إشادة دولية بجهود المؤسسة في دعم السلام والحفاظ على الحضارات

منتدى البابطين العالمي لثقافة السلام بلاهاي

| إعداد: أسامة الماجد

أقامت‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬السلام‭ ‬بمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بلاهاي‭ ‬“هولندا”‭ ‬بتاريخ‭ ‬13‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬لثقافة‭ ‬السلام‭ ‬بحضور‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬وأكاديمية‭ ‬وثقافية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وناقش‭ ‬المنتدى‭ ‬محورين‭ ‬هما””تدريس‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام”‭ ‬و”حماية‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬العالمي”‭ ‬بمشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬

اشتمل‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬ممثلة‭ ‬الحكومة‭ ‬الهولندية‭ ‬ووكيلة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬جوك‭ ‬برندت‭ ‬وكلمة‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬السلام‭ ‬ايريك‭ ‬باديتس‭ ‬وكلمة‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬البابطين‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬وأخيرا‭ ‬كلمة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬تركي‭ ‬الفيصل‭. ‬

بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عقدت‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬وكانت‭ ‬بعنوان‭ ‬“‭ ‬التعليم‭ ‬وحماية‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي”‭ ‬وأدار‭ ‬الجلسة‭ ‬رئيس‭ ‬البوسنة‭ ‬والهرسك‭ ‬الأسبق‭ ‬الحارث‭ ‬سيلايجيتش،‭ ‬أما‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية‭ ‬فحملت‭ ‬عنوان‭ ‬“حماية‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬بالعراق‭ ‬واليمن”‭ ‬ومن‭ ‬المتحدثون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬رئيسة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وعدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الضيوف‭ ‬وأدارها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭ ‬الأسبق‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬صباح‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭. ‬

 

البحرين‭ ‬أولت‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الاهتمام‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي

أشارت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬والتراثية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تواجه‭ ‬أوضاعا‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬ذاكرتها‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تفقد‭ ‬رويدا‭ ‬رويدا‭ ‬جزءا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬ملامحها‭. ‬

وقالت‭: ‬“في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أولينا‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الاهتمام‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬والطبيعي،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬حيث‭ ‬تلتزم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بجميع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬لحماية‭ ‬وحفظ‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المنقول‭ ‬وغير‭ ‬المنقول،‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي،‭ ‬بل‭ ‬تهتم‭ ‬البحرين‭ ‬بالتراث‭ ‬المادي‭ ‬والثقافي‭ ‬العالمي‭ ‬وبالأخص‭ ‬المتواجد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي”،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬واليونسكو‭ ‬والهيئات‭ ‬الاستشارية‭ ‬التابعة‭ ‬لها،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬للتراث‭ ‬العالمي‭ ‬التابع‭ ‬لليونسكو‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬والذي‭ ‬يحاول‭ ‬اتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬المهمة‭ ‬بشأن‭ ‬تقديم‭ ‬المعونات‭ ‬اللازمة‭ ‬للمواقع‭ ‬المتضررة‭ ‬بفعل‭ ‬الصراعات‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وأضافت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬حماية‭ ‬لمدينة‭ ‬زبيد‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬المعرضة‭ ‬للخطر،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬المملكة‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬لجزيرة‭ ‬سقطرى‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬عام‭ ‬2018م‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬الأرخبيل‭ ‬اليمني‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬أعدادا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬النباتية‭ ‬والحيوانية‭ ‬النادرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

الجلسة‭ ‬الثالثة‭ ‬والأخيرة‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭ ‬“‭ ‬تنمية‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم‭ ‬بحمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى”‭ ‬بإدارة‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬عبدالقوي‭ ‬احمد‭ ‬سيف‭ ‬بمشاركة‭ ‬رؤساء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬كمالطا‭ ‬وتركيا‭ ‬وجمهورية‭ ‬افريقيا‭ ‬الوسطى‭.‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬تلخيص‭ ‬لأهم‭ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى‭.‬

 

