دفعه عن إحدى الألعاب في المدرسة

تعويض عائلة تسبب زميل ابنها بكسر ذراعه

| محرر الشؤون المحلية

ذكرت‭ ‬المحامية‭ ‬ابتسام‭ ‬الصباغ‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ (‬الاستئنافية‭) ‬حكمت‭ ‬بتعويض‭ ‬عائلة‭ ‬والد‭ ‬طفل‭ ‬سقط‭ ‬ابنه‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الألعاب‭ ‬بمدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬يدرس‭ ‬فيها‭ ‬بمرحلة‭ ‬الحضانة‭ ‬بعدما‭ ‬دفعه‭ ‬زميل‭ ‬له‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬المعروفة‭ ‬لم‭ ‬تضمن‭ ‬سلامة‭ ‬ابنه‭ ‬وتعرض‭ ‬لكسر‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬إثر‭ ‬ذلك،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬المستأنفة‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬1050‭ ‬دينارا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬له‭ ‬بها‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ -‬المدرسة‭ ‬الخاصة‭ ‬المعروفة‭- ‬والمحكوم‭ ‬ضدها‭ ‬بتعويض‭ ‬موكليها،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬استأنفت‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬ضدها‭ ‬بإلزامها‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لموكليها‭ ‬الأب‭ ‬بصفته‭ ‬وبصفته‭ ‬وليا‭ ‬طبيعيا‭ ‬عن‭ ‬ابنه‭ ‬المصاب‭ ‬وابنته‭ ‬الصغيرة‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬له‭ ‬ولابنته،‭ ‬ومبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬وبصفته‭ ‬وليا‭ ‬طبيعيا‭ ‬عن‭ ‬ابنه،‭ ‬وكذلك‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬تعويضا‭ ‬معنويا‭ ‬وأدبيا‭ ‬للمدعية‭ ‬الثانية‭ ‬والدة‭ ‬الطفل،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬نجلهما‭ ‬مقيد‭ ‬لدى‭ ‬المدعي‭ ‬عليها‭ ‬بقسم‭ ‬الحضانة،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬17‭ ‬أبريل‭ ‬2017‭ ‬تعرض‭ ‬لكسر‭ ‬في‭ ‬ذراعه‭ ‬أثناء‭ ‬وجوده‭ ‬بمنطقة‭ ‬الألعاب‭ ‬بالمدرسة؛‭ ‬نتيجة‭ ‬دفعه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬زملائه‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لحفظ‭ ‬وسلامة‭ ‬الأطفال،‭ ‬وكان‭ ‬الصغير‭ ‬تعرض‭ ‬للدفع‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬زملائه‭ ‬دون‭ ‬رعاية‭ ‬من‭ ‬مدرس‭ ‬المدرسة،‭ ‬مما‭ ‬حدا‭ ‬بالمدعيين‭ ‬لإقامة‭ ‬الدعوى‭ ‬المستأنف‭ ‬حكمها‭.‬

وفي‭ ‬جلسة‭ ‬27‭ ‬فبراير‭ ‬2019‭ ‬حكمت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعين‭ ‬مبلغ‭ ‬1050‭ ‬دينارا‭ ‬توزع‭ ‬عليهم‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بحكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭. ‬فلم‭ ‬ترتض‭ ‬المدرسة‭ ‬الخاصة‭ ‬ذلك،‭ ‬وطعنت‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الراهن،‭ ‬وطلبت‭ ‬في‭ ‬ختامه‭ ‬الحكم‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬

وبينت‭ ‬الصباغ‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬دفعت‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بأسباب‭ ‬حاصلها‭ ‬أنها‭ ‬قدمت‭ ‬شهودا‭ ‬أثبتوا‭ ‬أنهم‭ ‬وفروا‭ ‬الرعاية‭ ‬للصغار،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الحادث‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬لمح‭ ‬البصر‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تداركه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬وفرت‭ ‬سجاده‭ ‬تحت‭ ‬اللعبة‭ ‬ومراتب‭ ‬أسفنجية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفادي‭ ‬أية‭ ‬مشكلات‭ ‬للأطفال‭ ‬حسبما‭ ‬ذكرت‭ ‬بدفاعها‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬الاستئناف،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬قد‭ ‬خلص‭ ‬صحيحا‭ ‬فيما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قضاء؛‭ ‬للأسباب‭ ‬التي‭ ‬أوردها،‭ ‬والتي‭ ‬تقرها‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬وتتخذها‭ ‬أسبابا‭ ‬مكملة‭ ‬لأسبابها،‭ ‬إذ‭ ‬تضمنت‭ ‬الأسباب‭ ‬الرد‭ ‬الكافي‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬الاستئناف،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أثارته‭ ‬المستأنفة‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬استئناف‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬معروضا‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬وتضمِّنُه‭ ‬أسبابا‭ ‬لحكمها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقضي‭ ‬برفض‭ ‬الاستئناف‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬للأسباب‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭.‬

وبشأن‭ ‬مصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬شاملة‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة،‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬تلزم‭ ‬بها‭ ‬المستأنفة‭ ‬لخسرانها‭ ‬الاستئناف‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬192‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المرافعات‭. ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬برفض‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬وإلزام‭ ‬المستأنفة‭ ‬بالمصاريف‭ ‬ومبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