أحكام متفاوتة تتراوح بين الحبس 3 سنوات والمؤبد

إلغاء إسقاط جنسية 92 بقضية “حزب الله” وتأييد العقوبات

| عباس إبراهيم

ألغت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬إسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬عن‭ ‬المدانين‭ ‬الـ92‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬169‭ ‬متهمًا‭ -‬بينهم‭ ‬شخص‭ ‬عراقي‭ ‬الجنسية‭- ‬بقضية‭ ‬“حزب‭ ‬الله‭ ‬البحريني”،‭ ‬والتي‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬متهمًا‭ ‬فيها‭ ‬بالبراءة‭ ‬وبإدانة‭ ‬الباقين‭ ‬بعقوبات‭ ‬متفاوتة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحبس‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬والسجن‭ ‬المؤبد،‭ ‬وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬أيضًا‭ ‬بقبول‭ ‬استئنافات‭ ‬91‭ ‬مستأنفًا‭ ‬شكلاً‭ ‬وبتأييد‭ ‬العقوبات‭ ‬الصادرة‭ ‬ضدهم،‭ ‬فيما‭ ‬أسقطت‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الاستئناف‭ ‬لمستأنف‭ ‬آخر‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬نفسه‭ ‬أو‭ ‬يمثل‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬الصادرة‭ ‬ضده‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬بشأن‭ ‬عقوبة‭ ‬إسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬عن‭ ‬المستأنفين،‭ ‬فلما‭ ‬كان‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ (‬16‭) ‬لسنة‭ ‬2019‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬لعام‭ ‬1963‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬أنه‭: (‬تلغى‭ ‬المادة‭ (‬24‭) ‬مكررًا‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬58‭) ‬لسنة‭ ‬2006‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭: (‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العقوبة‭ ‬المقررة،‭ ‬يحكم‭ ‬بإسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬عن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬من‭ (‬5‭) ‬إلى‭ (‬9‭) ‬و‭(‬12‭) ‬و‭(‬17‭) ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭. ‬ولا‭ ‬ينفذ‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بإسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭)‬،‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬فلا‭ ‬محل‭ ‬للقضاء‭ ‬بإسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المستأنفين‭.‬

‭ ‬وكانت‭ ‬أسقطت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬جنسية‭ ‬138‭ ‬متهمًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬169،‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬المسماة‭ ‬بـ”حزب‭ ‬الله‭ ‬البحريني”،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬لإسقاط‭ ‬الجنسيات‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬واحدة‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2006،‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬تضم‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬للمتهمين‭ ‬بقضية‭ ‬مماثلة،‭ ‬فيما‭ ‬برأت‭ ‬30‭ ‬متهمًا‭ ‬آخرين‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬بجميع‭ ‬الاتهامات‭.‬

وقضت‭ ‬المحكمة،‭ ‬حضوريًّا‭ ‬بحق‭ ‬8‭ ‬متهمين‭ ‬وحضوريًّا‭ ‬اعتباريًّا‭ ‬لجميع‭ ‬المتهمين،‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭ ‬على‭ ‬69‭ ‬متهمًا‭ ‬وغرمتهم‭ ‬جميعًا‭ ‬عدا‭ ‬6‭ ‬متهمين‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬وبتغريم‭ ‬أحد‭ ‬المدانين‭ ‬بالمؤبد‭ ‬مبلغ‭ ‬231‭ ‬دينارًا‭ ‬و800‭ ‬فلس‭ ‬قيمة‭ ‬تلفيات‭ ‬بمركبة‭ ‬أمنية‭ ‬تسبب‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬غرمت‭ ‬الستة‭ ‬الباقين‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬سجنت‭ ‬39‭ ‬متهمًا‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنين‭ -‬أحدهم‭ ‬عراقي‭ ‬الجنسية‭- ‬غرمت‭ ‬32‭ ‬تهمًا‭ ‬منهم‭ ‬بمبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬و5‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭.‬

‭ ‬وحكمت‭ ‬أيضًا‭ ‬بسجن‭ ‬23‭ ‬متهمًا‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬عما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬اتهامات،‭ ‬وعاقبت‭ ‬متهمًا‭ ‬واحدًا‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬بعدما‭ ‬قضت‭ ‬ببراءته‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬التهم‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه،‭ ‬كما‭ ‬حبست‭ ‬6‭ ‬متهمين‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬وبتغريم‭ ‬أحدهم‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬ومتهم‭ ‬آخر‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬أمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المضبوطات‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تلقت‭ ‬بلاغًا‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬خلية‭ ‬إرهابية‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وذلك‭ ‬بقيام‭ ‬قيادات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بإصدار‭ ‬أوامرها‭ ‬لعناصر‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬بضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬صفوف‭ ‬عناصر‭ ‬التنظيمات‭ ‬والتيارات‭ ‬البحرينية‭ ‬الإرهابية‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ساحة‭ ‬لمخططاتها‭ ‬وأعمالها‭ ‬الإجرامية؛‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬عقد‭ ‬لقاءات‭ ‬مكثفة‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬والتيارات‭ ‬المتواجدة‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬والتنسيق‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدربة‭ ‬المتواجدة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬كافة‭ ‬وسائل‭ ‬الدعم‭ ‬الفني‭ ‬واللوجستي‭ ‬والمالي‭ ‬لهم؛‭ ‬وذلك‭ ‬بغرض‭ ‬انخراطهم‭ ‬جميعًا‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬إرهابي‭ ‬موحد‭ ‬يجتمعون‭ ‬تحت‭ ‬رايته‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬مسمى‭ (‬حزب‭ ‬الله‭ ‬البحريني‭).‬

وأن‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬توحد‭ ‬واندماج‭ ‬تلك‭ ‬القيادات‭ ‬والعناصر‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والداخل‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬تنظيم‭ ‬موحد‭ ‬يسمى‭ (‬حزب‭ ‬الله‭ ‬البحريني‭) ‬هو‭ ‬تنشيط‭ ‬كافة‭ ‬الكوادر‭ ‬الإرهابية‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬السابق‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬تمت‭ ‬زراعتها‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬كخلايا‭ ‬نائمة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬إمكاناتها‭ ‬وتعويض‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬القيادات‭ ‬المدربة‭ ‬عسكريًّا‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬نتيجة‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬غالبيتهم‭ ‬وفرار‭ ‬بعضهم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭.‬

‭ ‬وتم‭ ‬تكليف‭ ‬العناصر‭ ‬المدربة‭ ‬عسكريًّا‭ ‬بتجنيد‭ ‬عناصر‭ ‬جديدة‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬ونقل‭ ‬خبراتها‭ ‬إليها‭ ‬وتدريبها‭ ‬عسكريًّا‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬وصناعة‭ ‬المتفجرات‭ ‬وزراعتها‭ ‬وتفجيرها‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المخازن‭ ‬السرية‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬والمزارع‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬وتهريب‭ ‬ونقل‭ ‬وإخفاء‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬والمواد‭ ‬والأدوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لصناعة‭ ‬المتفجرات‭ ‬محلية‭ ‬الصنع،‭ ‬وتدريب‭ ‬كافة‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬النقاط‭ ‬الميتة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬وتبادل‭ ‬وتسليم‭ ‬واستلام‭ ‬الأموال‭ ‬والأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬والعبوات‭ ‬المتفجرة‭ ‬جاهزة‭ ‬الاستخدام‭ ‬أو‭ ‬المصنعة‭ ‬محليًّا‭ ‬وأجزائها‭ ‬وأجهزة‭ ‬التفجير‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬العناصر‭ ‬المدربة‭ ‬عسكريًّا‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تسفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬غير‭ ‬المعروف‭ ‬للأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭ ‬لتلقي‭ ‬التدريبات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬التدريب‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬عدة‭ ‬عمليات‭ ‬تستهدف‭ ‬رصد‭ ‬واغتيال‭ ‬منتسبي‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬واستهداف‭ ‬الدوريات‭ ‬والمركبات‭ ‬الأمنية‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬والخدمية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأماكن‭ ‬الحيوية‭ ‬وذلك‭ ‬بقصد‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وتأليب‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وترويعهم‭ ‬وتعريض‭ ‬حياتهم‭ ‬وحرياتهم‭ ‬وأمنهم‭ ‬للخطر‭ ‬ومنع‭ ‬وعرقلة‭ ‬ممارسة‭ ‬السلطات‭ ‬العامة‭ ‬أعمالها‭.‬