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬كثيرًا،‭ ‬إذ‭ ‬كنت‭ ‬أتفرج‭ ‬على‭ ‬العروض‭ ‬في‭ ‬الفوازير‭ ‬ونتدرب‭ ‬عليها‭ ‬أنا‭ ‬وأختي‭ ‬نور‭ ‬التي‭ ‬تصغرني‭ ‬بعامين‭ ‬ثم‭ ‬نعيدها‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬أثناء‭ ‬الفسحة‭ ‬مع‭ ‬بنات‭ ‬الصف،‭ ‬وكنا‭ ‬نبيع‭ ‬تذاكرها‭ ‬بمئة‭ ‬فلس،‭ ‬وتمكنا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬بعض‭ ‬الأموال،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬طلبات‭ ‬لرؤية‭ ‬العروض‭.‬

وفي‭ ‬الصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائي‭ ‬اشتركت‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬علاء‭ ‬الدين‭ ‬والأطفال‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬مصطفى‭ ‬رشيد،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬عرض‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬أو‭ ‬العراق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬وتوقف‭ ‬عرض‭ ‬المسرحية‭ ‬قبل‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬للكويت‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬بدأت‭ ‬بتأليف‭ ‬المسرحيات‭ ‬الكوميدية؛‭ ‬لأنني‭ ‬أحب‭ ‬الفكاهة‭ ‬والضحك‭ ‬وأشعر‭ ‬أنها‭ ‬ممتعة،‭ ‬وكنت‭ ‬متأثرة‭ ‬في‭ ‬كتابتها‭ ‬بفوازير‭ ‬شريهان،‭ ‬وأقتبس‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭.‬

وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬أحببت‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكي،‭ ‬وصممت‭ ‬بطاقات‭ (‬Business Cards‭) ‬للطالبات‭ ‬وكانت‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬البطاقة‭ ‬الحالية،‭ ‬فهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬يوضع‭ ‬فيه‭ ‬اسم‭ ‬الطالبة‭ ‬وتتم‭ ‬طباعته‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬جميل،‭ ‬سعر‭ ‬بيعه‭ ‬كان‭ ‬مرتفعًا‭ ‬فلم‭ ‬ينجح‭ ‬المشروع،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬كلفته‭ ‬عالية،‭ ‬أما‭ ‬حاليًا‭ ‬فإنني‭ ‬أعي‭ ‬احتياجات‭ ‬زبائني‭.‬

نشأة‭ ‬“الندى”

يوما‭ ‬ما‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬هواية‭ ‬أستمتع‭ ‬بها،‭ ‬فقررت‭ ‬أن‭ ‬ألون‭ ‬لتجسيد‭ ‬إحساسي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الهواية،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أرى‭ ‬نفسي‭ ‬وقتها‭ ‬رسامة‭. ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬عباس‭ ‬الموسوي‭ ‬تعليمي‭ ‬التلوين،‭ ‬رفض‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬إصراري‭ ‬وإلحاحي‭ ‬وافق،‭ ‬وعلمني‭ ‬بعض‭ ‬التقنيات‭ ‬في‭ ‬التلوين،‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬“ندى‭.. ‬تستطيعين‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬فني‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬لأن‭ ‬الإحساس‭ ‬لديك‭ ‬جميل‭ ‬وهنالك‭ ‬إمكانية‭ ‬ليتطور”‭.‬

بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬الفني،‭ ‬وشعرت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجمال‭ ‬الفني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬مشاركته‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وهذه‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬والبذرة‭ ‬الأولى‭ ‬لانطلاقة‭ ‬“الندى”‭.‬

فكرت‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬نشر‭ ‬الفن،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصلتني‭ ‬دعوة‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬عمل‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أسافر‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الصين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كنت‭ ‬بحاجة‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ (...) ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬سبب‭ ‬سفري،‭ ‬تذكرت‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬مشهورة‭ ‬بالحرير‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬الشالات‭ (‬السكارف‭) ‬المربعة‭.. ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬جالت‭ ‬في‭ ‬فكري‭ ‬في‭ ‬لحظات،‭ ‬ومنها‭ ‬ولدت‭ ‬فكرت‭ ‬مشروع‭ ‬“الندى”‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وقتها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شالات‭ ‬مربعة‭ ‬من‭ ‬الحرير‭.‬

