تشريع لحصر 35 وظيفة للبحرينيين... و “LMRA” لا تقوم بعملها

السلوم: سوق العمل بحاجة إلى 50 ألف محاسب

| ليلى مال الله | تصوير: خليل إبراهيم

قال‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬السلوم‭ ‬إن‭ ‬مبادرته‭ ‬بحصر‭ ‬إعداد‭ ‬المتفوقين‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الخامسة‭ ‬بالعاصمة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توجيههم‭ ‬إلى‭ ‬التخصصات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬السوق‭ ‬الجديدة‭ ‬وربطها‭ ‬بمستقبل‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المتفوقين‭ ‬في‭ ‬شهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬العامة‭ ‬والثانوية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬متفوق‭ ‬تجاوزت‭ ‬معدلاتهم‭ ‬90‭ %‬،‭ ‬بينهم‭ ‬190‭ ‬طالبا‭ ‬متخرجا‭ ‬من‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وأن‭ ‬باب‭ ‬التسجيل‭ ‬المتفوقين‭ ‬مفتوح‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬أغسطس‭ ‬المقبل‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬توجهات‭ ‬المتفوقين‭ ‬في‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬ومتابعتهم‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬دراستهم‭ ‬المقبلة‭ ‬حتى‭ ‬تخرجهم‭ ‬من‭ ‬الجامعة؛‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والإخفاقات‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬دراسته‭ ‬واعتمادها‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬تطور‭ ‬لتشريع‭ ‬يرتقي‭ ‬بالتعليم‭ ‬ومحاسبة‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬لتحسين‭ ‬التعليم‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬المتفوقين‭ ‬بالمرحلتين‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬توجيههم‭ ‬للتخصصات‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬تعطلهم،‭ ‬ولنكون‭ ‬بالقرب‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬ونطمح‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬الخريجين‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬دراستهم‭ ‬الجامعية‭ ‬لحين‭ ‬توظفهم‭.‬

وتابع‭: ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬حصر‭ ‬مشكلات‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬الجامعة‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬بما‭ ‬يتناسق‭ ‬مع‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وموزانة‭ ‬الأمور‭ ‬جميعها‭ ‬لتقليل‭ ‬البطالة،‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬طالب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬بعثة‭ ‬أو‭ ‬طلاب‭ ‬يتخرجون‭ ‬بمخرجات‭ ‬متواضعة‭.‬

كسب‭ ‬المهارات

وقال‭ ‬السلوم‭ ‬إن‭ ‬خريجي‭ ‬الإعدادية‭ ‬يحتاجون‭ ‬توجيههم‭ ‬للتخصصات‭ ‬الأفضل،‭ ‬والتي‭ ‬تفتح‭ ‬لهم‭ ‬مجالا‭ ‬أوسع‭ ‬للتخصص‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬بعد‭ ‬الثانوية‭.‬

وتابع‭: ‬نطمح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬الحكومي‭ ‬مثل‭ ‬الثانوي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬بمسار‭ ‬واحد‭ ‬ليكون‭ ‬لتخصص‭ ‬الجامعي‭ ‬أوسع‭ ‬مجالات،‭ ‬فتكون‭ ‬المواد‭ ‬العملية‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬تتبعها‭ ‬المواد‭ ‬التجارية‭ ‬والأدبية‭ ‬لتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬مجالات‭ ‬لكسب‭ ‬المهارات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬تخصصا‭ ‬يحصره‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬التخصص‭ ‬العملي‭ ‬مهم‭ ‬ولا‭ ‬يقل‭ ‬عنه‭ ‬أهمية‭ ‬التخصص‭ ‬الصناعي‭ ‬الذي‭ ‬يكلف‭ ‬3200‭ ‬دينار،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يكلف‭ ‬الطالب‭ ‬العلمي‭ ‬2200‭ ‬دينار،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬التخصصات‭ ‬مع‭ ‬العلمي‭ ‬لإعطائهم‭ ‬فرصة‭ ‬أكبر‭ ‬لتنوع‭ ‬التخصص‭ ‬الجامعي‭.‬

وقال‭: ‬ندرس‭ ‬فكرة‭ ‬تغيير‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المدراس‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬نموذجية‭ ‬لها‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مستقل‭ ‬تأسس‭ ‬مناهجها‭ ‬وتطور‭ ‬من‭ ‬نظامها‭ ‬ذاتيا؛‭ ‬لكسب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب،‭ ‬فلا‭ ‬يحصر‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬منطقته،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬تنافسية‭ ‬بين‭ ‬المدارس‭ ‬لتقديم‭ ‬التعليم‭ ‬الأجود‭.‬

194‭ ‬عاطلا

وقال‭ ‬السلوم‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الذين‭ ‬راجعوا‭ ‬مكتبه‭ ‬194‭ ‬عاطلا‭ ‬تقريبا‭ ‬أغلبهم‭ ‬دون‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬وظائف‭ ‬بسيطة،‭ ‬وبدورنا‭ ‬نجد‭ ‬الوظائف‭ ‬لهم‭ ‬وحثهم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬ذواتهم‭ ‬لاستكمال‭ ‬تعليمهم‭ ‬والالتحاق‭ ‬بالمعاهد‭ ‬المهنية‭ ‬لاكتساب‭ ‬الخبرة‭ ‬والعمل‭ ‬بها‭. ‬

ولفت‭ ‬السلوم‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬تستوعبها‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بتغيراتها‭ ‬الجديدة‭ ‬هي‭ ‬التخصصات‭ ‬التقنية‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمحاسبة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وظيفة‭ ‬المحاسبة‭ ‬عاشت‭ ‬ركودا‭ ‬وتعطلا‭ ‬الخريجين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬“القيمة‭ ‬المضافة”،‭ ‬فالبحرين‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬محاسب‭ ‬لتدقيق‭ ‬حسابات‭ ‬سجلات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬وتابع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحاجة‭ ‬ستفتح‭ ‬المجال‭ ‬لشركات‭ ‬تدقيق‭ ‬جديدة‭ ‬توظف‭ ‬مدققين‭ ‬ومحاسبين‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬“القيمة‭ ‬المضافة”‭ ‬ستعدل‭ ‬بوصلة‭ ‬السوق‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتجار،‭ ‬وستنعش‭ ‬توظيف‭ ‬المحامين‭ ‬والمحصلين‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الانفتاحات‭ ‬والاتفاقات‭ ‬التي‭ ‬توقعها‭ ‬المملكة‭.‬

وكشف‭ ‬السلوم‭ ‬أنه‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬إعداد‭ ‬تشريع‭ ‬لحصر‭ ‬35‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬ذات‭ ‬رواتب‭ ‬مرتفعة‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬فقط،‭ ‬أسوة‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬أهما‭ ‬التمريض‭ ‬والمهندسون‭ ‬والأطباء‭ ‬والفنيون‭ ‬ومساعدو‭ ‬الأطباء‭ ‬والمحاسبون‭ ‬والمحامون‭ ‬المعلمون‭ ‬ومعلمو‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭.‬

وتابع‭ ‬السلوم‭ ‬هدفنا‭ ‬أن‭ ‬نصلح‭ ‬ونوازن‭ ‬عبر‭ ‬دراسة‭ ‬بين‭ ‬حاجة‭ ‬القطاعين‭ ‬للموظفين‭ ‬وتخصصات‭ ‬الخريجين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬والأطراف‭ ‬الحكومية،‭ ‬بحيث‭ ‬إن‭ ‬القانون‭ ‬يوظف‭ ‬البحرينيين‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬وارتفاع‭ ‬العوائد‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬وظيفة‭ ‬يشغلها‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سنعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشغل‭ ‬20‭ % ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬بحرينيين،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬وظيفة‭. ‬

رسم‭ ‬السياسات

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬ستعرض‭ ‬في‭ ‬الأدوار‭ ‬المقبلة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬“بدأنا‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬السابق‭ ‬بخطوة‭ ‬جديدة،‭ ‬وهي‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬ولا‭ ‬نزال‭ ‬نجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬ودراسة‭ ‬الوظائف‭ ‬والرواتب”‭.‬

وقال‭ ‬السلوم‭ ‬إنه‭ ‬حسب‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬معلمي‭ ‬الكيمياء‭ ‬والأحياء‭ ‬والرياضيات‭ ‬واللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬مما‭ ‬يضطر‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمدرسين‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التخصصات‭ ‬والأغلب‭ ‬المتعطلين‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬تشبع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬التوجيه‭ ‬وتخصصاتهم‭ ‬الرياضة‭ ‬والتاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وأكد‭ ‬السلوم‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لم‭ ‬تمارس‭ ‬عملها‭ ‬الذي‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬فأساس‭ ‬إصلاح‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬هي‭ ‬الهيئة‭ ‬المكلف‭ ‬برسم‭ ‬السياسات‭ ‬“لتمكين”‭ ‬لتهيئ‭ ‬الخريجين‭ ‬لاستيعابهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وحصر‭ ‬الوظائف‭ ‬ذات‭ ‬الرواتب‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وتبني‭ ‬خطة‭ ‬لإحلالها‭ ‬للبحريني‭.‬

وتابع‭ ‬لا‭ ‬نزال‭ ‬نتابع‭ ‬ممارسات‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق،‭ ‬وهو‭ ‬سنعمل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬القادم‭ ‬لتصحيح‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭.‬