تفاهم بحريني مصري في مجال حماية البيئة والمناخ

سمو الشيخ عبدالله بن حمد يوقع مذكرة مع الوزيرة فؤاد

| المنامة - بنا

وقع‭ ‬الممثل‭ ‬الشخصي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ووزيرة‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬ياسمين‭ ‬فؤاد‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬تتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والشؤون‭ ‬المناخية‭ ‬وصون‭ ‬الطبيعة،‭ ‬بحضور‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬دينه،‭ ‬وسفيرة‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬لدى‭ ‬المملكة‭ ‬سهى‭ ‬رفعت‭.‬

وتأتي‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والمتميزة‭ ‬وأهمية‭ ‬دعم‭ ‬التكامل‭ ‬والتعاون‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وتنفيذا‭ ‬لمذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬ووزارة‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭. ‬

وبهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬أعرب‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بتوقيع‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬الرائدة‭ ‬محليا‭ ‬وإقليميا‭ ‬ودوليا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬جديدة‭ ‬وناجحة‭ ‬لما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬ومعلومات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وإن‭ ‬توقيع‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬يأتي‭ ‬بهدف‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬والمياه‭ ‬والتنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬وحمايتها‭ ‬وإدارة‭ ‬النفايات‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬وتعزيز‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وقال‭ ‬سموه‭ ‬“إن‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬والرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تولي‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬بالمجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬التي‭ ‬تتجسد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الزيارات‭ ‬والمشاركات‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والمنتديات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وتنظيم‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والفعاليات‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬لإبراز‭ ‬الالتزام‭ ‬والتطور‭ ‬والاهتمام‭ ‬البارز‭ ‬والمشهود‭ ‬له،‭ ‬والذي‭ ‬توصلنا‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬بكافة‭ ‬تخصصاتها‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030م”‭.‬

وأكد‭ ‬سموه‭ ‬“أن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬لدعم‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬لدى‭ ‬المنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬والمحافل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بحماية‭ ‬البيئة‭ ‬ووضع‭ ‬الدراسات‭ ‬والخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬المتعلقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختصاص،‭ ‬والتي‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬الجانبان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬“أن‭ ‬توقيع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬والتي‭ ‬تمتلك‭ ‬خبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬واسعة‭ ‬ودور‭ ‬ومشاركة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬لتبادل‭ ‬واكتساب‭ ‬معلومات‭ ‬وخبرات‭ ‬جديدة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬العمل‭ ‬البيئي،‭ ‬والذي‭ ‬أصبح‭ ‬مطلبا‭ ‬دوليا،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي”‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أعربت‭ ‬فؤاد‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬بزيارة‭ ‬المملكة‭ ‬والتوقيع‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم،‭ ‬كما‭ ‬تقدمت‭ ‬بالشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬وحسن‭ ‬الاستقبال‭ ‬والوفادة،‭ ‬مشيدة‭ ‬بالتطور‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

وأكدت‭ ‬الوزيرة‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬والوطيدة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬البحرين‭ ‬ومصر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والمواقف‭ ‬وعلى‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬ومنها‭ ‬البيئية،‭ ‬مشيدة‭ ‬بالدور‭ ‬الفعال‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعلومات،‭ ‬ومنها‭ ‬رصد‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬لتحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة”‭.‬

وتشتمل‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬برنامج‭ ‬تنفيذي‭ ‬لعامي‭ ‬2019‭ - ‬2020‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬البيئية‭ ‬وتفعيله‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬وإعداد‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬للتعاون،‭ ‬وربطه‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬ونتائج‭ ‬مشتركة‭.‬

وتتضمن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعلومات‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مكافحة‭ ‬ملوثات‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬ومهارات‭ ‬التفاوض‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التفتيش‭ ‬والتقييم‭ ‬البيئي‭ ‬ودراسات‭ ‬التأثيرات‭ ‬البيئية،‭ ‬ونقل‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والخبرات‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنشر‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬البيئية،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تبادل‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬البيئية‭ ‬وتدريب‭ ‬القانونيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صياغة‭ ‬التشريعات‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬المحاكم‭ ‬البيئية،‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المؤشرات‭ ‬البيئية‭. ‬

ويتعاون‭ ‬الجانبان‭ ‬وفقا‭ ‬للاتفاقية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإدارة‭ ‬السلمية‭ ‬للمواد‭ ‬والنفايات‭ ‬الخطرة‭ ‬والمخلفات‭ ‬الصلبة‭ (‬مخلفات‭ ‬الهدم‭ ‬والبناء‭)‬،‭ ‬وتبادل‭ ‬الإستراتيجيات‭ ‬والسياسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمجال‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬والإدارة‭ ‬المتكاملة‭ ‬للمحميات‭ ‬الطبيعية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاق‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬ويتم‭ ‬استضافة‭ ‬الاجتماعات‭ ‬بالتناوب‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭. ‬

كما‭ ‬يتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬وفقا‭ ‬للاتفاقية‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتفاقات‭ ‬مستقلة‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التدريب‭ ‬المتاحة،‭ ‬وحسب‭ ‬قدرات‭ ‬المراكز‭ ‬المخصصة‭ ‬المعنية‭ ‬بكلا‭ ‬البلدين،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإمكانات‭ ‬المتاحة‭ ‬لتنظيم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬وبرامج‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وإعداد‭ ‬دراسات‭ ‬لمشروعات‭ ‬بيئية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬البيئية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وفيما‭ ‬يحتاجه‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