مقدّم البلاغ ضده لا يعلم أي شيء عن الواقعة

براءة آسيوي من اختلاس 23 ألف من شركة تموين

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬زهير‭ ‬عبداللطيف‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ (‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية‭) ‬قضت‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬مستأنف‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أدين‭ ‬فيه‭ ‬آسيوي‭ ‬باختلاس‭ ‬مبلغ‭ ‬يصل‭ ‬لقرابة‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها،‭ ‬إذ‭ ‬حكمت‭ ‬عليه‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬وبإبعاده‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد،‭ ‬وقضت‭ ‬الاستئناف‭ ‬مجددا‭ ‬ببراءة‭ ‬موكله‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه؛‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬بالقضية‭ ‬يفيد‭ ‬باختلاسه‭ ‬للمبلغ‭ ‬المذكور‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عقد‭ ‬أمانة‭ ‬بينه‭ ‬والشركة‭.‬وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬الواقعة‭ ‬المسندة‭ ‬لموكله‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬أفاد‭ ‬موظفها‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬الموظف‭ ‬لديها‭ ‬اختلس‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬22‭ ‬ألفا‭ ‬و898‭ ‬دينارا‭ ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يسلمها‭ ‬للبرادات،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يستلم‭ ‬قيمتها‭ ‬نقدا‭ ‬ويختلسها‭ ‬لنفسه‭ ‬حتى‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2018‭.‬

فقضت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬غيابيا‭ ‬بحبسه‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬مع‭ ‬النفاذ،‭ ‬وأمرت‭ ‬بإبعاده‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬نهائيا‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة،‭ ‬فلم‭ ‬يرتض‭ ‬هذا‭ ‬القضاء‭ ‬فطعن‭ ‬عليه‭ ‬بالمعارضة،‭ ‬وقضت‭ ‬مجددا‭ ‬بقبول‭ ‬معارضته‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬برفضها‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المعارض‭ ‬فيه،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬طعن‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الماثل‭. ‬ودفع‭ ‬عبداللطيف‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬الأمانة،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬مستندات‭ ‬تفيد‭ ‬اختلاس‭ ‬المستأنف‭ ‬للمبالغ‭ ‬المدعى‭ ‬باختلاسها‭ ‬أو‭ ‬تسلمه‭ ‬للأموال‭ ‬من‭ ‬البرادات‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬الشركة‭ ‬أنه‭ ‬سلمها‭ ‬البضاعة‭. ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬بقضاء‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أنه‭ ‬“يكفي‭ ‬في‭ ‬المحاكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬أن‭ ‬يتشكك‭ ‬القاضي‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬التهمة‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬لكي‭ ‬بقضي‭ ‬له‭ ‬بالبراءة”،‭ ‬وأنها‭ ‬لما‭ ‬محصت‭ ‬واقعة‭ ‬الدعوى‭ ‬وأحاطت‭ ‬بظروفها‭ ‬وبأدلة‭ ‬الثبوت‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬عليها‭ ‬الاتهام‭ ‬ووازنت‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬أدلة‭ ‬النفي،‭ ‬رجحت‭ ‬دفاع‭ ‬المتهم‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬العبرة‭ ‬في‭ ‬الإثبات‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الجنائية‭ ‬هي‭ ‬باقتناع‭ ‬قاضي‭ ‬الدعوى‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬المطروحة‭ ‬عليه‭ ‬فيها،‭ ‬فهو‭ ‬يحكم‭ ‬بما‭ ‬يطمئن‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬عناصرها،‭ ‬وأن‭ ‬أدلة‭ ‬الاتهام‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬بأقوال‭ ‬موظف‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬المستأنف‭ ‬يعمل‭ ‬بالشركة‭ ‬وأنهم‭ ‬قد‭ ‬اكتشفوا‭ ‬استلامه‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬قيمة‭ ‬المبيعات‭ ‬للعملاء‭ ‬واختلسها‭ ‬لصالحه،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬استدعت‭ ‬المحكمة‭ ‬الشاهد‭ ‬لمناقشته،‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المستأنف‭ ‬سلم‭ ‬البضائع‭ ‬للبرادات‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعلم‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬استلم‭ ‬منها‭ ‬المبالغ‭ ‬قيمة‭ ‬البضائع‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬عندما‭ ‬خاطبتها‭ ‬المحكمة‭ ‬لتقديم‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬قيام‭ ‬المستأنف‭ ‬بتسليم‭ ‬البضائع‭ ‬للبرادات‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬واستلام‭ ‬المبالغ‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬الماثلة‭ ‬منها،‭ ‬وبعد‭ ‬انتظار‭ ‬لعدة‭ ‬جلسات‭ ‬تأجلت‭ ‬لهذا‭ ‬لسبب،‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬لم‭ ‬تتلق‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬منها‭. ‬وانتهت‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬صحة‭ ‬الاتهام‭ ‬المسند‭ ‬إلى‭ ‬المتهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬أنكر‭ ‬ارتكابه‭ ‬الواقعة،‭ ‬وأن‭ ‬دليل‭ ‬الاتهام‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬السالف‭ ‬بيانه‭ ‬جاء‭ ‬قاصرا‭ ‬عن‭ ‬بلوغ‭ ‬حد‭ ‬الكفاية؛‭ ‬لما‭ ‬أحاط‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬وأصابه‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تقضي‭ ‬معه‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬ببراءة‭ ‬المستأنف‭ ‬مما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭.‬