غرفة التجارة بحثت مشاركتهم الاقتصادية في ندوة جامعة

متقاعدون: أين نستثمر؟ نخشى المخاطرة

| علي الفردان من المنامة

عقدت‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬ندوة‭ ‬ناقشت‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للذين‭ ‬قاموا‭ ‬بالتقاعد‭ ‬الطوعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬طرحته‭ ‬الحكومة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬والذي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬تقاعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬موظف‭ ‬حكومي‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬وسيطرت‭ ‬على‭ ‬الندوة‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتقاعدين‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬ماهي‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬عليهم‭ ‬التوجه‭ ‬لها،‭ ‬وهل‭ ‬ينبغي‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مجالات‭ ‬عملهم‭ ‬وخبرتهم‭ ‬السابقة‭ ‬أم‭ ‬التوجه‭ ‬لقطاعات‭ ‬جديدة‭ ‬تدر‭ ‬عليهم‭ ‬أرباحا‭ ‬وتحسن‭ ‬من‭ ‬دخلهم‭ ‬وتجعلهم‭ ‬مساهمين‭ ‬اقتصادياً،‭ ‬وهل‭ ‬عليهم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬شريك‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخاص؟

وظل‭ ‬هاجس‭ ‬المخاطرة‭ ‬والمغامرة‭ ‬بالمدخرات‭ ‬التقاعدية‭ ‬هاجسا‭ ‬للأغلبية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬طالبوا‭ ‬فيه‭ ‬بمشروع‭ ‬ملموس‭ ‬تقدمه‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬التجارة،‭ ‬إذ‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ (‬بحسب‭ ‬قولهم‭) ‬المعرفة‭ ‬الكافية‭ ‬بظروف‭ ‬السوق‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭.‬

تعريف‭ ‬المتقاعدين‭ ‬بالفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أفاد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬باسم‭ ‬الساعي،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬مسؤولاً‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬وأحد‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروفين،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬الغرفة‭ ‬لتعريف‭ ‬المتقاعدين‭ ‬بالفرص‭ ‬المتاحة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬يحتاج‭ ‬“إلى‭ ‬شغف‭ ‬وحب”‭ ‬للعمل‭ ‬وبحسب‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬سيقدم‭ ‬عليه‭ ‬المتقاعد،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬ليس‭ ‬إجبار‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬التوجه‭ ‬لريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬وفتح‭ ‬مشروعات‭ ‬خاصة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مهيأة‭ ‬تماماً‭ ‬لمساعدة‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬البنوك‭ ‬التنموية‭ ‬مثل‭ ‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬والأسرة‭ ‬والإبداع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭) ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المسرعات‭ ‬وحاضنات‭ ‬الأعمال،‭ ‬إذ‭ ‬توفر‭ ‬المملكة‭ ‬البيئة‭ ‬الأكثر‭ ‬احتضاناً‭ ‬لريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭. ‬وقال‭ ‬الساعي‭ ‬“‭ ‬قد‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬الحصان‭ ‬إلى‭ ‬الماء،‭ ‬لكنك‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تجبره‭ ‬على‭ ‬الشرب”‭.‬

وأشار‭ ‬الساعي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬متاحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬تحديد‭ ‬أي‭ ‬القطاعات‭ ‬هي‭ ‬الأنسب‭ ‬للمتقاعد،‭ ‬فهو‭ ‬عليه‭ ‬اختيار‭ ‬ما‭ ‬يناسبه‭.‬

البحث‭ ‬عن‭ ‬مخاطر‭ ‬أقل‭ ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬فهمي‭ ‬بقلاوة‭ ‬إن‭ ‬مفهوم‭ ‬ريادة‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬مخاطر‭ ‬لكن‭ ‬المتقاعدين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬مخاطر‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬الاعتيادي‭.‬

ورد‭ ‬عليه‭ ‬باسم‭ ‬الساعي‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأعمال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مقدار‭ ‬تحمل‭ ‬معين‭ ‬للمخاطرة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬تجاري‭ ‬بحسب‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭.‬

أما‭ ‬مؤسس‭ ‬ومدير‭ ‬عام‭ ‬“ون‭ ‬جي‭ ‬سي‭ ‬سي”‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬متحدثاً‭ ‬في‭ ‬الندوة،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬جبان‭ ‬بطبيعته،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬شريك‭ ‬مناسب‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬الداعمة‭ ‬مثل‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”‭.‬

أما‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬أحمد‭ ‬البنخليل‭ ‬فقدم‭ ‬نصيحة‭ ‬إلى‭ ‬المتقاعدين‭ ‬الذين‭ ‬غصت‭ ‬بهم‭ ‬قاعة‭ ‬اجتماعات‭ ‬الغرفة،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى‭ ‬اقتصادية‭ ‬قبل‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬قائلا‭ ‬“‭ ‬لا‭ ‬تضعوا‭ ‬بيضكم‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬واحدة”‭.‬

الشراكة‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬

واقترح‭ ‬البنخليل‭ ‬على‭ ‬المتقاعدين‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬بينهم‭ ‬يساهم‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬بنسبة‭ ‬من‭ ‬مدخراته‭ ‬التقاعدية‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬يمكن‭ ‬جمع‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بسهولة‭ ‬وعمل‭ ‬مشروع،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬ودراسة‭ ‬وافية‭.‬

أما‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬التعليم‭ ‬بالغرفة‭ ‬فاطمة‭ ‬الكوهجي،‭ ‬فوجهت‭ ‬البوصلة‭ ‬باتجاه‭ ‬آخر،‭ ‬حين‭ ‬نوهت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تنسيق‭ ‬مع‭ ‬العائلة‭ ‬وأخذ‭ ‬رأيها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬هي‭ ‬المعنية‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬بتقاعد‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬عمله‭.‬