تشكيل لجنة تحقيق لـ“الصحة” أجدى من الاستجواب

زينل بحوار مع “البلاد”: التوافق النيابي أفضل من “ربط العجاوي” والحسابات الطائفية

| راشد الغائب | تصوير: رسول الحجيري

اللاعبون‭ ‬القديرون‭ ‬لا‭ ‬يكشفون‭ ‬أوراقهم‭ ‬من‭ ‬البداية لا‭ ‬أستسيغ‭ ‬اعتباري‭ ‬نائبا‭ ‬“محللا”‭ ‬بكتلة‭ ‬“تقدم”‭ ‬وأنا‭ ‬منهم‭ ‬وفيهم توجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬خير‭ ‬معين‭ ‬للعمل‭ ‬النيابي أشعر‭ ‬بالغبن‭ ‬والإحباط‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تقدير‭ ‬خبرتي أطمح‭ ‬لرئاسة‭ ‬اللجنة‭ ‬التشريعية لم‭ ‬أتعمد‭ ‬التأخر‭ ‬عن‭ ‬جلسة‭ ‬تقرير‭ ‬جدية‭ ‬استجواب‭ ‬“الصحة” “الصحة”‭ ‬مليئة‭ ‬بالشوائب‭ ‬والأخطاء‭ ‬والفساد ليس‭ ‬للصالح‭ ‬يد‭ ‬بمخالفات‭ ‬“الصحة”‭ ‬لكنها‭ ‬مسؤولة‭ ‬سياسيا ضد‭ ‬وضع‭ ‬أيّ‭ ‬قيد‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الدستورية‭ ‬للنواب أوازن‭ ‬بـــيــــن‭ ‬تمثيل‭ ‬الناس‭ ‬والبعــد‭ ‬عن‭ ‬الصدام مواقفي‭ ‬واضحة‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬بالتشريعات‭ ‬الجوهرية أداء‭ ‬النائب‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬رياضيا‭ ‬بـ‭ ‬“كم‭ ‬سؤال‭ ‬واقتراح”

 

قال‭ ‬النائب‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مليئة‭ ‬بالشوائب‭ ‬والمخالفات‭ ‬والأخطاء‭ ‬وحالات‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬للوزيرة‭ ‬يد‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭ ‬بالضرورة،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مسؤولة‭ ‬سياسيا‭. ‬وأيّد‭ ‬بحوار‭ ‬مع‭ ‬الصحيفة‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬برلمانية‭ ‬للوزارة،‭ ‬معتبرا‭ ‬ذلك‭ ‬“أجدى‭ ‬وأنفع‭ ‬مرحليا‭ ‬من‭ ‬الاستجواب”‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬ضد‭ ‬وضع‭ ‬أيّ‭ ‬قيد‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الدستورية‭ ‬للنواب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مشاريعهم‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭.‬

وسجل‭ ‬مشاعره‭ ‬بـ‭ ‬“الغبن‭ ‬والإحباط”‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تقدير‭ ‬النواب‭ ‬الجدد‭ ‬ببرلمان‭ ‬2018‭ ‬لتاريخه‭ ‬السياسي‭ ‬والبرلماني‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬لعدم‭ ‬توليه‭ ‬أي‭ ‬مركز‭ ‬قيادي‭ ‬بالمجلس‭.‬

وتابع‭: ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ويجب‭ ‬احترام‭ ‬رأي‭ ‬الغالبية،‭ ‬مهما‭ ‬كان،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬مبدأ‭ ‬التوافق‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬“ربط‭ ‬العـﭽـاوي”‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭. ‬وسجل‭ ‬طموحه‭ ‬برئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬والتشريعية‭.‬

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬“البلاد”‭ ‬مع‭ ‬النائب‭ ‬يوسف‭ ‬زينل‭:‬

 

نائب‭ ‬محلل

يبدو‭ ‬أن‭ ‬كتلة‭ ‬“تقدم”‭ ‬تعتبرك‭ ‬“النائب‭ ‬المحلل”‭ ‬بتحركاتها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دفع‭ ‬بيانات‭ ‬الكتلة‭ ‬بأنها‭ ‬مسنودة‭ ‬بشخصيات‭ ‬وطنية‭ ‬نيابية،‭ ‬فما‭ ‬تعليقك؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬تكرر‭ ‬سيناريو‭ ‬برلمان‭ ‬2002‭ ‬بتشكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬النواب‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬والتي‭ ‬ضمتك‭ ‬مع‭ ‬نواب‭ ‬من‭ ‬“المنبر‭ ‬التقدمي”؟

