فجر جديد

هذه “الضباع” تلتهم أموال الفقراء

| إبراهيم النهام

لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬التصريح‭ ‬الذي‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬أخيرًا‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬شرطة‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬العميد‭ ‬فواز‭ ‬الحسن‭ ‬عن‭ ‬رصد‭ ‬المديرية‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬حالة‭ ‬تسول‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬تضمنت‭ ‬أفراد‭ ‬أسر‭ ‬كاملة‭ (‬غير‭ ‬بحرينية‭).‬

وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور،‭ ‬أولها‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الرصد‭ ‬هذه‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فحالات‭ ‬التسول‭ ‬الذي‭ ‬تشهدها‭ ‬أغلب‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين،‭ ‬خصوصا‭ ‬المساجد‭ ‬بوقت‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬تحديدا،‭ ‬تتخطى‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المحافظة‭ ‬الواحدة،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬وقوف‭ ‬بعض‭ ‬المصلين‭ (‬غير‭ ‬البحرينيين‭) ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬الصلاة‭ ‬مباشرة،‭ ‬داخل‭ ‬المسجد،‭ ‬مناشدين‭ ‬جموع‭ ‬المصلين‭ ‬مساعدتهم‭ ‬لأسباب‭ ‬مبهمة‭ ‬وغير‭ ‬أكيدة‭.‬

ثانيا،‭ ‬هنالك‭ ‬تقصير‭ ‬مجتمعي‭ (‬واضح‭) ‬قبالة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬عبر‭ ‬مساعدة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتسولين،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬الأموال‭ ‬للأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬مباشرة،‭ ‬أو‭ ‬للصناديق‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬سكوت‭ ‬ذوي‭ ‬الشأن،‭ ‬كأئمة‭ ‬المساجد‭ ‬مثلا،‭ ‬وبعض‭ ‬المسئولين‭ ‬والنشطاء‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬المناطق،‭ ‬وهم‭ ‬يعرجون‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتسولين،‭ ‬كغيرهم‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬الناس،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬خاطئ‭.‬

ثالثا،‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬المتسولين‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ (‬الوافدين‭ ‬تحديدا‭) ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ومسيء‭ ‬للبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬يظن‭ ‬الكثيرون‭ ‬بأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتسولين،‭ ‬خصوصا‭ ‬السيدات‭ ‬اللاتي‭ ‬يكتسحن‭ ‬السواد‭ ‬ويجلسن‭ ‬لساعات‭ ‬عند‭ ‬أبواب‭ ‬المساجد‭ ‬بأنهن‭ ‬بحرينيات،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬صحيح،‭ ‬ومشين‭.‬

ولتبين‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬رجالا‭ ‬يتنكرون‭ ‬بهذه‭ ‬الهيئة‭ ‬للنصب‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬الناس‭ ‬وسرقتها،‭ ‬ومنهم‭ ‬آسيويون،‭ ‬ولقد‭ ‬انتشرت‭ ‬أخيرا‭ ‬بـ‭ (‬السوشيال‭ ‬ميديا‭)‬،‭ ‬بعض‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬أقول،‭ ‬حيث‭ ‬باغت‭ ‬بعض‭ ‬المصلين‭ ‬هؤلاء‭ ‬النصابين،‭ ‬وكشفوا‭ ‬للكاميرات‭ ‬وللحاضرين‭ ‬حقيقتهم‭.‬

آفة‭ ‬التسول‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بجدية‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير؛‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تسيء‭ ‬للبحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬تقضم‭ ‬أموال‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬والأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ضباع‭ ‬بشرية‭ ‬لا‭ ‬تخاف‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬رسوله،‭ ‬ولا‭ ‬تضع‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬ادنى‭ ‬اعتبار،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬نرتضيه‭.‬