القضاء‭ ‬على‭ ‬الاتجار‭ ‬بالتراث

ممثلة‭ ‬الحكومة‭ ‬الهولندية‭ ‬وكيلة‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬جوك‭ ‬برندت‭ ‬رحبت،‭ ‬باسم‭ ‬الحكومة‭ ‬الهولندية‭ ‬بالحضور‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬مدينة‭ ‬لاهاي‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬المميز‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬مكانة‭ ‬تاريخية،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬مركزا‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬وكلية‭ ‬القانون‭ ‬الدولية‭ ‬والعاصمة،‭ ‬وأشادت‭ ‬بتوقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬حماية‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬لحماية‭ ‬الثقافة‭ ‬الفكرية‭ ‬والتراثية‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬–‭ ‬بعد‭ ‬الحربين‭ ‬العالمتين‭- ‬لحماية‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬لاهاي،‭ ‬مقر‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬وتم‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬لتسببهم‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬التراث‭ ‬العالمي،‭ ‬كما‭ ‬نوهت‭ ‬بإسهام‭ ‬هولندا‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الاتجار‭ ‬بالتراث،‭ ‬ودعمها‭ ‬لعدة‭ ‬مشاريع‭ ‬لحماية‭ ‬التراث،‭ ‬وتأمل‭- ‬هولندا‭- ‬ان‭ ‬تنضم‭ ‬إليها‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وأكدت‭ ‬برندت‭ ‬ان‭ ‬المباني‭ ‬التاريخية‭ ‬والأرشيف‭ ‬يشكلان‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬لنا‭ ‬ويساعدانا‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬المستقبل‭ ‬وبناء‭ ‬الهوية‭.‬

‭ ‬وقالت‭ ‬ان‭ ‬“داعش”‭ ‬قامت‭ ‬بتدمير‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الأمور،‭ ‬لذلك‭ ‬نأمل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحكومة‭ ‬الهولندية‭ ‬للصناديق‭ ‬المالية‭ ‬ومعنا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬لحماية‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يشكل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لحماية‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭.‬

 

بناء‭ ‬قصر‭ ‬السلام‭ ‬كان‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬الثري‭ ‬كارنيغي

‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬إيريك‭ ‬دي‭ ‬باديتس،‭ ‬أهمية‭ ‬المنتدى‭ ‬ومشاركة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والقادة‭ ‬والمشاركين‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬للعالم‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دولها،‭ ‬موضحا‭ ‬دور‭ ‬السلام‭ ‬لتهدئة‭ ‬الأوضاع،‭ ‬وأضاف‭: ‬لن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬الكثيرين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مصدر‭ ‬الخلافات،‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬أنه‭ ‬مصدر‭ ‬الإلهام،‭ ‬وأشار‭ ‬لدعوة‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للقادة‭ ‬الروحيين‭ ‬لمناقشة‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وأوضح‭ ‬باديتس‭ ‬انهم‭ ‬يتحدثون‭ ‬يوميا‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬داخل‭ ‬مقر‭ ‬المؤسسة‭ ‬بالمحكمة،‭ ‬لإيجاد‭ ‬طرق‭ ‬سلمية‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات،‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الدولية‭ ‬وبناء‭ ‬قصر‭ ‬السلام‭ ‬كان‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬الثري‭ ‬كارنيغي،‭ ‬الذي‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مكتبة‭ ‬للسلام‭ ‬وتبرع‭ ‬بكامل‭ ‬ثروته‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬ويعد‭ ‬الهولندي‭ ‬الوحيد‭ ‬الحائز‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام،‭ ‬وتحوي‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬منشور‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬أكاديمية‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬لاهاي‭ ‬تستضيف‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الألف‭ ‬طالب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬القانوني‭.‬

‭ ‬واختتم‭ ‬كلمته‭ ‬متمنيا‭ ‬ان‭ ‬يعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭.‬

المنتدى‭ ‬فاتحة‭ ‬لبداية‭ ‬مسار‭ ‬عمل

أما‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬الثقافية،‭ ‬الشاعر‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬البابطين‭ ‬بالحضور‭ ‬فقد‭ ‬رحب‭ ‬بالحضور،‭ ‬وأكد‭ ‬ان‭ ‬المنتدى‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬مؤسسة‭ ‬البابطين،‭ ‬والجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للسلام،‭ ‬واللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الأحمر،‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر،‭ ‬وجامعة‭ ‬ليدن،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬كارنيغي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬جاء‭ ‬بمباركة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬قائد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬الذي‭ ‬نسير‭ ‬على‭ ‬نهجه‭ ‬ونتبع‭ ‬رؤيته‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬وأشار‭ ‬البابطين‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬المنتدى‭ ‬ثمرة‭ ‬مبادرة‭ ‬مؤسسة‭ ‬البابطين‭ ‬حول‭ ‬“ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أمن‭ ‬أجيال‭ ‬المستقبل”‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬جلستين‭ ‬متتاليتين‭ ‬إلى‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بهدف‭ ‬تدريس‭ ‬مبادئ‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬الحضانة‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬المؤسسة‭ ‬“المنهج‭ ‬الممنهج”‭ ‬الذي‭ ‬أُعدَّ‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬دولية‭ ‬وخبراء‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬وبلغ‭ ‬عددها‭ ‬17‭ ‬منهجا،‭ ‬وتمت‭ ‬الموافقة‭ ‬عليها‭ ‬وإقرارها‭ ‬بالإجماع‭.‬

وأضاف‭ ‬البابطين‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬فاتحة‭ ‬لبداية‭ ‬مسار‭ ‬عمل،‭ ‬آملا‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬تضمين‭ ‬هذه‭ ‬المناهج‭ ‬السبعة‭ ‬عشرة‭ ‬في‭ ‬مناهجها‭ ‬التعليمية،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬استعداد‭ ‬المؤسسة‭ ‬للمساعدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬وعدد‭ ‬البابطين‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬دورات‭ ‬وندوات‭ ‬المؤسسة‭ ‬حول‭ ‬“حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأديان”‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬والعواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬والعربية،‭ ‬بحضور‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬وفكرية‭ ‬وإعلامية‭ ‬بارزة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وذكر‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬إرساء‭ ‬مبدأ‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأديان‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬انهاء‭ ‬النزاعات‭ ‬المذهبية‭ ‬والعرقية‭ ‬وإعلاء‭ ‬قيم‭ ‬الحق‭ ‬والتعاون‭ ‬والسلم‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭.‬

‭ ‬وناشد‭ ‬البابطين‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬كائنات‭ ‬للسلام،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬إنسانية‭ ‬الإنسان‭ ‬وقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجفيف‭ ‬منابع‭ ‬الإرهاب‭ ‬والظلم،‭ ‬كالظلم‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬اننا‭ ‬خلقنا‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تعمير‭ ‬الأرض‭ ‬وحماية‭ ‬من‭ ‬عليها‭ ‬وليس‭ ‬لتدميرها‭ ‬بالأسلحة‭.‬

 

نأمل‭ ‬أن‭ ‬يؤتي‭ ‬الحديث‭ ‬ثماره

‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬شكر‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأمير‭ ‬تركي‭ ‬الفيصل‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬جهود‭ ‬مؤسسة‭ ‬البابطين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬وقال‭: ‬نأمل‭ ‬ان‭ ‬يؤتي‭ ‬الحديث‭ ‬ثماره‭ ‬ويعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

 

المنتدى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الكويتية‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬قضايا‭ ‬السلام

وصف‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الأسبق‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬عمرو‭ ‬موسى‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬لثقافة‭ ‬السلام‭ ‬بالمهم‭ ‬للغاية‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬سامية‭ ‬تخدم‭ ‬البشرية‭ ‬

وقال‭ ‬موسى‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬المفيد‭ ‬يمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الكويتية‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬قضايا‭ ‬السلام‭ ‬دائما‭ ‬وابدا‭. ‬

