بلاغات بفقدان المسافرين العابرين “الترانزيت” للوعي

30 سبتمبر الحكم على الآسيوي سارق المسافرين بعد تخديرهم

| محرر الشؤون المحلية

حجزت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬مسافر‭ ‬آسيوي‭ ‬متهم‭ ‬في‭ ‬بلاغات‭ ‬عدة‭ ‬بفقدان‭ ‬المسافرين‭ ‬العابرين‭ ‬“الترانزيت”‭ ‬للوعي‭ ‬وهم‭ ‬برفقته‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬جنسيتهم،‭ ‬والذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬سرقة‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬بعد‭ ‬تخديرهم،‭ ‬إذ‭ ‬شوهد‭ ‬عبر‭ ‬الكاميرات‭ ‬وهو‭ ‬يضع‭ ‬مادة‭ ‬مخدرة‭ ‬للمجني‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬أكواب‭ ‬الشاي‭ ‬والقهوة،‭ ‬وعقب‭ ‬فقدانهم‭ ‬للوعي‭ ‬يسرق‭ ‬أموالهم؛‭ ‬للنطق‭ ‬بالحكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭.‬

وتتحصل‭ ‬وقائع‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مديرية‭ ‬شرطة‭ ‬المطار‭ ‬تلقت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلاغات‭ ‬بشأن‭ ‬فقدان‭ ‬المسافرين‭ ‬للوعي‭ ‬وأنهم‭ ‬بحالة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬وهلوسة؛‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬المسافرين‭ ‬العابرين‭ ‬“الترانزيت”،‭ ‬وعندما‭ ‬توجه‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬للموقع،‭ ‬اتضح‭ ‬أنهم‭ ‬جميعا‭ ‬آسيويين‭ ‬ويصعب‭ ‬التواصل‭ ‬معهم،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كلامهم‭ ‬غير‭ ‬مفهوم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تخدير،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬شخصا‭ ‬ما‭ ‬قدم‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬كوبا‭ ‬من‭ ‬الشاي‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬شربوه‭ ‬حتى‭ ‬أصبحوا‭ ‬بهذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فتم‭ ‬نقلهم‭ ‬للمستشفى‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬اللازم‭.‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬حصول‭ ‬حالات‭ ‬سابقة‭ ‬مشابهة،‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬شخصا‭ ‬آسيويا‭ ‬قدم‭ ‬للمسافرين‭ ‬العابرين‭ ‬مشروبات‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة‭ ‬أفقدتهم‭ ‬الوعي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سرق‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬ولم‭ ‬يتمكن‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬وإنما‭ ‬تم‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬اسمه‭ ‬ورقم‭ ‬جوازه‭ ‬فقط،‭ ‬فقد‭ ‬توجه‭ ‬الشرطة‭ ‬لغرفة‭ ‬المراقبة‭ ‬وشاهدوا‭ ‬تسجيلات‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتم‭ ‬الاشتباه‭ ‬بعد‭ ‬رؤية‭ ‬التصوير‭ ‬بشخص‭ ‬واحد‭ ‬كان‭ ‬يجلس‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مطاعم‭ ‬المطار،‭ ‬حيث‭ ‬شوهد‭ ‬وهو‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬الأكواب‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬لهم‭ ‬بعض‭ ‬الأقراص،‭ ‬كما‭ ‬شوهد‭ ‬وهو‭ ‬يسرق‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬منهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أخذ‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬الصرافة‭ ‬وحولها‭ ‬إلى‭ ‬عملة‭ ‬مختلفة‭ ‬وغادر‭ ‬متجها‭ ‬إلى‭ ‬بوابة‭ ‬رحلة‭ ‬غير‭ ‬التي‭ ‬حضر‭ ‬عليها‭ ‬بعدما‭ ‬حجز‭ ‬تذكرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬شركة‭ ‬الطيران‭.‬

