حركة انتقالات واسعة نحو اللاعبين الشباب

هل أدركت الأندية مكتسبات وفاعلية قانون “تحت 21”؟

| أحمد مهدي

تأتي‭ ‬حركة‭ ‬الانتقالات‭ ‬الصيفية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأندية‭ ‬البحرينية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬لتعطي‭ ‬انطباعا‭ ‬أكيدا‭ ‬ومؤشرا‭ ‬قويا‭ ‬على‭ ‬التوجه‭ ‬اللافت‭ ‬للأندية‭ ‬نحو‭ ‬اللاعبين‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭.‬

ولعل‭ ‬تهافت‭ ‬الأندية‭ ‬وتسابقها‭ ‬نحو‭ ‬الظفر‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬مع‭ ‬لاعب‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬العمر‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭ ‬يعطي‭ ‬انعكاسا‭ ‬لإدراك‭ ‬الأندية‭ ‬بالأهمية‭ ‬التي‭ ‬اكتساها‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬“تحت‭ ‬21”،‭ ‬والذي‭ ‬استحدثه‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬2017‭ - ‬2018،‭ ‬وواصل‭ ‬في‭ ‬تطبيقه‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬المنصرم‭ ‬2018‭ - ‬2019،‭ ‬وسيواصل‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬المقبل‭ ‬2019‭ - ‬2020‭.‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬كبير‭ ‬واعتراض‭ ‬شديد‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬حينما‭ ‬أقره‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الأولى،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬الأندية‭ ‬مستدركة‭ ‬الآثار‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والانعكاسات‭ ‬المميزة‭ ‬لتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬الكروي‭ ‬المحلي،‭ ‬حينما‭ ‬تمكن‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬بتطبيقه‭ ‬للقانون‭ ‬منح‭ ‬الفرصة‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬للبروز،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بانت‭ ‬قدراتهم‭ ‬وإمكاناتهم‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬للمنتخبات‭ ‬أو‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬خاصة‭ ‬فرق‭ ‬المقدمة‭ ‬منها‭ ‬التي‭ ‬تسابقت‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬لاعبين‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬الأولمبي‭ (‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭).‬

المكتسبات‭ ‬الإيجابية‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬قانون‭ (‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭) ‬سواء‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬أو‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬تعطي‭ ‬المجال‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬لتأكيد‭ ‬نجاح‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬توجهه،‭ ‬لدعم‭ ‬منتخباته‭ ‬وأنديته،‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬منحه‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬مثالية‭ ‬لمدربي‭ ‬المنتخبات‭ ‬والأندية،‭ ‬لمتابعة‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليهم‭ ‬بمنحهم‭ ‬الفرصة‭ ‬الكافية‭ ‬للعب‭ ‬ومقارعة‭ ‬من‭ ‬يفوقهم‭ ‬سنا‭ ‬وخبرة،‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬اللاعبون‭ (‬تحت‭ ‬21‭) ‬في‭ ‬مرصد‭ ‬مختلف‭ ‬الأندية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬فرق‭ ‬المقدمة‭.‬

الحركة‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭ ‬أكدت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الشك‭ ‬إلى‭ ‬فاعلية‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬لقيه‭ ‬من‭ ‬اعتراض‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإدارية‭ ‬والفنية،‭ ‬لكن‭ ‬استمراريته‭ ‬من‭ ‬موسم‭ ‬لآخر‭ ‬أكد‭ ‬مفعوله‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المنتخبات‭ ‬والأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬بتزويدها‭ ‬بلاعبين‭ ‬مميزين‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬بصمتهم‭ ‬وتركها‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يهيئ‭ ‬المجال‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬مختلفة‭.‬