وأعرب‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام،‭ ‬

وأشاد‭ ‬بجهود‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬حوار‭ ‬السلام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحضارات‭ ‬والمجتمعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬سلام‭ ‬دائم‭.‬

 

ضرورة‭ ‬إنشاء‭ ‬مجتمعات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬العدالة

شدد‭ ‬رئيس‭ ‬مالطا‭ ‬جورج‭ ‬فيلا‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬اكتشاف‭ ‬سبل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬وفلسطين‭ ‬والتوترات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭.‬

وقال‭ ‬فيلا‭ ‬إن‭ ‬“السلام‭ ‬الدائم‭ ‬يعني‭ ‬تحديد‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للصراعات‭ ‬والعنف‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها”‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬“إنشاء‭ ‬مجتمعات‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬العدالة‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وكرامة”‭.‬

ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعليم‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬يعترف‭ ‬بقيمة‭ ‬التفاهم‭ ‬والحوار،‭ ‬كما‭ ‬عرض‭ ‬فيلا‭ ‬استضافة‭ ‬بلاده‭ ‬للنسخة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬والتي‭ ‬لاقت‭ ‬قبولا‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬المنتدى‭.‬

 

جهود‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي

وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬ووزير‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬الكويتي‭ ‬محمد‭ ‬الجبري‭ ‬وقال‭ ‬ان‭ ‬الكويت‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬رأي‭ ‬وكل‭ ‬توجه‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬صيغة‭ ‬تعليمية‭ ‬فاعلة‭ ‬نربي‭ ‬عليها‭ ‬الأجيال‭ ‬ونجعل‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬سلوكا‭ ‬لهم‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬مؤسسة‭ ‬البابطين‭ ‬الثقافية‭ ‬تقوم‭ ‬بجهود‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬لإشاعة‭ ‬مبادئ‭ ‬السلام‭ ‬وترسيخ‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬وروح‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭. ‬

 

البابطين‭ ‬يشكر‭ ‬المتحدثين‭ ‬والمشاركين

أعرب‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سعود‭ ‬البابطين‭ ‬الثقافية‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬للمشاركين‭ ‬والحضور‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬لثقافة‭ ‬السلام‭.‬

وقال‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬البابطين‭..‬إن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حضر‭ ‬أو‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬أو‭ ‬اهتم‭ ‬في‭ ‬نشره‭ ‬إعلاميا‭ ‬قد‭ ‬أثرى‭ ‬جلسات‭ ‬المنتدى‭ ‬وأضاف‭ ‬إليها‭ ‬زخماً‭ ‬معرفياً‭ ‬نابعاً‭ ‬من‭ ‬يقينه‭ ‬بأهمية‭ ‬تكريس‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وأشاد‭ ‬البابطين‭ ‬بالأطروحات‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬وصناع‭ ‬الرأي‭ ‬والقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أمله‭ ‬بأن‭ ‬يسهموا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬مناهج‭ ‬السلام‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬المؤسسة‭ ‬لخدمة‭ ‬البشرية‭ ‬وغرس‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬الحضانة‭ ‬وحتى‭ ‬الجامعة‭.‬

وقال‭ ‬البابطين‭: ‬لقد‭ ‬تلمسنا‭ ‬جدياً‭ ‬الرغبة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والشغف‭ ‬الكبير‭ ‬لدى‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬المنتدى،‭ ‬فقد‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬إيصال‭ ‬صوتنا‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬عن‭ ‬مأساوية‭ ‬الحروب‭ ‬وضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وحماية‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬العالمي‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬تصريحه‭ ‬شكر‭ ‬البابطين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬من‭ ‬متحدثين‭ ‬وحضور‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي‭ ‬المخلص‭ ‬الذي‭ ‬بذلوه‭ ‬يقيناً‭ ‬منهم‭ ‬بالرسالة‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬المؤسسة‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬مشروعاً‭ ‬تسعى‭ ‬بما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬على‭ ‬استكماله‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كي‭ ‬يعم‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭.‬