الثقافة الأمنية

معًا نحو تعزيز الانتماء الوطني

تقوم‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬ارتباط‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬بمفهوم‭ ‬الدولة،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالهوية‭ ‬بما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬وموروثات،‭ ‬وما‭ ‬تجسده‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬اليوم‭ ‬والمستقبل‭ ‬تلبية‭ ‬للطموحات‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬الآمنة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬فلا‭ ‬مستقبل‭ ‬دون‭ ‬هوية،‭ ‬ولا‭ ‬مستقبل‭ ‬دون‭ ‬انتماء‭.‬

إن‭ ‬تعمق‭ ‬الإحساس‭ ‬بالولاء‭ ‬الوطني‭ ‬لدى‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬يدفع‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬ووعي‭ ‬الأجيال‭ ‬المقبلة،‭ ‬فالأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬العهد‭ ‬والولاء‭ ‬لحكام‭ ‬الوطن‭ ‬الكرام،‭ ‬وأخلصوا‭ ‬في‭ ‬ذلك؛‭ ‬لذا‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬تحمل‭ ‬أمانة‭ ‬نقل‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬الأبناء‭. ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬الولاء‭ ‬الوطني‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬رسالة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬حدود‭ ‬وواجب‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬نهاية،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ذلك‭ ‬جدير‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتقدير‭.‬

انطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أعدت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وتتضمن‭ ‬تحليلا‭ ‬للتحديات‭ ‬والأهداف،‭ ‬وتأصيلا‭ ‬للقيم‭ ‬والهوية‭ ‬البحرينية‭  ‬والثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تحديد‭ ‬المسؤولية‭ ‬المشتركة،‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬تنطلق‭ ‬منه‭ ‬الخطة‭ ‬لإعداد‭ ‬البرامج‭.‬

كما‭ ‬تقدم‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬نحو‭ ‬70‭ ‬مبادرة‭ ‬مختلفة،‭ ‬تشمل‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسة،‭ ‬وهي‭  ‬برامج‭ ‬الانتماء،‭ ‬وحملات‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬والإعلام،‭ ‬ومناهج‭ ‬والمقررات‭ ‬والتشريعات‭ ‬والأنظمة‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأداء‭ ‬الوطني‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬قياس‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬المواطنين‭ ‬تجاه‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وقيم‭ ‬المواطنة،‭ ‬وقياس‭ ‬فاعلية‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬وتأثيرها‭ ‬مجتمعيا‭.‬

الإطار‭ ‬المرجعي

يشكل‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بتاريخه‭ ‬العريق‭ ‬نموذجا‭ ‬للتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والانفتاح،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لبعض‭ ‬التداعيات‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬مما‭ ‬استدعى‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬مضاعفة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬الوطنية‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬لتعزيز‭ ‬روح‭ ‬المواطنة‭ ‬والانتماء‭ ‬والتسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭.‬

ويستند‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬المطلوب‭ ‬الى‭ ‬مرجعيات‭ ‬وطنية‭ ‬مشتركة،‭ ‬تضمن‭ ‬عمل‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬بإيقاع‭ ‬متوازن‭ ‬يحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ويمثل‭ ‬الإطار‭ ‬المرجعي‭ ‬منطلقا‭ ‬أساسيا‭ ‬للخطة‭ ‬تستمد‭ ‬منه‭ ‬توجهاتها‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنشطتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الرئيسية‭.‬

أولا‭: ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الحضاري‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭:‬

وفّر‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الفرص‭ ‬الداعمة‭ ‬لترسيخ‭ ‬الكيان‭ ‬الوطني،‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطنين؛‭ ‬باعتبار‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬غاية‭ ‬من‭ ‬غايات‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لنهضة‭ ‬المجتمع‭ ‬واستقراره‭.‬

ثانيا‭: ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭:‬

يعتبر‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بالإجماع‭ ‬في‭ ‬14فبراير‭ ‬2001‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وخطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬ومتميزة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬ترسيخا‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬بما‭ ‬يلبي‭ ‬التطلعات‭ ‬والآمال‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬الحضاري،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الجامعة‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين،‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬بالانتماء‭ ‬العربي‭ ‬الخليجي،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بالثوابت‭ ‬السياسة،‭ ‬مثل‭ ‬رفع‭ ‬شان‭ ‬الدولة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الشاملة

ثالثا‭: ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

تضمن‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العناصر‭ ‬المرجعية‭ ‬والثوابت‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬للمملكة،‭ ‬وطبيعة‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬والمساواة‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭ ‬والمواطنة‭ ‬المتساوية‭.‬

رابعا‭: ‬الاتفاقات‭ ‬والعهود‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬

التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وما‭ ‬وضعته‭ ‬اليونسكو‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬حول‭ ‬المواطنة‭ ‬وتعليم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬المواطنة‭ ‬وغرس‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭.‬

خامسا‭: ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي

ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطابات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬من‭ ‬توجهات‭ ‬حكيمة‭ ‬ركيزتها‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالناشئة‭ ‬يعد‭ ‬إطارا‭ ‬مرجعيا‭ ‬لرسم‭ ‬السياسات‭ ‬ووضع‭ ‬إستراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬المقارنة‭ ‬الشمولية‭ ‬لتقديم‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬لتعزيز‭ ‬المواطنة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬في‭ ‬تأطير‭ ‬الممارسات؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬ونهضته‭.‬

سادسا‭: ‬مبادرة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬

تعد‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تنفيذا‭ ‬لرؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والولاء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توحيد‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬العامة‭ ‬منها‭ ‬والخاصة،‭ ‬بهدف‭ ‬تأطيرها‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬تقنين‭ ‬الجهود‭ ‬وقياس‭ ‬أثرها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬مما‭ ‬بذلته‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وما‭ ‬أثمرته‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الممارسات،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬العمل‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجهود؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬وغرسها‭ ‬لدى‭ ‬الناشئة‭.‬