المدرسة أبلغت أولياء الأمور بالخطأ أن الامتحان سيبدأ في 7:30

براءة معلمة من تسريب امتحان الاجتماعيات

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬ببراءة‭ ‬معلمة‭ ‬“29‭ ‬عاما”‭ ‬متهمة‭ ‬بتسريب‭ ‬امتحان‭ ‬مادة‭ ‬الاجتماعيات‭ ‬للصف‭ ‬الأول‭ ‬الإعدادي‭ ‬بنشره‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬“واتس‭ ‬آب”‭ ‬تضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬طلبة،‭ ‬والتي‭ ‬قررت‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬الامتحان‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد‭ ‬عندما‭ ‬أرسلته‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬وأن‭ ‬هدفها‭ ‬فقط‭ ‬طمأنتهم‭ ‬بشأن‭ ‬سهولة‭ ‬الأسئلة،‭ ‬وأكدت‭ ‬أقوالها‭ ‬مديرة‭ ‬المدرسة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬موعد‭ ‬الامتحان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تأجيله‭ ‬عن‭ ‬المعتاد‭.‬

وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬تمحيصها‭ ‬الدعوى،‭ ‬فإنها‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬أسانيد‭ ‬الاتهام‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تدليلا‭ ‬على‭ ‬مساهمة‭ ‬المتهمة‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الواقعة‭ ‬غير‭ ‬جديرة‭ ‬باطمئنانها‭ ‬وثقتها؛‭ ‬لما‭ ‬شابها‭ ‬من‭ ‬القصور،‭ ‬وخلو‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬للمتهمة،‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬الدليل‭ ‬المعتبر‭ ‬في‭ ‬الإدانة‭.‬

وبررت‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬لديها‭ ‬بركنه‭ ‬المعنوي‭ ‬انتفى؛‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬التأديبي‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬أقر‭ ‬بأنه‭ ‬ثبت‭ ‬لديه‭ ‬بعد‭ ‬سؤال‭ ‬المتهمة‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تظن‭ ‬أن‭ ‬امتحان‭ ‬مادة‭ ‬الاجتماعيات‭ ‬سيبدأ‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬7‭:‬30‭ ‬صباحا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معهود‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وأنه‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬رنّ‭ ‬الجرس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وانصرف‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬للقاعات‭ ‬المخصصة‭ ‬للامتحان‭ ‬توجهت‭ ‬هي‭ ‬لغرفة‭ ‬الكنترول؛‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬أسئلة‭ ‬الامتحان‭ ‬ومناقشته‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬إملائي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأخطاء،‭ ‬فقامت‭ ‬بتصويره‭ ‬ونشرته‭ ‬عبر‭ ‬“الواتس‭ ‬آب”‭ ‬الساعة‭ ‬7‭:‬43‭ ‬صباحا‭ ‬ظنّا‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬قد‭ ‬دخلوا‭ ‬إلى‭ ‬صفوفهم،‭ ‬وأن‭ ‬هدفها‭ ‬طمأنة‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بأن‭ ‬الامتحان‭ ‬كان‭ ‬سهلا‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬للقلق‭.‬

وعزز‭ ‬صدق‭ ‬نيتها‭ ‬وظنها‭ ‬أن‭ ‬مديرة‭ ‬المدرسة‭ ‬قررت‭ ‬أنهم‭ ‬أبلغوا‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬الطلبة‭ ‬أن‭ ‬الامتحان‭ ‬سيبدأ‭ ‬في‭ ‬7‭:‬30،‭ ‬إذ‭ ‬أدخلوا‭ ‬فعلا‭ ‬جميع‭ ‬الطالبات‭ ‬قاعات‭ ‬الامتحان‭ ‬بذلك‭ ‬الوقت؛‭ ‬تمهيدا‭ ‬لتوزيع‭ ‬أوراق‭ ‬الامتحان،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬الكنترول‭ ‬قامت‭ ‬بفتح‭ ‬المظاريف‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬الامتحان‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬7‭:‬30‭ ‬ظنّا‭ ‬منهم‭ ‬بأن‭ ‬الامتحان‭ ‬سيبدأ‭ ‬بهذا‭ ‬الوقت‭.‬

