جموع غفيرة شيعت الفقيد إلى مثواه الأخير

الصحافة الرياضية تفقد عميدها ماجد العرادي

| حسن علي

‭ ‬ودّعت‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬والإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬قاماتها‭ ‬وأعمدتها‭ ‬الشامخة‭ ‬وفقدت‭ ‬رمزًا‭ ‬من‭ ‬رموزها‭ ‬برحيل‭ ‬رئيس‭ ‬القسم‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬ماجد‭ ‬العرادي‭ ‬الذي‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬ظهر‭ ‬الخميس‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬لم‭ ‬تمهله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬تقريبًا‭ ‬ليفارق‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬عطاء‭ ‬دام‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرياضة‭ ‬لاعبًا‭ ‬ومدربًا‭ ‬ومعلمًا‭ ‬وصحفيًّا‭ ‬ومربيًّا‭ ‬فاضلاً‭.‬

‭ ‬وشيّعت‭ ‬جموع‭ ‬غفيرة‭ ‬الأستاذ‭ ‬المرحوم‭ ‬ماجد‭ ‬العرادي‭ ‬بمقبرة‭ ‬المنامة‭ ‬عصر‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬وصلى‭ ‬عليه‭ ‬أهله‭ ‬وأصدقاؤه‭ ‬ومحبوه‭ ‬ورفقاء‭ ‬دربه‭ ‬ليوارى‭ ‬الثرى‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭ ‬مخلفًا‭ ‬حزنًا‭ ‬عميقًا‭ ‬لجميع‭ ‬من‭ ‬عاصروه‭ ‬وزاملوه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬والتي‭ ‬اتسمت‭ ‬بالإخلاص‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬العمل‭.‬

‭ ‬وبانت‭ ‬علامات‭ ‬الحزن‭ ‬والتأثر‭ ‬بادية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حضر‭ ‬مراسم‭ ‬تشييع‭ ‬الفقيد‭ ‬لما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬طيبة‭ ‬وأخلاق‭ ‬عالية‭ ‬وعلاقات‭ ‬واسعة‭ ‬شكلها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الرياضي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أهالي‭ ‬المنامة‭ ‬وتحديدًا‭ ‬فريق‭ ‬المخارقة‭ ‬ولما‭ ‬تكتسبه‭ ‬عائلتا‭ ‬العرادي‭ ‬وآل‭ ‬شرف‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬جميع‭ ‬أهالي‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬وحضر‭ ‬مراسم‭ ‬التشييع‭ ‬إعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬والإعلامي‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬توفيق‭ ‬الصالحي‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬ومركز‭ ‬المعلومات‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والزملاء‭ ‬الصحفيين‭ ‬علي‭ ‬الباشا،‭ ‬علي‭ ‬ميرزا،‭ ‬حسن‭ ‬بوحسن،‭ ‬علي‭ ‬جاسم،‭ ‬جعفر‭ ‬حبيب‭ ‬الخراز،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬وعدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬والإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

‭ ‬ونعت‭ ‬الجموع‭ ‬الفقيد‭ ‬واستذكرت‭ ‬مناقبه‭ ‬وتاريخه‭ ‬الحافل‭ ‬بالعطاء‭ ‬والتميز‭ ‬والإخلاص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإعلام‭ ‬الرياضي‭.‬

‭ ‬ورحل‭ ‬ماجد‭ ‬العرادي‭ ‬مفارقًا‭ ‬محبوبته‭ ‬وصديقة‭ ‬عمره‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬والتي‭ ‬قضى‭ ‬فيها‭ ‬43‭ ‬عامًا‭ ‬بعدما‭ ‬عين‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬بتاريخ‭ ‬1‭ ‬فبراير‭ ‬1976‭ ‬وظل‭ ‬وفيا‭ ‬لها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفارقها‭ ‬ووهبها‭ ‬جل‭ ‬وقته‭ ‬واهتمامه‭ ‬وكرس‭ ‬حياته‭ ‬للعمل‭ ‬الصحفي‭ ‬الرياضي‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬أيامه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يداهمه‭ ‬المرض‭ ‬ويبعده‭ ‬عن‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة،‭ ‬وقبل‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬عمل‭ ‬العرادي‭ ‬في‭ ‬“الأضواء”‭.‬

‭ ‬وكون‭ ‬العرادي‭ ‬مدرسة‭ ‬صحفية‭ ‬خاصة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬لصحيفة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬المهنية‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الإثارة‭ ‬والتجريح‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بالخط‭ ‬الرسمي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعزف‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬العمل‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬البعثات‭ ‬الخارجية‭ ‬أو‭ ‬الدعوات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يندب‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬يمثله‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬القسم،‭ ‬منزويًا‭ ‬عن‭ ‬ملذات‭ ‬الدنيا‭ ‬وزخرفها،‭ ‬مكرسًا‭ ‬وقته‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البيت‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬حضور‭ ‬بعض‭ ‬الفعاليات‭ ‬واحتفالات‭ ‬التكريم‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي،‭ ‬كما‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬بعدما‭ ‬قضى‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬معلما‭ ‬للتربية‭ ‬الرياضية‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

وتشرف‭ ‬العرادي‭ ‬بلقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الرياضية‭ ‬والمسئولين‭ ‬ونال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أوسمة‭ ‬وشهادات‭ ‬التقدير‭ ‬والتكريم‭ ‬وأفنى‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬وقام‭ ‬بتغطية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬وفتح‭ ‬صفحات‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬الاتحادات‭ ‬والأندية‭ ‬لتكون‭ ‬منبرا‭ ‬لهم‭.‬

‭ ‬وظل‭ ‬العرادي‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬عموده‭ ‬الأسبوعي‭ ‬“جول”‭ ‬بـ‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬حتى‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬وتفرغ‭ ‬لإدارة‭ ‬القسم‭ ‬الرياضي‭ ‬بصحيفة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬ليكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الدينامو‭ ‬والمحرك‭ ‬للقسم،‭ ‬وعرف‭ ‬عنه‭ ‬دعمه‭ ‬للكوادر‭ ‬الصحفية‭ ‬الشابة‭ ‬ولم‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صراعات‭ ‬أو‭ ‬مناكفات‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬الأخرى‭ ‬الزميلة‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مساندا‭ ‬لجميع‭ ‬الموفدين‭ ‬الإعلاميين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬طيبته‭ ‬وصفاء‭ ‬قلبه‭ ‬تجاه‭ ‬الجميع‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬تعرض‭ ‬العرادي‭ ‬لجلطة‭ ‬أجرى‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬عملية‭ ‬قسطرة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬حتى‭ ‬تماثل‭ ‬للشفاء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتدهور‭ ‬صحته‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬ليضطر‭ ‬أهله‭ ‬لنقله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬حتى‭ ‬ساءت‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬وفارق‭ ‬الحياة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬تأثر‭ ‬كثيرًا‭ ‬فور‭ ‬سماعه‭ ‬نبأ‭ ‬وفاة‭ ‬صديقه‭ ‬ورفيق‭ ‬دربه‭ ‬سلمان‭ ‬الحايكي‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬المرض‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭.‬

‭ ‬وبرحيل‭ ‬العرادي‭ ‬خسرت‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬مؤسسيها‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها‭ ‬وأحد‭ ‬أبرز‭ ‬رجالاتها‭ ‬وأعلامها‭ ‬وأعمدتها‭ ‬تاركًا‭ ‬وراءه‭ ‬إرثًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬الصحفي‭ ‬الزاخر‭ ‬والسمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬والتاريخ‭ ‬الناصع،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬العرادي‭ ‬يعتبر‭ ‬عميد‭ ‬الصحفيين‭ ‬الرياضيين‭ ‬وأقدمهم‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نستذكر‭ ‬فيه‭ ‬مناقب‭ ‬الفقيد‭ ‬وتاريخه،‭ ‬فإن‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬وكافة‭ ‬العاملين‭ ‬بالقسم‭ ‬الرياضي‭ ‬يتقدمون‭ ‬بخالص‭ ‬التعازي‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬الراحل‭ ‬ماجد‭ ‬العراي‭ ‬وذويه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬وإلى‭ ‬رئيس‭ ‬ومدير‭ ‬التحرير‭ ‬وفريق‭ ‬القسم‭ ‬الرياضي‭ ‬بصحيفة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭.. ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬ماجد‭ ‬وإلى‭ ‬جنان‭ ‬الخلد‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