أخبرت‭ ‬الفنان‭ ‬الموسوي‭ ‬بفكرة‭ ‬المشروع؛‭ ‬لأن‭ ‬الشالات‭ ‬الحرير‭ ‬ستطبع‭ ‬عليها‭ ‬رسومات‭ ‬الفنانين،‭ ‬وكان‭ ‬حلمي‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين،‭ ‬فقال‭ ‬إنه‭ ‬سيساعدني‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬عملي‭. ‬كما‭ ‬أخبرت‭ ‬أختي‭ ‬نور‭ ‬بفكرة‭ ‬المشروع،‭ ‬فطلبت‭ ‬شراكتي،‭ ‬وهذه‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭. ‬

حصلنا‭ ‬على‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬للشركة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬يوم‭ ‬ذكرى‭ ‬ميلاد‭ ‬نور‭. ‬وطرحت‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬للشركة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬بمعرض‭ ‬الجواهر‭ ‬العربية،‭ ‬وسنكمل‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل‭ ‬8‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬“الندى”‭.‬

إنني‭ ‬فخورة‭ ‬جدًا‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬“الندى”‭ ‬والمنتجات‭ ‬التي‭ ‬طرحناها‭ ‬من‭ ‬شالات‭ ‬وأدوات‭ ‬قرطاسية‭ ‬وملابس‭ ‬وعبايات‭.‬

غالبية‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الحرير؛‭ ‬لأنه‭ ‬يعطي‭ ‬إحساسًا‭ ‬بالرفاهية،‭ ‬وحاليًا‭ ‬اتجهنا‭ ‬لإضافة‭ ‬القطن‭ ‬والكشمير‭ ‬والصوف،‭ ‬ونقوم‭ ‬باختيار‭ ‬القماش‭ ‬ذي‭ ‬الملمس‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬شعورًا‭ ‬جميلا‭.‬

وتقوم‭ ‬فلسفتنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬الزبونة‭ ‬وجعلها‭ ‬تشعر‭ ‬أن‭ ‬طلباتها‭ ‬مجابة،‭ ‬إذ‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تطلب‭ ‬بعض‭ ‬السيدات‭ ‬تجهيز‭ ‬فستان‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬لون‭ ‬العبايات‭ ‬الملونة‭. ‬ويتم‭ ‬تصنيع‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وتمتلك‭ ‬الشركة‭ ‬مشغلا‭ ‬خاصًا‭ ‬لخياطة‭ ‬الملابس‭.‬

نعمل‭ ‬على‭ ‬تتبع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬العصرية‭ ‬للمرأة‭ ‬والرجل،‭ ‬وتوفير‭ ‬ما‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬هدايا‭ ‬تصلح‭ ‬للجنسين‭. ‬أما‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة‭ ‬فهي‭ ‬للنساء،‭ ‬ويتم‭ ‬تصميمها‭ ‬لتتمكن‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬بمظهر‭ ‬أنيق‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬وجيز‭.‬

أختي‭ ‬نور‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬اللبنات‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬“الندى”،‭ ‬كانت‭ ‬عندما‭ ‬زرنا‭ ‬متحف‭ ‬بيكاسو‭ ‬واشترينا‭ ‬من‭ ‬متجر‭ ‬الهدايا‭ ‬شالا‭ ‬مربعًا‭ ‬عليه‭ ‬رسومات‭ ‬جميلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬القماش‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬تصنيعه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬جيدة،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬ترتده‭ ‬نور،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تشعر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬لتأسيس‭ ‬المشروع‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬فكانت‭ ‬البداية‭ ‬عندما‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬وكانت‭ ‬بمثابة‭ ‬زلزال‭ ‬لي‭ ‬لتأسيسه‭. ‬إن‭ ‬الإحساس‭ ‬بالأشياء‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬في‭ ‬البذور‭ ‬الحياة‭ ‬والولادات‭ ‬والفرص‭ ‬الجديدة‭.‬

 

