نجاح السعوديات في تقديم الأفلام والحضور بقوة في المهرجانات

“سينمائيات سعودية”... قراءات في أفلام خالد ربيع

قدم‭ ‬الناقد‭ ‬السعودي‭ ‬خالد‭ ‬ربيع‭ ‬السيد‭ ‬كتاب‭ ‬“سينمائيات‭ ‬سعودية‭: ‬قراءات‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬مختارة”‭ ‬عن‭ ‬جمعية‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬بالدمام،‭ ‬ضمن‭ ‬كتب‭ ‬مهرجان‭ ‬أفلام‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الخامسة‭ ‬2019‭ ‬مؤخرا،‭ ‬يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬عشرين‭ ‬فصلاً‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬قراءات‭ ‬شمولية‭ ‬للحراك‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالموجة‭ ‬الثانية‭ ‬للإنتاج‭ ‬السينمائي‭ ‬السعودي،‭ ‬وأيضاً‭ ‬قراءات‭ ‬مفصلة‭ ‬لأفلام‭ ‬سينمائية‭ ‬سعودية‭ ‬حققت‭ ‬حضوراً‭ ‬مشرفاً‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬والفوز‭ ‬بالجوائز‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجماهيري‭ ‬والنقدي‭. ‬

بدأ‭ ‬الناقد‭ ‬ربيع‭ ‬الكتاب‭ ‬بمدخل‭ ‬عام‭ ‬كتبه‭ ‬المخرج‭ ‬والناقد‭ ‬فهد‭ ‬الأسطا،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬قصة‭ ‬الفيلم‭ ‬السعودي،‭ ‬استعرض‭ ‬فيه‭ ‬تاريخ‭ ‬الحراك‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وبين‭ ‬فيه‭ ‬بنظرة‭ ‬بانورامية‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬ويستعرض‭ ‬“سينمائيات‭ ‬سعودية”‭ ‬الحالة‭ ‬السينمائية‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬النشاط‭ ‬السينمائي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أماكن‭ ‬العرض،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تعرض‭ ‬الأفلام‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬الأحواش‭ ‬ومجالس‭ ‬البيوت‭ ‬والأسطحة،‭ ‬ويبين‭ ‬كيف‭ ‬تطورت‭ ‬الحال‭ ‬لتصبح‭ ‬الأفلام‭ ‬الآن‭ ‬تعرض‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬سينما‭ ‬خاصة‭ ‬مجهزة‭ ‬بصالات‭ ‬تستخدم‭ ‬أحدث‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العالمية

لعل‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬ربيع‭ ‬منطقة‭ ‬المجموعات‭ ‬السينمائية،‭ ‬وكتب‭: ‬“يعمد‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬المهتمين‭ ‬سينمائيًّا‭ ‬لتكوين‭ ‬مجموعة‭ ‬يتعاون‭ ‬فيها‭ ‬الكل‭ ‬باختلاف‭ ‬مواهبهم‭ ‬وتجاربهم‭ ‬لإنتاج‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬مثل‭ ‬مجموعة‭ ‬‭(‬القطيف‭ ‬فريندز‭) ‬برئاسة‭ ‬فاضل‭ ‬الشعلة‭ ‬وعضوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬القطيف‭ ‬مثل‭ ‬موسى‭ ‬ال‭ ‬ثنيان‭ ‬وبشير‭ ‬المحيشي‭ ‬واحمد‭ ‬الجارودي‭ ‬وجاسم‭ ‬العقيلي،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬مبكرًا،‭ ‬وهدفت‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬التسويق‭ ‬الشعبي‭ ‬مثل‭ ‬أول‭ ‬افلامهم‭ (‬رب‭ ‬ارجعون‭) ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬وعظي‭ ‬رسالي‭ ‬حول‭ ‬شاب‭ ‬مقصر‭ ‬يرى‭ ‬حياته‭ ‬بعد‭ ‬الوفاة‭ ‬حيث‭ ‬انتشر‭ ‬الفيلم‭ ‬كثيرا‭ ‬بين‭ ‬اوساط‭ ‬الناس‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬المجموعة‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬احترافية‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬لتقدم‭ ‬عدة‭ ‬افلام‭ ‬مثل‭ ‬“شكوى‭ ‬الأرض”‭ ‬و“حلم‭ ‬بريء”‭ ‬لبشير‭ ‬المحيشي‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬فيلم‭ ‬افتتاح‭ ‬مسابقة‭ ‬الافلام‭ ‬السعودية‭ ‬بالدمام‭ ‬حول‭ ‬صبي‭ ‬وحلمه‭ ‬البريء‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬آلة‭ ‬تصوير‭ ‬و”العصفور‭ ‬الازرق”‭ ‬لموسى‭ ‬آل‭ ‬ثنيان‭ ‬وأفلام‭ ‬اخرى‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬الطابع‭ ‬الانساني‭ ‬والتوعوي‭ ‬لكنها‭ ‬تحقق‭ ‬افضل‭ ‬إنجازاتها‭ ‬عبر‭ ‬فيلم‭ (‬بقايا‭ ‬طعام‭) ‬2007م‭ ‬للمخرج‭ ‬موسى‭ ‬آل‭ ‬ثنيان‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬الفقر‭ ‬والبؤس‭ ‬فيما‭ ‬نجح‭ ‬الفيلم‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فيلم‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬أفلام‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬الدورة‭ ‬السابعة‭ ‬2008م،‭ ‬وجائزة‭ ‬النخلة‭ ‬الذهبية‭ ‬لأفضل‭ ‬فيلم‭ ‬روائي‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬أفلام‭ ‬السعودية‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬2008م،‭ ‬وجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فيلم‭ ‬روائي‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬جدة‭ ‬السينمائي‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭.‬

ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬تنطلق‭ ‬مجموعة‭ ‬تلاشي‭ ‬السينمائية‭ ‬بعضوية‭ ‬تسعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬السينمائي‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬خلفية‭ ‬المتابعة‭ ‬السينمائية‭ ‬المكثفة‭ ‬والكتابة‭ ‬النقدية‭ ‬الصحفية‭ ‬مثل‭: ‬محمد‭ ‬الظاهري‭ ‬في‭ ‬فيلمه‭ (‬شروق‭/‬‏‭ ‬غروب‭) ‬حول‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬طفل‭ ‬يعمل‭ ‬بعد‭ ‬المدسة‭ ‬بائعا‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬شوارع‭ ‬الرياض‭ ‬فيتعرض‭ ‬لمواقف‭ ‬لا‭ ‬إنسانية،‭ ‬وحسام‭ ‬الحلوة‭ ‬في‭ ‬فيلمه‭ (‬مابي‭) ‬حول‭ ‬الفرد‭ ‬والجماعة‭ ‬واشكالية‭ ‬التمرد‭ ‬والقطيع،‭ ‬و‭(‬عودة‭) ‬حول‭ ‬زوج‭ ‬يعيش‭ ‬لحظات‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارا‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ليحرر‭ ‬نفسه‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬وفهد‭ ‬الاسطاء‭ ‬في‭ ‬فيلمه‭ (‬تجربة‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬السابع‭) ‬وثائقي‭ ‬حول‭ ‬الصداقة‭ ‬وشغف‭ ‬السينما‭ ‬حينما‭ ‬يقوم‭ ‬المخرج‭ ‬بتحدي‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬اصدقائه‭ ‬ليقوموا‭ ‬بإخراج‭ ‬أفلام‭ ‬حسب‭ ‬شروط‭ ‬محددة‭ ‬وصعبة،‭ ‬ومحمد‭ ‬الخليف‭ ‬في‭ ‬فيلمه‭ (‬حسب‭ ‬التوقيت‭ ‬المحلي‭) ‬يتعرض‭ ‬بشكل‭ ‬ساخر‭ ‬لموضوع‭ ‬اغلاق‭ ‬المحلات‭ ‬مع‭ ‬الاذان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حكاية‭ ‬شاب‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬يأكله،‭ ‬ومحمد‭ ‬الحمود‭ ‬في‭ ‬فيلمه‭ (‬ظلال‭) ‬والذي‭ ‬يقدم‭ ‬بلقطة‭ ‬واحدة‭ ‬طويلة‭ ‬قصة‭ ‬فتاة‭ ‬وأختها‭ ‬تقرران‭ ‬الذهاب‭ ‬للسوق‭ ‬في‭ ‬اسقاط‭ ‬حول‭ ‬اشكاليات‭ ‬جدلية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬زواج‭ ‬الصغيرات‭ ‬والحجاب‭ ‬بالإضافة‭ ‬للمصور‭ ‬والمونيتير‭ ‬تركي‭ ‬الرويتع‭ ‬وعبدالمحسن‭ ‬الضبعان‭ ‬وعبد‭ ‬المحسن‭ ‬المطيري‭ ‬ونواف‭ ‬المهنا‭ ‬والذين‭ ‬سبق‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬افلامهم‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬المجموعة‭ ‬سبعة‭ ‬أفلام‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الخليج‭ ‬2009م‭ ‬حظيت‭ ‬بإعجاب‭ ‬جيد‭ ‬وإثارة‭ ‬لافتة‭ ‬للجدل‭ ‬عبر‭ ‬موضوعات‭ ‬أفلامها‭ ‬وطريقة‭ ‬تنفيذها‭ ‬دفع‭ ‬بلجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬لمنحها‭ ‬شهادة‭ ‬تقدير‭ ‬“‭ ‬لسعيها‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬سينما‭ ‬شابة‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬“،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬تليها‭ ‬خمسة‭ ‬أفلام‭ ‬أخرى‭ ‬محققة‭ ‬نجاحًا‭ ‬جيدًا‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬مشاركاتها‭ ‬بفوز‭ ‬فيلمي‭ (‬شروق‭/‬‏‭ ‬غروب‭)‬،‭ ‬و‭(‬عودة‭).‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تراجعت‭ ‬المشاركة‭ ‬السعودية‭ ‬خلال‭ ‬آخر‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الكم،‭ ‬وبحسب‭ ‬مستوى‭ ‬النجاح‭ ‬أيضًا،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬عادت‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬2013م‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نجاح‭ ‬كبير‭ ‬بفوز‭ ‬الفيلم‭ ‬الطويل‭ (‬وجدة‭)‬،‭ ‬والأفلام‭ ‬القصيرة‭ (‬حرمة‭)‬،‭ ‬و‭(‬سكراب‭)‬،‭ ‬و‭(‬مجرد‭ ‬صورة‭) ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الخليج‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬السادسة‭.‬

ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الرابع‭ ‬للمؤلف‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬السينمائي،‭ ‬كان‭ ‬بدأها‭ ‬بكتابة‭ ‬الفانوس‭ ‬السحري‭: ‬قراءات‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬2008م،‭ ‬ثم‭ ‬الفانوس‭ ‬السحري‭ - ‬الجزء‭ ‬الثاني‭: ‬قراءات‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬خليجية‭ ‬2014،‭ ‬وقبلهما‭ ‬كتاب‭ ‬فيلموغرافيا‭ ‬السينما‭ ‬السعودية‭ ‬2007م‭.‬