وزير الداخلية مسؤول مصغٍ وصديق ويحل المشكلات

سلمان بحوار مع “البلاد”: بعض الوزراء يُجمِّلون الواقع أو يعطون وعودا فارغة

| راشد الغائب | تصوير: رسول الحجيري

“الصحة”‭ ‬ورثت‭ ‬تعقيدات‭ ‬وخسرت‭ ‬كوادرها الصالح‭ ‬تعمل‭ ‬لتدارك‭ ‬التعقيدات‭ ‬وعلينا‭ ‬مساعدتها رئاسة‭ ‬زينل‭ ‬البرلمان‭ ‬خطوة‭ ‬تحسب‭ ‬للبحرين‭ ‬ونسائها مطالبون‭ ‬بألا‭ ‬نعير‭ ‬اهتماما‭ ‬لبعض‭ ‬“التهويش”‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى المهم‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بوطنية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬انتهازية‭ ‬أو‭ ‬تسلق رئاسة‭ ‬زينل‭ ‬البرلمان‭ ‬خطوة‭ ‬تحسب‭ ‬للبحرين‭ ‬ولنسائها الصالح‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬يعترفون‭ ‬بالتقصير‭ ‬ويفعلون‭ ‬أدوات‭ ‬المحاسبة لا‭ ‬أتعاطف‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الاستجوابات‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬العاملين‭ ‬بإخلاص ‭ ‬أعرف‭ ‬زينل‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬البرلمان‭ ‬وعملنا‭ ‬معا‭ ‬بملفات‭ ‬الشفافية أفتقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زملائي‭ ‬بمجلس‭ ‬2002‭  ‬ وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬إما‭ ‬يصمت‭ ‬عن‭ ‬سحب‭ ‬الرمال‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تصمد‭ ‬وعوده

 

قال‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬ركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬“مسؤول‭ ‬يتميز‭ ‬بالإصغاء‭ ‬ويعمل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬لحل‭ ‬المشاكل‭ ‬والقضايا”‭.‬

ورأى‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬الصحيفة‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬مِن‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬“لا‭ ‬يُجمِّلون‭ ‬الواقع‭ ‬أو‭ ‬يهربون‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للقضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس”،‭ ‬واصفا‭ ‬الوزير‭ ‬بأنه‭ ‬“صديق”‭ ‬ويكن‭ ‬له‭ ‬مشاعر‭ ‬أخوية‭ ‬كبيرة‭.‬

وعن‭ ‬استدارة‭ ‬موقف‭ ‬سلمان‭ ‬من‭ ‬إدانة‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بتقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬استجواب‭ ‬الوزيرة،‭ ‬رد‭ ‬بأن‭ ‬الوزارة‭ ‬ورثت‭ ‬تعقيدات‭ ‬رئيسة،‭ ‬وخسرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬كوادرها‭ ‬الإدارية‭ ‬والمهنية‭ ‬لصالح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والوزيرة‭ ‬تعمل‭ ‬لتدارك‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلينا‭ ‬مساعدتها‭. ‬

وعن‭ ‬تقييمه‭ ‬لرئاسة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬للبرلمان‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأول،‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬رئاستها‭ ‬خطوة‭ ‬تحسب‭ ‬للبحرين‭ ‬ولنساء‭ ‬البحرين‭.‬

وأضاف‭: ‬إننا‭ ‬جميعا‭ ‬مطالبون‭ ‬بألا‭ ‬نعير‭ ‬اهتماما‭ ‬لبعض‭ ‬“التهويش”‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى،‭ ‬وطالما‭ ‬عرفنا‭ ‬أننا‭ ‬معا،‭ ‬ومعنا‭ ‬بقية‭ ‬زملائنا‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬واجهة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرضي‭ ‬الجميع‭ ‬مهما‭ ‬حاولنا،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نرضي‭ ‬ضمائرنا‭ ‬ونعمل‭ ‬بوطنية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬انتهازية‭ ‬أو‭ ‬تسلق،‭ ‬والتاريخ‭ ‬هو‭ ‬الفيصل‭ ‬والحكم‭. ‬

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬“البلاد”‭ ‬مع‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭:‬

ملفات‭ ‬كبرى

التقيت‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مؤخرا،‭ ‬فما‭ ‬أبرز‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬بحثتها‭ ‬مع‭ ‬الوزير‭ ‬وما‭ ‬جرى‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشأنه؟

لقائي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬عمل‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬لقاء‭ ‬عمل‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬مع‭ ‬مسؤول‭ ‬وصديق‭ ‬أكن‭ ‬له‭ ‬مشاعر‭ ‬أخوية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وهو‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬يتميز‭ ‬بالإصغاء‭ ‬الجيد‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يعمل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬والقضايا،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجملون‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬القضايا‭ ‬أو‭ ‬يهربون‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للقضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس،‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صلاحياته‭ ‬ويجتهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬أتردد‭ ‬في‭ ‬زيارته‭ ‬والحديث‭ ‬معه‭ ‬بصراحة‭ ‬ووضوح‭ ‬كلما‭ ‬سنحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭.‬

وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬أجد‭ ‬الوزير‭ ‬يقدر‭ ‬ما‭ ‬أطرح‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬وقضايا،‭ ‬وأجزم‭ ‬أنه‭ ‬يعرفني‭ ‬جيدا،‭ ‬فما‭ ‬أطلبه‭ ‬باستمرار‭ ‬هو‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‭.‬

‭ ‬ووزير‭ ‬الداخلية‭ ‬يحمل‭ ‬ضمن‭ ‬مسؤولياته‭ ‬ملفات‭ ‬كبرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الناس‭ ‬وأمنهم‭ ‬ومستقبل‭ ‬أسرهم،‭ ‬والأهم‭ ‬يحمل‭ ‬ملف‭ ‬استقرار‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬أبعاده؛‭ ‬لذلك‭ ‬أزوره‭ ‬وأتحدث‭ ‬إليه‭ ‬بشفافية‭ ‬ودون‭ ‬تردد‭ ‬وأجده‭ ‬مصغيا‭ ‬ومحاولا‭ ‬باستمرار‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬معي‭ ‬ومع‭ ‬الآخرين‭ ‬عن‭ ‬حلول‭.‬

وعلاقتي‭ ‬بوزير‭ ‬الداخلية‭ ‬تمتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬وتحديدا‭ ‬منذ‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الأول‭ ‬2002‭ ‬–‭ ‬2006‭. ‬ونحن‭ ‬مستمرون‭ ‬بالتحاور‭ ‬لمصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والناس‭.‬

وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬نعلي‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الأصغاء‭ ‬لبعضنا‭ ‬البعض؛‭ ‬لنسهم‭ ‬بجهودنا‭ ‬المتواضعة‭ ‬لخدمة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬ومستقبل‭ ‬أبنائه‭.‬

تعقيدات‭ ‬الصحة

عندما‭ ‬صدر‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬لديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬أدليت‭ ‬بتصريح‭ ‬يطالب‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬بمعالجة‭ ‬المخالفات‭ ‬الواردة؛‭ ‬لأنها‭ ‬تهز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬الحكومية،‭ ‬ولوحت‭ ‬بمساءلتها‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تراخت‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬أشهر‭ ‬صوّت‭ ‬برفض‭ ‬استجواب‭ ‬الوزيرة،‭ ‬فهل‭ ‬نجحت‭ ‬الوزيرة‭ ‬في‭ ‬إزالة‭ ‬المخالفات؟

حسب‭ ‬قناعاتي‭ ‬الشخصية‭ ‬أن‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬يعترفون‭ ‬بالتقصير‭ ‬ويفعلون‭ ‬أدوات‭ ‬المحاسبة‭ ‬داخل‭ ‬الوزارة‭ ‬كما‭ ‬أتابع‭ ‬باستمرار‭.‬

وهناك‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬ناقشناها‭ ‬ككتلة‭ ‬وكنواب‭ ‬مع‭ ‬الوزيرة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬والمواعيد‭ ‬ومعاملة‭ ‬المرضى‭ ‬ونقص‭ ‬الأسرة‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭.‬

‭ ‬والوزيرة‭ ‬وطاقمها‭ ‬يعملون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬طاقتهم‭ ‬لإصلاح‭ ‬الخلل‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬ومازال‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخلل‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬طاقم‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬إصلاحه‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬ورثت‭ ‬تعقيدات‭ ‬رئيسة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وخسرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬كوادرها‭ ‬الادارية‭ ‬والمهنية‭ ‬لصالح‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والوزيرة‭ ‬تعمل‭ ‬لتدارك‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وعلينا‭ ‬مساعدتها‭. ‬

المهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬ليس‭ ‬الاستجواب‭ ‬لمجرد‭ ‬الاستجواب‭ ‬إنما‭ ‬الاستجواب‭ ‬أو‭ ‬التحقيق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إصلاح‭ ‬الأوضاع،‭ ‬ما‭ ‬أرفضه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يُجمِّل‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬الواقع‭ ‬أو‭ ‬يعطون‭ ‬الوعود‭ ‬الفارغة‭ ‬أو‭ ‬يلمعون‭ ‬القبح‭ ‬لصالح‭ ‬بقائهم‭ ‬في‭ ‬مناصبهم‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬تعاطف‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الاستجوابات‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬العاملين‭ ‬بإخلاص‭ ‬ومسؤولية‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭.‬

‭ ‬وللأمانة‭ ‬أنا‭ ‬أترك‭ ‬الصداقات‭ ‬جانبا‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬نواقص‭ ‬أو‭ ‬فساد،‭ ‬ومسؤوليتي‭ ‬تتطلب‭ ‬أن‭ ‬أتعامل‭ ‬بمهنية،‭ ‬وليس‭ ‬بردود‭ ‬فعل‭.‬

الظهراني‭ ‬وزينل

ما‭ ‬تقييمك‭ ‬لرئاسة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأول،‭ ‬وما‭ ‬الفوارق‭ ‬التي‭ ‬تجدها،‭ ‬سواء‭ ‬إيجابية‭ ‬أو‭ ‬سلبية‭ ‬مع‭ ‬خليفة‭ ‬الظهراني‭ ‬الذي‭ ‬زاملته‭ ‬برئاسته‭ ‬برلمان‭ ‬2002؟

رئاسة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ (‬أم‭ ‬محمد‭) ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬تحسب‭ ‬للبحرين‭ ‬ولنساء‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬زميلة‭ ‬لي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ندخل‭ ‬برلمان‭ ‬2018‭ ‬وعملنا‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالشفافية،‭ ‬وأكن‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬موقعي‭ ‬أدعم‭ ‬أي‭ ‬توجه‭ ‬وطني‭ ‬يساعد‭ ‬الوطن‭ ‬والناس‭ ‬ويعزز‭ ‬المسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬ونحن‭ ‬ننسق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواقفنا‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬ونجاح‭ ‬التجربة‭.‬

‭ ‬ونحن‭ ‬الاثنان‭ ‬تحديدا‭ ‬نتواصل‭ ‬باستمرار‭ ‬ونحرص‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭ ‬ونجاحه،‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬نتباين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬وجهات‭ ‬النظرنظرنا‭ ‬وهذا‭ ‬طبيعي،‭ ‬لكننا‭ ‬نبقى‭ ‬حريصين‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭.‬

‭ ‬ونحن‭ ‬الاثنان‭ ‬نقدر‭ ‬حساسية‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬القائمة‭ ‬ونحاول‭ ‬بكل‭ ‬طاقتنا‭ ‬أن‭ ‬نهيئ‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬للتعاون‭ ‬حولها‭ ‬للعبور‭ ‬اليها‭ ‬بنجاح،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬نجد‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدفعنا‭ ‬للعمل‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬متكاتفين‭ ‬لإنجاح‭ ‬مسيرة‭ ‬الإصلاح‭ ‬من‭ ‬موقعنا‭ ‬الحالي‭.‬

‭ ‬وأعتقد‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬مطالبون‭ ‬بألا‭ ‬نعير‭ ‬اهتماما‭ ‬لبعض‭ ‬التهويش‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى،‭ ‬طالما‭ ‬عرفنا‭ ‬أننا‭ ‬معا‭ ‬ومعنا‭ ‬بقية‭ ‬زملائنا‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬واجهة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرضي‭ ‬الجميع‭ ‬مهما‭ ‬حاولنا،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نرضي‭ ‬ضمائرنا،‭ ‬ونعمل‭ ‬بوطنية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬انتهازية‭ ‬أو‭ ‬تسلق‭ ‬والتاريخ‭ ‬هو‭ ‬الفيصل‭ ‬والحكم‭. ‬

وبالمناسبة‭ ‬لا‭ ‬أحبذ‭ ‬أبدا‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬2002‭ ‬–‭ ‬2006‭ ‬وحاليا؛‭ ‬لأن‭ ‬لكل‭ ‬فترة‭ ‬معطياتها‭ ‬وإرهاصاتها‭ ‬وأسلوب‭ ‬التعاطي‭ ‬معها‭ ‬والشخوص‭ ‬محل‭ ‬المسؤولية‭ ‬فيها‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يقدروا‭ ‬الموقف‭ ‬السياسي‭ ‬وظروفه؛‭ ‬لكي‭ ‬يبحروا‭ ‬للأمام‭ ‬بسفينة‭ ‬الشعب‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والمجتمع‭.‬