‭- ‬بدايةً‭ ‬لا‭ ‬أستسيغ‭ ‬كلمة‭ ‬“محلل”،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬كتلة‭ ‬“تقدم”‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أو‭ ‬بحاجة‭ ‬للتباهي‭ ‬بأنها‭ ‬مسنودة‭ ‬بشخصية‭ ‬مثلي،‭ ‬أنا‭ ‬منهم‭ ‬وفيهم‭ ‬فلا‭ ‬تنس‭ ‬بأنهم‭ ‬امتداد‭ ‬لتاريخي‭ ‬النضالي‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬فصل‭ ‬الحاضر‭ ‬عن‭ ‬الماضي‭.‬

وللعلم‭ ‬فإننا‭ ‬تشاورنا‭ ‬نحن‭ ‬الثلاثة‭ (‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭ ‬وسيد‭ ‬فلاح‭ ‬هاشم‭ ‬وأنا‭) ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬وقررنا‭ ‬تأجيل‭ ‬الموضوع‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬آخر‭. ‬وهناك‭ ‬أفكار‭ ‬لضم‭ ‬آخرين‭ ‬وأساليب‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬لصالح‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬والحراك‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬البلد‭.‬

 

تذليل‭ ‬العقبات

التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬مفتاح‭ ‬نجاح‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان،‭ ‬ما‭ ‬تقييمك‭ ‬لآخر‭ ‬توجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬وتوطيد‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين؟

‭- ‬تعاطينا‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الإيجابية،‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬الحكومة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬وقانون‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬دون‭ ‬تفريط‭ ‬في‭ ‬المبدأ‭ ‬الدستوري‭ ‬بشأن‭ ‬فصل‭ ‬السلطات‭.‬

وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬لقاءاتنا‭ ‬نحن‭ ‬النواب‭ ‬مع‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬أو‭ ‬فردي‭ ‬تركت‭ ‬أثرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الشائكة‭ (‬العاطلون،‭ ‬الصيادون،‭ ‬الإسكان‭ ‬وغيرها‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬السديدة‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬خير‭ ‬معين‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬عملنا‭ ‬وساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬في‭ ‬تذليل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتنا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المنصرمة‭.‬

إن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬ومُلح،‭ ‬فكلنا‭ ‬في‭ ‬قارب‭ ‬واحد‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬التحديات‭ ‬الكثيرة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬غير‭ ‬المريح‭ ‬والسعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬والنهوض‭ ‬بالتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ - ‬الاجتماعية‭ - ‬السياسية‭ ‬للمملكة‭ ‬ورعاياها‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬ودعم‭ ‬ومساندة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭.‬

 

ضد‭ ‬الجدية

تبدو‭ ‬مواقفك‭ ‬التصويتية‭ ‬بمعظم‭ ‬التشريعات‭ ‬الجوهرية‭ ‬بأنك‭ ‬تريد‭ ‬مسك‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬الوسط،‭ ‬ألا‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬الرمادية‭ ‬سواء‭ ‬بالامتناع‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬حضور‭ ‬الجلسات،‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬عن‭ ‬تاريخك‭ ‬النضالي‭ ‬السياسي،‭ ‬فهل‭ ‬قررت‭ ‬تطهير‭ ‬مواقفك‭ ‬السابقة؟

