حق الأب بحضانتها سقط بالتقادم

ضمّ طفلة لوالدتها أهملها والدها 5 سنوات

| محرر الشؤون المحلية

أفادت‭ ‬المحامية‭ ‬منار‭ ‬التميمي‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬الأولى‭ ‬قضت‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬طفلة‭ ‬“8‭ ‬سنوات”‭ ‬إلى‭ ‬والدتها،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬والدها‭ ‬الخليجي‭ ‬الجنسية‭ ‬قد‭ ‬هجر‭ ‬والدتها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬وعاد‭ ‬بعد‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحضانة‭ ‬ابنته‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ينفق‭ ‬عليها‭ ‬رغم‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬الطلاق‭ ‬بينه‭ ‬وموكلتها‭ ‬البحرينية‭ ‬الجنسية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬ومطالبته‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬بحضانة‭ ‬ابنه‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬البنت‭ ‬محل‭ ‬الدعوى،‭ ‬ولهذا‭ ‬فقد‭ ‬طالبت‭ ‬موكلتها‭ ‬المحكمة‭ ‬بتثبيت‭ ‬حضانة‭ ‬البنت‭ ‬لها،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الاحتياج‭ ‬لخدمة‭ ‬النساء،‭ ‬وأن‭ ‬المدعية‭ ‬هي‭ ‬والدتها‭ ‬والمتقدمة‭ ‬لحضانتها‭ ‬وفقا‭ ‬لترتيبها‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬سواها‭ ‬لحنوها‭ ‬وشفقتها،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬أو‭ ‬يسقط‭ ‬عنها‭ ‬حضانة‭ ‬ابنتها‭.‬

وأشارت‭ ‬المحامية‭ ‬وكيلة‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ ‬مطلقة‭ ‬من‭ ‬المدعي‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2016،‭ ‬ولديها‭ ‬منه‭ ‬ولد‭ ‬وبنت،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬الطلاق‭ ‬بعامين‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬ترك‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬موكلتها‭ ‬وابنيها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وغادر‭ ‬إلى‭ ‬بلاده،‭ ‬وكان‭ ‬عمر‭ ‬البنت‭ ‬حينها‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬ومنذ‭ ‬تاريخ‭ ‬الطلاق‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬المطالبة‭ ‬بالطفلة‭ ‬وعدم‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬وتركها‭ ‬دون‭ ‬نفقة‭ ‬ولا‭ ‬منفق‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬بالسؤال‭ ‬عنها‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬الطلاق‭ ‬طالب‭ ‬بالابن‭ ‬فقط،‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بالبنت‭ ‬قضائيا،‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬بالسؤال‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات،‭ ‬وأن‭ ‬البنت‭ ‬تقيم‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬ومنتظمة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحكومية،‭ ‬وأن‭ ‬المدعية‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬سخّرت‭ ‬نفسها‭ ‬لرعاية‭ ‬هذه‭ ‬الطفلة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬تقوم‭ ‬بالإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬وحرمت‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬بآخر‭ ‬لرعاية‭ ‬ابنتها‭. ‬ودفعت‭ ‬التميمي‭ ‬بأن‭ ‬الحضانة‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬هي‭ ‬ولاية‭ ‬للتربية‭ ‬غايتها‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالصغير‭ ‬وضمان‭ ‬رعايته‭ ‬والقيام‭ ‬على‭ ‬شؤونه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬والأصل‭ ‬فيها‭ ‬مصلحة‭ ‬الصغير،‭ ‬وهي‭ ‬تتحقق‭ ‬بأن‭ ‬تضمه‭ ‬الحاضنة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تربيته‭ ‬شرعا‭ ‬إلى‭ ‬جناحها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أحفظ‭ ‬عليه‭ ‬وأحرص‭ ‬على‭ ‬توجيهه‭ ‬وصيانته،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬هي‭ ‬أحن‭ ‬وأشفق‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬وأوثق‭ ‬اتصالا‭ ‬به‭ ‬وأكثر‭ ‬معرفة‭ ‬بما‭ ‬يلزمه‭ ‬وأوفر‭ ‬صبرا‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬فترت‭ ‬الطفولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يستقل‭ ‬بها‭ ‬الصغير‭ ‬بأموره،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يعهد‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬مؤتمن،‭ ‬والأصل‭ ‬في‭ ‬الحضانة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للنساء؛‭ ‬لأن‭ ‬المرأة‭ ‬وخاصة‭ ‬الأم‭ ‬أقدر‭ ‬وأصبر‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬الطفل‭. ‬كما‭ ‬دفعت‭ ‬بأنه‭ ‬وفقا‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬136‭) ‬الفقرة‭ (‬أ‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬رقم‭ (‬19‭) ‬لسنة‭ ‬2017،‭ ‬أنه‭ ‬يسقط‭ ‬حق‭ ‬الحاضن‭ ‬في‭ ‬الحضانة‭ ‬إذا‭ ‬سكت‭ ‬مستحق‭ ‬الحضانة‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بها‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬العجز‭ ‬البدني،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقبل‭ ‬مستحق‭ ‬الحضانة‭ ‬ذلك‭ ‬صراحة‭ ‬أو‭ ‬ضمنا،‭ ‬وهذا‭ ‬الحكم‭ ‬الذي‭ ‬قررته‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬هو‭ ‬حكم‭ ‬مطلق،‭ ‬ومن‭ ‬المستقر‭ ‬فقها‭ ‬أن‭ ‬المطلق‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬إطلاقه،‭ ‬فلا‭ ‬يرد‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬قيد‭.‬