خالفت حكما جنائيا وادعت توقيع المجني عليه بالمستندات

رفض دعوى شركة اتصالات تطالب مواطنًا بدفع 3750 دينارًا

| عباس إبراهيم

قال‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬المهدي‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الثالثة‭ (‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية‭) ‬قضت‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬كان‭ ‬يلزم‭ ‬موكله‭ ‬بأن‭ ‬يدفع‭ ‬لصالح‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات‭ ‬مبلغًا‭ ‬يصل‭ ‬لقرابة‭ ‬3750‭ ‬دينارًا،‭ ‬بعدما‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬المبالغ‭ ‬المترتبة‭ ‬باسمه‭ ‬نشأت‭ ‬إثر‭ ‬انتحال‭ ‬صديقه‭ ‬لشخصيته‭ ‬واستخراجه‭ ‬لـ3‭ ‬أرقام‭ ‬باسمه‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬استيلاء‭ ‬صديقه‭ ‬على‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة‭ ‬استخرجت‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬مستخدمًا‭ ‬بطاقة‭ ‬هويته،‭ ‬كما‭ ‬ألزمت‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

‭ ‬وأفاد‭ ‬وكيل‭ ‬المستأنف‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬صديق‭ ‬المستأنف‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬سرق‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬موكله‭ ‬الذكية‭ ‬وانتحل‭ ‬شخصيته،‭ ‬حيث‭ ‬توجّه‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ -‬المستأنف‭ ‬ضدها‭- ‬وقام‭ ‬بعقد‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬موظفيها‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬والهواتف،‭ ‬وعقب‭ ‬حصوله‭ ‬عليها‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬السداد،‭ ‬فقامت‭ ‬الشركة‭ ‬بمطالبة‭ ‬موكله‭ ‬صاحب‭ ‬بطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬العقد‭ ‬بالمبالغ‭ ‬المستحقة‭ ‬عليه‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬لقرابة‭ ‬3750‭ ‬دينارًا‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬أبلغ‭ ‬ضد‭ ‬صديقه‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وتم‭ ‬القبض‭ ‬فعلاً‭ ‬على‭ ‬الجاني،‭ ‬والذي‭ ‬أقرّ‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬قام‭ ‬بانتحال‭ ‬شخصية‭ ‬موكله،‭ ‬وتمكّن‭ ‬من‭ ‬استخراج‭ ‬3‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة‭ ‬مع‭ ‬خطوط‭ ‬هاتفية‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وانتهت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬بعد‭ ‬مداولة‭ ‬القضية‭ ‬بمعاقبته‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬وتم‭ ‬تأييد‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2016‭.‬

‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬تقدمت‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬بدعوى‭ ‬مدنية‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬المدنية‭ ‬لمطالبة‭ ‬موكله‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بالقضية،‭ ‬والتي‭ ‬طلبت‭ ‬فيها‭ ‬استصدار‭ ‬أمر‭ ‬أداء‭ ‬ضده،‭ ‬والحكم‭ ‬بإلزامه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬لها‭ ‬مبلغ‭ ‬3750‭ ‬دينارًا‭ ‬مع‭ ‬الفائدة‭ ‬القانونية‭ ‬بواقع‭ ‬10‭ % ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المطالبة‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬وإلزامه‭ ‬بالمصروفات‭ ‬والرسوم‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة؛‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬اتفق‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬تزويده‭ ‬بخطوط‭ ‬هواتف‭ ‬وترصد‭ ‬في‭ ‬ذمته‭ ‬مبلغ‭ ‬3748‭ ‬دينارًا‭ ‬و743‭ ‬فلسًا‭.‬

‭ ‬وقضت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بإلزام‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬مبلغ‭ ‬المطالبة‭ ‬لشركة‭ ‬الاتصالات،‭ ‬فطعن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الثالثة،‭ ‬والتي‭ ‬دفع‭ ‬أمامها‭ ‬بسابق‭ ‬إثبات‭ ‬أن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬الجنائية‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتزوير‭ ‬توقيع‭ ‬المستأنف‭ ‬واستخرج‭ ‬تلك‭ ‬الهواتف‭ ‬والخطوط‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثبته‭ ‬خبير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬أيضًا‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بتوقيع‭ ‬المستند‭ ‬بيده‭ ‬غير‭ ‬المعتادة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬قيام‭ ‬صديقه‭ ‬بتزوير‭ ‬توقيع‭ ‬المستأنف‭ ‬وتوقيعه‭ ‬لدى‭ ‬ذات‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬واستخرج‭ ‬الهواتف‭ ‬والأرقام‭ ‬باسم‭ ‬المستأنف‭.‬

‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أرقام‭ ‬الهواتف‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬مذكرة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬هي‭ ‬ذات‭ ‬أرقام‭ ‬الهواتف‭ ‬التي‭ ‬استخرجها‭ ‬المحكوم‭ ‬ضده‭ ‬والمذكورة‭ ‬في‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬ذات‭ ‬الفترة‭ ‬المطالب‭ ‬فيها،‭ ‬وأن‭ ‬المستندات‭ ‬والعقود‭ ‬تحمل‭ ‬توقيع‭ ‬صديقه‭ ‬المحكوم‭ ‬ضده،‭ ‬الذي‭ ‬انتحل‭ ‬شخصية‭ ‬المستأنف‭ ‬وقام‭ ‬باستخراج‭ ‬هواتف‭ ‬وخطوط‭ ‬باستعمال‭ ‬اسم‭ ‬المستأنف‭.‬

‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلا،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددًا‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى،‭ ‬وألزمت‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬بالمصروفات‭ ‬عن‭ ‬درجتي‭ ‬التقاضي‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