‭- ‬صحيح‭ ‬أنني‭ ‬وسطي‭ ‬وأميل‭ ‬إلى‭ ‬الاعتدال،‭ ‬لكني‭ ‬واضح‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬مواقفي‭ ‬وفي‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬التشريعات‭ ‬الجوهرية،‭ ‬فمثلًا‭ ‬أنا‭ ‬صوتّ‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬الميزانية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تحفظاتي‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الإجرائية‭ ‬والموضوعية‭ ‬لقانون‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببرنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬ملاحظات‭ ‬شكلية‭ ‬وموضوعية‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬لكني‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬رفضه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الصعب‭ ‬بالذات‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتصويت‭ ‬على‭ ‬جدية‭ ‬الاستجواب‭ ‬فإنني‭ ‬لم‭ ‬أتعمد‭ ‬التأخر‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬حاضرًا‭ ‬لكنت‭ ‬سأعلن‭ ‬رفضي‭ ‬لأسلوب‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الاستجوابات؛‭ ‬لأني‭ ‬ضد‭ ‬جدية‭ ‬الاستجواب‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬للالتفاف‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬دستوري‭ ‬للنائب‭ ‬أو‭ ‬لمجموعة‭ ‬نواب‭ ‬لممارسة‭ ‬دورهم‭ ‬النيابي‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬اعتقادي‭ ‬بأن‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬برلمانية‭ ‬في‭ ‬مرافق‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬أجدى‭ ‬وأنفع‭ ‬مرحليًا‭ ‬من‭ ‬الاستجواب‭.‬

وإجمالًا،‭ ‬فإنني‭ ‬أنطلق‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬النيابي‭ ‬وعموم‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الشأن‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬أعتقد‭ ‬بنضجها‭ ‬وصلاحياتها‭ ‬للواقع‭ ‬البحريني،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬والمواءمة‭ ‬بين‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬الصدام‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الرسمي،‭ ‬وبين‭ ‬التمثيل‭ ‬الفعلي‭ ‬لقضايا‭ ‬الناس‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬خطوة‭ ‬وخطوات‭ ‬للأمام‭. ‬

شعرت‭ ‬بالإحباط

ألا‭ ‬تشعر‭ ‬بغبن‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تقدير‭ ‬النواب‭ ‬الجدد‭ ‬ببرلمان‭ ‬2018‭ ‬لتاريخك‭ ‬السياسي‭ ‬والبرلماني‭  ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬لعدم‭ ‬توليك‭ ‬أي‭ ‬مركز‭ ‬قيادي‭ ‬بالمجلس،‭ ‬إذ‭ ‬تخليت‭ ‬عن‭ ‬ترشيحك‭ ‬لرئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬وخسرت‭ ‬بانتخابات‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنتي‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬ولجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬ببحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬وتنازلت‭ ‬عن‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي؟‭ ‬وهل‭ ‬تخطط‭ ‬للترشح‭ ‬لمركز‭ ‬قيادي‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬المقبل‭ ‬أو‭ ‬ستعزف‭ ‬عن‭ ‬الترشح‭ ‬بعد‭ ‬خيبة‭ ‬نتائج‭ ‬الدور‭ ‬الماضي؟

‭- ‬سأكون‭ ‬صريحًا‭.. ‬نعم‭ ‬شعرت‭ ‬بالغبن‭ ‬والإحباط‭ ‬لا‭ ‬لدافع‭ ‬شخصي؛‭ ‬بل‭ ‬لما‭ ‬أراه‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬نيابية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إثراء‭ ‬العمل‭ ‬التشريعي‭ ‬وقيادته‭.‬

‭ ‬ولكني‭ ‬أقول‭: ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ويجب‭ ‬احترام‭ ‬رأي‭ ‬الغالبية‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬مبدأ‭ ‬التوافق‭ ‬بدل‭ ‬من‭ ‬“ربط‭ ‬العـﭽـاوي”‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬

وعمومًا،‭ ‬أستطيع‭ ‬تأكيد‭ ‬تجاوزي‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭ ‬تقديمًا‭ ‬للصالح‭ ‬العام،‭ ‬دون‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬القناعات،‭ ‬ولذا‭ ‬لازلت‭ ‬أطمح‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬التشريعية‭ ‬ولكني‭ ‬لن‭ ‬أتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬قبل‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬توافق‭ ‬الأكثرية‭ ‬أو‭ ‬الإجماع‭.‬

 

أخطاء‭ ‬وفساد

لم‭ ‬تحضر‭ ‬جلسة‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬الجدية‭ ‬بشأن‭ ‬استجواب‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة،‭ ‬فماذا‭ ‬كان‭ ‬سيكون‭ ‬موقفك‭ ‬لو‭ ‬حضرت‭ ‬مؤيدًا‭ ‬أو‭ ‬رافضًا‭ ‬الاستجواب؟