ولفتت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬عندما‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬الامتحان‭ ‬سيبدأ‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬8‭:‬00‭ ‬قامت‭ ‬مباشرة‭ ‬بحذف‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬بالمجموعة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تماما‭ ‬الساعة‭ ‬7‭:‬48،‭ ‬أي‭ ‬خلال‭ ‬5‭ ‬دقائق‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ثبت‭ ‬لدى‭ ‬مجلس‭ ‬التأديب‭ ‬بأن‭ ‬الركن‭ ‬المعنوي‭ ‬وهو‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬بحقها‭.‬

وقالت‭ ‬المعلمة‭ ‬إنها‭ ‬توجهت‭ ‬لغرفة‭ ‬معلمات‭ ‬المادة‭ ‬وصورت‭ ‬ذلك‭ ‬الامتحان،‭ ‬لرغبتها‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الأسئلة‭ ‬عبر‭ ‬هاتفها‭ ‬النقال؛‭ ‬لبحث‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬به‭ ‬أية‭ ‬أخطاء‭ ‬إملائية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه،‭ ‬ولتترك‭ ‬ورقة‭ ‬أسئلة‭ ‬الامتحان‭ ‬لدى‭ ‬المعلمات،‭ ‬والذين‭ ‬كانوا‭ ‬يطلعون‭ ‬عليه‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬وضوح‭ ‬الأسئلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطلبة‭.‬

واعترفت‭ ‬أنها‭ ‬بعد‭ ‬تصويرها‭ ‬للامتحان‭ ‬أرسلت‭ ‬صورته‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬تضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“واتس‭ ‬آب”،‭ ‬والذين‭ ‬لديهم‭ ‬أبناء‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المرحلة‭ ‬حتى‭ ‬يطمئنوا‭ ‬لسهولة‭ ‬الأسئلة،‭ ‬معتقدة‭ ‬أن‭ ‬الامتحان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬توزيعه‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬الطلبة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تلقت‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬طالب‭ ‬أبلغها‭ ‬أن‭ ‬الامتحان‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مسحت‭ ‬الصورة‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬الفور‭.‬

كما‭ ‬أفادت‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بوضع‭ ‬إجابة‭ ‬سؤالين‭ ‬من‭ ‬أسئلة‭ ‬الامتحان‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بإرسالها‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬حذفت‭ ‬تلك‭ ‬الصورة،‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬قام‭ ‬بحفظها‭ ‬وإعادة‭ ‬نشرها‭ ‬مجددا‭ ‬بعدما‭ ‬أضاف‭ ‬الإجابة‭ ‬عليها‭.‬

وبالنظر‭ ‬لأوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬قال‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬إنهم‭ ‬توصلوا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬نشرت‭ ‬الامتحان‭ ‬بعدما‭ ‬تم‭ ‬تتبع‭ ‬صورة‭ ‬الامتحان‭ ‬المسربة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القيام‭ ‬بعدة‭ ‬حملات‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبنات،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬اليد‭ ‬الممسكة‭ ‬بالامتحان‭ ‬هي‭ ‬يد‭ ‬فتاة،‭ ‬وتم‭ ‬التوصل‭ ‬للمدرسة‭ ‬والتحقيق‭ ‬مع‭ ‬أعضائها‭ ‬وأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بفتح‭ ‬المظاريف‭ (‬الكنترول‭) ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ارتكبت‭ ‬الواقعة‭ ‬بعد‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬لجنة‭ ‬فتح‭ ‬المظاريف‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دخولها‭ ‬لتلك‭ ‬الغرفة‭ ‬مخالف‭ ‬إداريا‭ ‬وقامت‭ ‬بتصوير‭ ‬الامتحان‭.‬

فأحالتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018‭ ‬حال‭ ‬كونها‭ ‬موظفة‭ ‬أفشت‭ ‬سرا‭ ‬استودع‭ ‬لديها‭ ‬أثناء‭ ‬تأديتها‭ ‬وظيفتها‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬صوّرت‭ ‬امتحان‭ ‬سري‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وقامت‭ ‬نشره‭ ‬بإرساله‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المجموعات‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“واتس‭ ‬آب”‭.‬