البحرنة‭ ‬تتجاوز‭ ‬الـ‭ ‬50‭ %‬

منتجات‭ ‬“الندى”‭ ‬المتنوعة‭ ‬تعرض‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬والمتاحف،‭ ‬منها‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬ومتحف‭ ‬الرئاسي‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬كما‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬مثل‭ ‬ساكس‭ ‬فيفث‭ ‬آفينيو،‭ ‬غاليري‭ ‬لافاييت،‭ ‬وروبنسونز،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأدوات‭ ‬المكتبية‭ ‬والقرطاسية‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬“فيرجين”،‭ ‬وأيضا‭ ‬لدينا‭ ‬متجر‭ ‬“الندى”‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السيف،‭ ‬وهذه‭ ‬المنتجات‭ ‬لم‭ ‬تولد‭ ‬بالصدفة‭ ‬وإنما‭ ‬نتيجة‭ ‬لجهود‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬متكامل‭ ‬تجاوزت‭ ‬فيه‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬50‭ %.‬

كما‭ ‬يتم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬فنانًا‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬لطباعة‭ ‬لوحاتهم‭ ‬على‭ ‬منتجاتنا،‭ ‬غالبيتهم‭ ‬من‭ ‬البحرين‭. ‬ويتم‭ ‬اختيار‭ ‬أجمل‭ ‬اللوحات‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬عمل‭ ‬يتم‭ ‬تصفيتها‭ ‬وانتقاء‭ ‬أفضل‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬أعمال‭ ‬لطباعتها‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭.‬

وعن‭ ‬الفرنشايز،‭ ‬تقول‭ ‬علوي‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬خططها‭ ‬المستقبلية‭ ‬منح‭ ‬حق‭ ‬الامتياز‭ ‬“فرنشايز”،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬علامتها‭ ‬التجارية‭ ‬“الندى”‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬و‭ ‬بلد‭.‬

 

الهوايات

أركز‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬والسفر،‭ ‬والاستكشاف،‭ ‬كما‭ ‬أحب‭ ‬التسوق‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومعروض‭ ‬في‭ ‬المتاجر‭.‬

أحب‭ ‬أيضا‭ ‬قراءة‭ ‬كتب‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬إذ‭ ‬قرأت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬و15‭ ‬كتابًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وتفضل‭ ‬علوي‭ ‬الاستماع‭ ‬للكتب‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والعربية‭ ‬عبر‭ ‬تطبيقات‭ ‬مخصصة‭ ‬لذلك،‭ ‬ومنها‭ ‬تطبيق‭ ‬الراوي‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬وهو‭ ‬لشركة‭ ‬بحرينية‭ ‬وسيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬هالة‭ ‬سليمان‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬آخرين‭.‬

وتضيف‭ ‬علوي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬سكارف‭ ‬في‭ ‬“الندى”‭ ‬يأتي‭ ‬مع‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬كتابنا‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬منتجات‭ ‬أول‭ ‬3‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬“الندى”،‭ ‬تم‭ ‬اقتباس‭ ‬أشعار‭ ‬من‭ ‬ديوان‭ ‬“بيت‭ ‬بفيء‭ ‬الياسمين”‭ ‬للشاعرة‭ ‬فضيلة‭ ‬الموسوي‭ ‬أخت‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬عباس‭ ‬الموسوي‭.‬

 

تكريم‭ ‬ودعم

تعتقد‭ ‬علوي‭ ‬أنها‭ ‬“محظوظة؛‭ ‬لأن‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تدعم‭ ‬وتشجع‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬والمشاريع‭ ‬الخاصة،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالمرأة‭. ‬وتقول‭: ‬منحتنا‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أنا‭ ‬وأختي‭ ‬جائزة‭ ‬امتياز‭ ‬الشرف‭ ‬لرائدة‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مشروعنا‭ ‬“الندى”،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬حافزًا‭ ‬يشجعنا‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬والمواصلة‭.‬

وتضيف‭ ‬“لدينا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فرص‭ ‬ممتازة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬العالمية؛‭ ‬لأن‭ ‬لدينا‭ ‬المقومات‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتكاتف‭ ‬ونتعاون”،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“النجاح‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬بالمجان،‭ ‬وليس‭ ‬بالصدفة،‭ ‬إنما‭ ‬عبر‭ ‬تضحيات‭ ‬وعمل‭ ‬شاق”‭.‬