‭- ‬لم‭ ‬أتعمد‭ ‬عدم‭ ‬الحضور‭ ‬لتلافي‭ ‬الإحراج‭ ‬من‭ ‬التصويت،‭ ‬فأنا‭ ‬لدي‭ ‬الشجاعة‭ ‬الكافية‭ ‬لأقول‭ ‬نعم‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬حسب‭ ‬قناعاتي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ (‬أي‭ ‬استجواب‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬يشكل‭ ‬أي‭ ‬إحراج‭ ‬لأسباب‭ ‬مبدئية‭.‬

أعتقد‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬نائب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬الدور‭ ‬الرقابي‭ ‬والتشريعي‭ ‬المرسوم‭ ‬له‭ ‬حسب‭ ‬الدستور‭ ‬بدون‭ ‬تقييد،‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬قيدًا‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬ضئيلًا‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الدستورية‭ ‬للنواب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مشاريعهم‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬لذلك‭ ‬أنا‭ ‬ضد‭ ‬لجنة‭ ‬الجدية‭ ‬وضد‭ ‬قبول‭ ‬الثلثين‭ ‬للاستجواب‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬قيد‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬ممارسة‭ ‬النائب‭ ‬لصلاحياته‭ ‬النيابية‭ ‬والدستورية‭.‬

وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مليئة‭ ‬بالشوائب‭ ‬والمخالفات‭ ‬والأخطاء‭ ‬وحالات‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬للوزيرة‭ ‬يد‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭ ‬بالضرورة،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مسؤولة‭ ‬سياسيًا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬العام‭ ‬الهام،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تطهير‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬الرجس‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬بالأسئلة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬برلمانية‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬السيئة‭ ‬للخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬إجمالًا‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬الأدوية‭ ‬ومشاكل‭ ‬المواعيد‭ ‬ومشاكل‭ ‬التوظيف‭ ‬والتدريب‭ ‬وإحلال‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬المهنية‭ ‬والإدارية‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭.‬

 

كشف‭ ‬الأوراق

نشرت‭ ‬إحصائية‭ ‬بأنك‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬اقتراحات‭ ‬برغبة‭ ‬ووقعت‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬برلماني‭ ‬يتيم،‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬اقتراحًا‭ ‬بقانون،‭ ‬وهو‭ ‬ذات‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬تبينه‭ ‬إحصاءات‭ ‬أدائك‭ ‬البرلماني‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬برلمان‭ ‬2002‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬توقع‭ ‬أي‭ ‬اقتراح‭ ‬بقانون،‭ ‬لماذا‭ ‬تستنكف‭ ‬استخدام‭ ‬أدواتك‭ ‬الرقابية‭ ‬والتشريعية؟

‭- ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬غير‭ ‬دقيق‭ ‬وغير‭ ‬متزن،‭ ‬فقد‭ ‬استخدمت‭ ‬أدواتي‭ ‬التشريعية‭ ‬والرقابية‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬ذكر،‭ ‬وأنا‭ ‬أول‭ ‬نائب‭ ‬يتقدم‭ ‬بسؤال‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬نواب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬للعلم‭.‬

وأسجل‭ ‬تحفظي‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬معيار‭ ‬الأداء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأدوات‭ ‬المباشرة،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأداء‭ ‬الكلي‭ ‬الشامل‭.‬

أداء‭ ‬النائب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قياسه‭ ‬رياضيًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معرفة‭ ‬كم‭ ‬سؤالا‭ ‬أو‭ ‬كم‭ ‬اقتراحا‭ ‬قدم‭ ‬أو‭ ‬كم‭ ‬تشريعا‭ ‬قد‭ ‬تبناه‭.‬

كثير‭ ‬هي‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬فيها‭ ‬النائب‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬برغبة‭ ‬أو‭ ‬بقانون‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عناء‭ ‬لأن‭ ‬نائبًا‭ ‬غيره‭ ‬قد‭ ‬أعده‭.‬

التحفظ‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬قياس‭ ‬أداء‭ ‬النائب‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬ليست‭ ‬بالكبيرة‭ (‬5‭ ‬أشهر‭) ‬وفي‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لعمل‭ ‬المجلس،‭ ‬فالعبرة‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬في‭ ‬النهايات‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬اللاعبين‭ ‬القديرين‭ ‬لا‭ ‬يكشفون‭ ‬أوراقهم‭ ‬من‭ ‬البداية‭.‬