مصر انتظرت صلاح.. فلمع تريزيغيه

انتظرت‭ ‬مصر‭ ‬نجما‭ ‬أوحدا‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الإفريقية‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬صلاح،‭ ‬فأتاها‭ ‬من‭ ‬يشاركه‭ ‬الأضواء‭ ‬ويسرق‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬بريقها‭: ‬“تريزيغيه”‭ ‬اسم‭ ‬يتردد‭ ‬بكثافة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المشجعين،‭ ‬مؤشرا‭ ‬الى‭ ‬الجناح‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البطولة‭ ‬القارية‭ ‬معبره‭ ‬نحو‭ ‬مستويات‭ ‬أعلى‭.‬

شغل‭ ‬محمود‭ ‬حسن‭ ‬تريزيغيه‭ (‬24‭ ‬عاما‭) ‬المصريين‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭. ‬مع‭ ‬الفراعنة،‭ ‬برز‭ ‬افتتاحا‭ ‬ضد‭ ‬زيمبابوي‭ ‬بهدف‭ ‬من‭ ‬مجهود‭ ‬فردي‭ ‬منح‭ ‬المنتخب‭ ‬أول‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭. ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬ضد‭ ‬الكونغو‭ ‬الديموقراطية،‭ ‬كان‭ ‬مفتاح‭ ‬تسجيل‭ ‬صلاح‭ ‬أول‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬بتمريرة‭ ‬حاسمة‭ ‬متقنة‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬هكتور‭ ‬كوبر،‭ ‬بقي‭ ‬مع‭ ‬خلفه‭ ‬المكسيكي‭ ‬خافيير‭ ‬أغيري‭. ‬الشاب‭ ‬ذو‭ ‬الوجه‭ ‬الطفولي‭ ‬الخجول‭ ‬المبتسم،‭ ‬شارك‭ ‬كأساسي‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬الثلاث‭ ‬للفراعنة‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬روسيا‭ ‬2018،‭ ‬وفي‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬التي‭ ‬تستضيفها‭ ‬مصر‭.‬

لاعب‭ ‬نادي‭ ‬قاسم‭ ‬باشا‭ ‬التركي‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬مركز‭ ‬مبدئيا‭ ‬هو‭ ‬الجناح‭ ‬الأيسر،‭ ‬مع‭ ‬تحركات‭ ‬دائمة‭ ‬نحو‭ ‬الوسط‭ ‬الهجومي‭ ‬وتسلم‭ ‬الكرة‭ ‬من‭ ‬العمق،‭ ‬برز‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬وحضر‭ ‬حين‭ ‬احتاج‭ ‬إليه‭ ‬زملاؤه‭. ‬ترداد‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬التحليلات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬وحتى‭ ‬اختياره‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬الثانية،‭ ‬لم‭ ‬يؤثرا‭ ‬على‭ ‬تواضع‭ ‬إبن‭ ‬بلدة‭ ‬كفر‭ ‬الشيخ‭ ‬شمال‭ ‬القاهرة‭.‬

رد‭ ‬بعد‭ ‬المباراة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬تعليق‭ ‬مراسل‭ ‬قناة‭ ‬“أون‭ ‬سبورت”‭ ‬المصرية‭ ‬أنه‭ ‬الوحيد‭ ‬المستثنى‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬المشجعين‭ ‬بالقول‭ ‬“ما‭ ‬يجعلني‭ ‬جيدا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬معي‭ ‬يساندونني‭ ‬ونساند‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬والأهم‭ ‬أننا‭ ‬نفوز”‭.‬

نشأ‭ ‬تريزيغيه‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬الذي‭ ‬رفد‭ ‬المنتخب‭ ‬بأسماء‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬تاريخه‭. ‬كنيته‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬بها،‭ ‬نسبة‭ ‬للمهاجم‭ ‬الفرنسي‭ ‬دافيد‭ ‬تريزيغيه،‭ ‬لاعب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬ويوفنتوس‭ ‬الإيطالي‭ ‬سابقا‭.‬

ويقول‭ ‬النجم‭ ‬السابق‭ ‬عادل‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الأهلي‭ ‬كطفل‭ ‬في‭ ‬التاسعة‭ ‬“أسميناه‭ ‬تريزيغيه‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يرتدي‭ ‬قميصه‭ ‬في‭ ‬منتخب‭ ‬فرنسا‭. ‬كان‭ ‬يلعب‭ ‬رأس‭ ‬حربة،‭ ‬يشبهه،‭ ‬ويحلق‭ ‬شعره‭ (‬بالكامل‭) ‬مثله”‭.‬

يختصر‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬مواطنه‭ ‬تريزيغيه‭ ‬بمفردة‭ ‬“الجوكر”،‭ ‬فهو‭ ‬“كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بموهبة‭ ‬السرعة‭ ‬والمهارة،‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يسجل،‭ ‬يمرر‭... ‬كنا‭ ‬نلعبه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬بحسب‭ ‬احتياج‭ ‬الفريق”‭.‬

في‭ ‬الملعب،‭ ‬شكل‭ ‬تريزيغيه‭ ‬محور‭ ‬الحركة‭ ‬الهجومية‭ ‬للمنتخب‭ ‬المصري،‭ ‬معتمدا‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬مهارة‭ ‬في‭ ‬المراوغة‭ ‬وتخطي‭ ‬المدافعين،‭ ‬قبل‭ ‬التمرير‭ ‬نحو‭ ‬الهجوم‭ ‬الى‭ ‬صلاح‭ ‬المتقدم‭ ‬يمينا،‭ ‬أو‭ ‬مروان‭ ‬محسن‭ ‬رأس‭ ‬الحربة‭ ‬الأساسي‭ ‬للفراعنة‭.‬