شركات كبرى أعلنت الحرب على العمل النقابي و “العمل” تتفرج

الحلواجي: يد الاتحاد العام ممدودة ونسعى للحفاظ على مكاسب المشروع الإصلاحي

| محرر الشؤون المحلية

أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬حسن‭ ‬الحلواجي‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬يشهد‭ ‬منحنى‭ ‬خطيرا‭ ‬بسبب‭ ‬تكالب‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إضعافه‭ ‬وتهميشه،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬نجد‭ ‬فيه‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬تنظر‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬بعين‭ ‬العجز‭ ‬والسلبية‭ ‬وعدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬معايير‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬كونها‭ ‬الطرف‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬العمالية‭ ‬واحترام‭ ‬الحريات‭ ‬النقابية‭ ‬وفرض‭ ‬هذا‭ ‬الاحترام‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭.‬

وقال‭ ‬الحلواجي‭: ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أكملنا‭ ‬17‭ ‬سنة‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬مرسوم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬رقم‭ ‬33‭ ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬بشأن‭ ‬قانون‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2002،‭ ‬كما‭ ‬نكمل‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ ‬9‭ ‬لسنة‭ ‬2005‭ ‬بشأن‭ ‬التفرغ‭ ‬للعمل‭ ‬النقابي‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬تفرغ‭ ‬النقابيين‭ ‬لأداء‭ ‬مهامهم‭ ‬بحسب‭ ‬مستوياتهم‭ ‬سواء‭ ‬كقيادات‭ ‬في‭ ‬نقاباتهم،‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬النقابي،‭ ‬وكلا‭ ‬التشريعين‭ ‬يتعرضان‭ ‬لهجمة‭ ‬شرسة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭. ‬ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬حققت‭ ‬النقابات‭ ‬بالحوار‭ ‬مع‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬مكاسب‭ ‬عمالية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الولاء‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنشآت‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب‭ ‬نجد‭ ‬اليوم‭ ‬وكأننا‭ ‬قد‭ ‬بدأنا‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬لهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬المقار‭ ‬النقابية‭ ‬وإلغاءها‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬أماكنها،‭ ‬ووقف‭ ‬اقتطاع‭ ‬الاشتراكات‭ ‬النقابية‭ ‬الأوتوماتيكي‭ ‬من‭ ‬رواتب‭ ‬الأعضاء‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬التفرغ‭ ‬النقابي‭.‬

وتابع‭ ‬الحلواجي‭: ‬تواصلنا‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬وشرحنا‭ ‬لهم‭ ‬خطورة‭ ‬هذا‭ ‬المنحنى‭ ‬المقلق‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬لطالما‭ ‬مثلت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬منذ‭ ‬مهد‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬تجربة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمفاوضة‭ ‬الجماعية‭ ‬فكيف‭ ‬اليوم‭ ‬تشهد‭ ‬هذه‭ ‬التراجعات‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬المديد‭ ‬لما‭ ‬يناهز‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬النقابات‭ ‬إبان‭ ‬فترة‭ ‬اللجان‭ ‬العمالية‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬حافلة‭ ‬بالعمل‭ ‬التمثيلي‭ ‬العمالي‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭. ‬وقال‭: ‬نحث‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬خصوصا‭ ‬الجزء‭ ‬المعني‭ ‬منه‭ ‬بحماية‭ ‬النقابيين‭ ‬من‭ ‬التعسف،‭ ‬كما‭ ‬نحثها،‭ ‬كونها‭ ‬الطرف‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬الثلاثية‭ ‬بين‭ ‬شركاء‭ ‬الإنتاج،‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬عاجل‭ ‬بعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ورؤساء‭ ‬النقابات‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وبحضور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والاتحاد‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنشاء‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬جماعي‭ ‬تطبيقا‭ ‬لقانون‭ ‬العمل‭ ‬خصوصا‭ ‬الباب‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬ليتضمن‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬الجماعي‭ ‬مبادئ‭ ‬وآليات‭ ‬احترام‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬النقابية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬ممدودة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع،‭ ‬داعيا‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬التحرك‭ ‬لجمع‭ ‬الفرقاء‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬الإنتاج؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬مشتركة‭ ‬تؤكد‭ ‬الحريات‭ ‬النقابية‭ ‬والحقوق‭ ‬العمالية‭.‬