ولم‭ ‬يتمكن‭ ‬الجاني‭ ‬من‭ ‬الهرب‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬ارتكابه‭ ‬جريمته،‭ ‬إذ‭ ‬توجه‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬إلى‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬سيستقلها،‭ ‬وتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬مقاومة‭ ‬شديدة‭ ‬أبداها‭ ‬حال‭ ‬صعوده‭ ‬إياها‭ ‬متجها‭ ‬لإحدى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬اللص‭ ‬الدولي‭ ‬أنكر‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬بداية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬تفتيشه‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬بحوزته‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأقراص‭ ‬الممنوعة‭ ‬من‭ ‬التداول‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬محلول‭ ‬لتذويب‭ ‬تلك‭ ‬الأقراص‭ ‬المخدرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمجني‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬تغيير‭ ‬العملة،‭ ‬وعند‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬طلبوا‭ ‬منه‭ ‬تغيير‭ ‬العملة‭ ‬ولم‭ ‬يبرر‭ ‬سبب‭ ‬وجودها‭ ‬معه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تقديمها‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭.‬

وبعد‭ ‬عودة‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬إلى‭ ‬وعيهم‭ ‬قرروا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬حضر‭ ‬إليهم،‭ ‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬المطعم‭ ‬لاستلام‭ ‬وجبة‭ ‬مجانية‭ ‬للمسافرين،‭ ‬إذ‭ ‬اعتقدوا‭ ‬أنه‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬طاقم‭ ‬موظفي‭ ‬المطار،‭ ‬وعندما‭ ‬توجهوا‭ ‬للمطعم‭ ‬أحضر‭ ‬لهم‭ ‬المتهم‭ ‬الطعام‭ ‬وجلس‭ ‬معهم‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬وتناولوه‭ ‬جميعا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬البوابة‭ ‬انتظار‭ ‬موعد‭ ‬الطائرة‭ ‬برفقته‭ ‬كذلك،‭ ‬وهناك‭ ‬سألهم‭ ‬عما‭ ‬يطلبون‭ ‬من‭ ‬شراب،‭ ‬إذ‭ ‬قرروا‭ ‬له‭ ‬حاجتهم‭ ‬إلى‭ ‬الشاي،‭ ‬والذي‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬شربوه‭ ‬حتى‭ ‬فقد‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬وعيه،‭ ‬ولم‭ ‬يعلموا‭ ‬بما‭ ‬حصل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭.‬

وتم‭ ‬العثور‭ ‬بحوزة‭ ‬المتهم‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬عملات‭ ‬مختلفة،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬1272‭ ‬ريالا‭ ‬عمانيا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬كيس‭ ‬بنطاله،‭ ‬وفي‭ ‬محفظته‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬336‭ ‬ريالا‭ ‬عمانيا‭ ‬و100‭ ‬بيسة‭ ‬و4470‭ ‬روبية‭ ‬باكستانية،‭ ‬ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬فقدوا‭ ‬وعيهم‭ ‬ولم‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬طبيعية‭ ‬حينها‭ ‬فلم‭ ‬يتمكن‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬جميع‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬المسروقة‭.‬

هذا‭ ‬وأحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المتهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬18‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬سرق‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬المملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليهم‭ ‬بطريق‭ ‬الإكراه‭ ‬الواقع‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بدس‭ ‬المؤثر‭ ‬العقلي‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الشراب‭ ‬وفقدوا‭ ‬بذلك‭ ‬الوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬وتمكن‭ ‬بتلك‭ ‬الوسيلة‭ ‬من‭ ‬إتمام‭ ‬السرقة‭ ‬والفرار‭ ‬بالمسروقات‭.‬

ثانيا‭: ‬حاز‭ ‬وأحرز‭ ‬بقصد‭ ‬التعاطي‭ ‬المؤثر‭ ‬العقلي‭ ‬المذكور‭.‬

ثالثا‭: ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬الشرطي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وأحدث‭ ‬به‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بتقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬ولم‭ ‬يفض‭ ‬الاعتداء‭ ‬إلى‭ ‬مرضه‭ ‬أو‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬الشخصية‭ ‬مدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬يوما‭.‬