غنيم: بإمكان أي شخص شراؤها وحفظها لحين انتهاء مدتها

براءة مدير صيدلية من بيع “زبدة شفاه” منتهية الصلاحية

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬غنيم‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثالثة‭ (‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية‭) ‬ألغت‭ ‬عقوبة‭ ‬تغريم‭ ‬مدير‭ ‬لفرع‭ ‬صيدلية‭ ‬معروفة،‭ ‬متهم‭ ‬ببيع‭ ‬مستحضر‭ ‬تجميل‭ ‬“زبدة‭ ‬شفاه”‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية،‭ ‬وقضت‭ ‬مجددا‭ ‬ببراءته‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام؛‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬بأن‭ ‬البلاغ‭ ‬المقدم‭ ‬ضده‭ ‬حرر‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬شراء‭ ‬المنتج،‭ ‬ما‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬حدوث‭ ‬الواقعة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬كانت‭ ‬أسندت‭ ‬لموكله‭ ‬تهمة‭ ‬حيازة‭ ‬بقصد‭ ‬التداول‭ ‬منتجات‭ ‬صناعية‭ ‬مغشوشة‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيتها،‭ ‬وصدر‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬حكم‭ ‬بتغريمه‭ ‬مبلغا‭ ‬ماليا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬أقوال‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬هذه‭ ‬السلعة‭ ‬بذاتها‭ ‬من‭ ‬الصيدلية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬التهمة‭ ‬المنسوبة‭ ‬لموكله‭ ‬فاقدة‭ ‬للدليل‭ ‬على‭ ‬صحتها‭ ‬أو‭ ‬ثبوتها‭ ‬في‭ ‬حقه،‭ ‬وبرهن‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬أقوال‭ ‬الشاكي‭ ‬بمحضر‭ ‬البلاغ‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬2018‭ ‬بأنه‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬واقعة‭ ‬شرائه‭ ‬المنتج‭ (‬زبدة‭ ‬الشفاه‭) ‬كانت‭ ‬بتاريخ‭ ‬30‭ ‬أكتوبر‭ ‬2017،‭ ‬وأن‭ ‬تاريخ‭ ‬الصلاحية‭ ‬للمنتج‭ ‬انتهى‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2017،‭ ‬بما‭ ‬يفيد‭ ‬أن‭ ‬المبلّغ‭ ‬تراخى‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬شكواه‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬لحوالي‭ ‬4‭ ‬أشهر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرخي‭ ‬بظلال‭ ‬كثيفة‭ ‬من‭ ‬الشك‭ ‬والريبة‭ ‬بشأن‭ ‬صحة‭ ‬واقعة‭ ‬البلاغ‭ ‬ابتداء‭.‬

وأضاف‭ ‬بدفاعه‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬افتقدت‭ ‬للدليل‭ ‬القطعي‭ ‬بأن‭ ‬المبلّغ‭ ‬اشترى‭ ‬السلعة‭ ‬موضوع‭ ‬الاتهام‭ ‬من‭ ‬الصيدلية،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬حاز‭ ‬رصيدا‭ ‬صادرا‭ ‬من‭ ‬الصيدلية،‭ ‬وتقدم‭ ‬للمحكمة‭ ‬للتدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بعبوة‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬موضوع‭ ‬الاتهام‭ ‬من‭ ‬الصيدلية،‭ ‬وقال‭ ‬لها‭ ‬إنه‭ ‬بإمكان‭ ‬الشاكي‭ ‬أن‭ ‬يشتري‭ ‬العبوة‭ ‬صالحة‭ ‬من‭ ‬الصيدلية‭ ‬ويبقيها‭ ‬عنده‭ ‬لحين‭ ‬انتهاء‭ ‬تاريخ‭ ‬الصلاحية‭ ‬ويشتري‭ ‬واحدة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الصيدلية‭ ‬ويستبدل‭ ‬الصالحة‭ ‬بالمنتهية؛‭ ‬وذلك‭ ‬إضرارا‭ ‬بالصيدلية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الشاكي‭ ‬قدم‭ ‬بلاغه‭ ‬بعد‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الشراء‭.‬

ودفع‭ ‬أيضا‭ ‬بفساد‭ ‬الاستدلال؛‭ ‬لتجاهل‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الخاص‭ ‬بالزيارة‭ ‬التفتيشية‭ ‬لقسم‭ ‬سلامة‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬على‭ ‬فرع‭ ‬الصيدلية،‭ ‬والذي‭ ‬ثبت‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬معاينة‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬عموما‭ ‬ومنها‭ ‬المنتج‭ ‬محل‭ ‬الشكوى،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬منتج‭ ‬منتهي‭ ‬الصلاحية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬قامت‭ ‬قرينة‭ ‬لصالح‭ ‬الصيدلية‭ ‬مؤداها‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتعامل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬منتجات‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬أو‭ ‬مغشوشة‭ ‬وأنها‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالقانون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬أنه‭ ‬بعدما‭ ‬محصت‭ ‬الدعوى‭ ‬وأحاطت‭ ‬بظروفها‭ ‬وبأدلة‭ ‬الثبوت‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ ‬الاتهام،‭ ‬فإنها‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬دليل‭ ‬الاتهام‭ ‬قاصر‭ ‬عن‭ ‬حد‭ ‬الكفاية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدليل‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الاتهام‭ ‬أحيط‭ ‬بالشك‭ ‬والريبة‭ ‬في‭ ‬صحته،‭ ‬ولا‭ ‬تطمئن‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬كدليل،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلا‭ ‬وفى‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬ببراءة‭ ‬المستأنف‭ ‬مما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭.‬