المهم‭ ‬عليهم‭ ‬ألا‭ ‬يقبلوا‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬لكني‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬المشترك‭ ‬الوحيد‭ ‬أن‭ ‬الاثنين‭ ‬الأخ‭ ‬خليفة‭ ‬الظهراني‭ ‬وفوزية‭ ‬زينل‭ ‬يحركهما‭ ‬الهم‭ ‬والمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬ولكل‭ ‬منهما‭ ‬شخصيته‭ ‬في‭ ‬القيادة،‭ ‬وكل‭ ‬منهم‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬يعمل‭ ‬بطريقته‭ ‬لخدمة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬ولنترك‭ ‬التجارب‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭.‬

نعم‭ ‬أفتقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زملائي‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬2002،‭ ‬وفي‭ ‬تركيبته‭ ‬ودوره‭ ‬اختلف‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬جوانبه‭ ‬عن‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭.‬

وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭ ‬الأولى‭ ‬هو‭ ‬استعادة‭ ‬لحمة‭ ‬الوطن،‭ ‬وأن‭ ‬تسود‭ ‬الواقعية‭ ‬والموضوعية‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬الناضج‭ ‬أخذا‭ ‬بحساسية‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا‭.‬

سحب‭ ‬الرمال

سجلت‭ ‬موقفا‭ ‬برلمانيا‭ ‬بوجود‭ ‬شركات‭ ‬تسحب‭ ‬الرمال‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لديك‭ ‬مستمسك‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬زعمت‭ ‬أنهم‭ ‬مخالفون،‭ ‬فهل‭ ‬أوقفت‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬بعد‭ ‬إثارتك‭ ‬الموضوع‭ ‬أم‭ ‬مازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬بنشاطها؟‭ ‬وفي‭ ‬أيّ‭ ‬المناطق‭ ‬تجري‭ ‬عمليات‭ ‬السحب‭ ‬التي‭ ‬تحدثت‭ ‬عنها؟‭ ‬ولمن‭ ‬تعود‭ ‬ملكيتها؟

سؤالي‭ ‬حول‭ ‬سحب‭ ‬الرمال‭ ‬البحرية،‭ ‬والذي‭ ‬وجهته‭ ‬لوزير‭ ‬الأشغال‭ ‬الأخ‭ ‬عصام‭ ‬خلف،‭ ‬هو‭ ‬سؤال‭ ‬يتكرر‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬آخر،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بمعالجة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬للأسف‭.‬

وكل‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أمران،‭ ‬إما‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬أو‭ ‬إعطاء‭ ‬الوعود‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تصمد‭ ‬أمام‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬نحتاج‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬استسهال‭ ‬الاستثمار‭ ‬وإعطاء‭ ‬التراخيص‭ ‬للشركات‭ ‬لسحب‭ ‬الرمال‭ ‬دون‭ ‬ضوابط،‭ ‬وفي‭ ‬الغالب‭ ‬لمشاريع‭ ‬خاصة‭ ‬عائدها‭ ‬للبحرين‭ ‬يعادل‭ ‬صفرا‭.‬

‭ ‬نحتاج‭ ‬وعيا‭ ‬أكبر‭ ‬بمخاطر‭ ‬تدمير‭ ‬البيئة‭ ‬والثروات‭ ‬البحرية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬مصائد‭ ‬الأسماك‭ ‬والفشوت‭ ‬تدمر‭ ‬لصالح‭ ‬نزعات‭ ‬جشع‭ ‬المستثمرين‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬سوى‭ ‬جني‭ ‬الأرباح‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬بحرنا‭ ‬وهوائنا‭ ‬ومصادر‭ ‬غذائنا‭ ‬ومصالح‭ ‬صيادينا‭.‬

‭ ‬نحتاج‭ ‬وعيا‭ ‬أكبر‭  ‬لهذه‭ ‬المسألة‭ ‬والتعاطي‭ ‬بمسؤولية‭ ‬وصدق‭ ‬مع‭ ‬بحرنا‭ ‬وفشوتنا،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬ملكا‭ ‬لنا،‭ ‬بل‭ ‬لنا‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬بعدنا،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الوزير‭ ‬المسؤول‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬الكلام‭ ‬والبوح‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأمر‭ ‬كهذا‭.‬