فعدد‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬الاحتراف‭ ‬الخارجي‭ ‬بما‭ ‬أبرزوه‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬عالية‭ ‬ومستويات‭ ‬متميزة،‭ ‬كما‭ ‬تمكن‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬بعيدا‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الفترات‭ ‬السابقة،‭ ‬معززا‭ ‬بذلك‭ ‬خيارات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المنتخبات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬منح‭ ‬اللاعبين‭ ‬أيضا‭ ‬فرصة‭ ‬الانتقال‭ ‬وخوض‭ ‬تجارب‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬محلية‭ ‬غير‭ ‬أنديتهم‭ ‬الأم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬نجحت‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬لخدماتهم‭ ‬محافظة‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬التمست‭ ‬تطورا‭ ‬لافتا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬سواء‭ ‬باللعب‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الخارجية،‭ ‬كما‭ ‬أظهره‭ ‬بعض‭ ‬اللاعبون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركاتهم‭ ‬الخارجية‭ ‬مع‭ ‬أنديتهم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬فرص‭ ‬ابتعاد‭ ‬اللاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬فرصة‭ ‬كافية‭ ‬لتمثيل‭ ‬الفريق‭ ‬الأول،‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬أوجده‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬مميزة،‭ ‬لظهور‭ ‬لاعبين‭ ‬جددا‭ ‬وبإمكانات‭ ‬عالية‭ ‬أيضا‭.‬

جميع‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬تؤكد‭ ‬الانعكاسات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬قانون‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما،‭ ‬وبدأت‭ ‬تدركه‭ ‬الأندية‭ ‬موجهة‭ ‬بوصلتها‭ ‬للاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬لبنة‭ ‬أساسية‭ ‬لخدمة‭ ‬فرقهم‭ ‬الأولى‭ ‬ومنتخباتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وأعلن‭ ‬نادي‭ ‬الرفاع‭ ‬حديثا‭ ‬عن‭ ‬ضمه‭ ‬لاعب‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬ونادي‭ ‬المالكية‭ ‬المهاجم‭ ‬البارز‭ ‬سيد‭ ‬هاشم‭ ‬عيسى،‭ ‬كما‭ ‬ضم‭ ‬المحرق‭ ‬3‭ ‬صفقات‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬لاعبي‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬وهم‭:‬لاعب‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬أحمد‭ ‬صالح،‭ ‬لاعب‭ ‬الشباب‭ ‬حسين‭ ‬جميل‭ ‬ولاعب‭ ‬سترة‭ ‬حسن‭ ‬الكراني،‭ ‬كما‭ ‬يضم‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬تشكيلته‭ ‬محترفان‭ ‬بالخارج‭ ‬وهما‭ ‬لاعب‭ ‬بوهيميانزبراغ‭ ‬التشيكي‭ ‬محمد‭ ‬مرهون،‭ ‬ومحمد‭ ‬الحردان‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬فريقي‭ ‬ايغنياكوس‭ ‬اليوناني‭ ‬وفايله‭ ‬الدانماركي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أحمد‭ ‬الشروقي‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬فريق‭ ‬بيركركارا‭ ‬المالطي،‭ ‬وهو‭ ‬النادي‭ ‬الذي‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬حسين‭ ‬جميل‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬أيضا‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬طبق‭ ‬مشاركة‭ ‬اللاعبين‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬موسمين‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭: ‬الأول‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬2017‭ - ‬2018،‭ ‬وكان‭ ‬القانون‭ ‬يشمل‭ ‬معيارين‭ ‬هما‭:‬المعيار‭ ‬الأول‭: ‬10‭ % (‬162‭ ‬دقيقة‭) ‬مجموع‭ ‬مشاركة‭ ‬لاعبين‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬عاما‭ ‬بحرينيي‭ ‬الجنسية‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬الموسم،‭ ‬أما‭ ‬المعيار‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭: ‬50‭ % (‬810‭ ‬دقائق‭) ‬مجموع‭ ‬مشاركة‭ ‬لاعب‭ ‬تحت‭ ‬21‭ ‬سنة‭ ‬بحريني‭ ‬الجنسية‭. ‬وجاء‭ ‬التطبيق‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬المنصرم‭ ‬2018‭ - ‬2019،‭ ‬وذلك‭ ‬بمعيار‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬أي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬بما‭ ‬مجموعه‭ ‬1000‭ ‬دقيقة‭ ‬لكل‭ ‬ناد‭.‬