البداية برحيل ابنَي كويد وتلاهما ميثم و“برونو” وأسماء أخرى

هل انتهت سنين العز للزعيم المنامي؟

| علي مجيد

يبدوا‭ ‬أن‭ ‬سنين‭ ‬العز‭ ‬والليال‭ ‬الملاح‭ ‬قد‭ ‬شارفت‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لزعيم‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬البحرينية‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬نادي‭ ‬المنامة،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يفقد‭ ‬بريقه‭ ‬وبدأت‭ ‬مشاكله‭ ‬تطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬النادي‭ ‬يُضرب‭ ‬به‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬احترافية‭ ‬عمله‭ ‬ومعاملته‭ ‬مع‭ ‬منتسبيه‭.‬

ودون‭ ‬شك‭ ‬فإن‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬مولد‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬محليًا‭ ‬وخليجيًا،‭ ‬قد‭ ‬عجل‭ ‬بتفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإداري‭ ‬والفني،‭ ‬إذ‭ ‬رحل‭ ‬المدرب‭ ‬الأساسي‭ ‬عقيل‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬لمدرب‭ ‬مساعد‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي؛‭ ‬للتعاقد‭ ‬مع‭ ‬النويدرات‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الموسم‭ ‬المقبل،‭ ‬لتحدي‭ ‬المفاجأة‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬اللاعبين‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬التجديد‭ ‬لميثم‭ ‬جميل‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬نجوم‭ ‬الفريق،‭ ‬وتلتها‭ ‬المفاجأة‭ ‬الثانية‭ ‬بفض‭ ‬الارتباط‭ ‬بالنجم‭ ‬غير‭ ‬المحظوظ‭ ‬للإصابات‭ ‬محمد‭ ‬قربان‭ ‬“برونو”‭ ‬رغم‭ ‬بقاء‭ ‬موسم‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬عقده،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أسماء‭ ‬أخرى‭ ‬مطروحة‭ ‬للاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬المخصص‭ ‬المادي‭ ‬لها‭.‬

هناك‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬لهذا‭ ‬المنحدر‭ ‬المخيف،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نكرانها‭ ‬أبدًا‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬حاول‭ ‬عشاق‭ ‬وأنصار‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬تظليلها،‭ ‬وفي‭ ‬أولوياتها‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬المنامية‭ ‬قد‭ ‬عكفت‭ ‬في‭ ‬السنين‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬إبرام‭ ‬التعاقدات‭ ‬مع‭ ‬لاعبين‭ ‬محليين‭ ‬وأجانب‭ ‬بمبالغ‭ ‬خيالية‭ ‬ورواتب‭ ‬شهرية‭ ‬“يسيل‭ ‬لها‭ ‬اللعاب”‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬الإدارة‭ ‬نفسها‭ ‬لهذه‭ ‬المسألة‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬وما‭ ‬تنتجه‭ ‬من‭ ‬ضغط‭ ‬مهول‭ ‬على‭ ‬خزينة‭ ‬النادي؛‭ ‬كونها‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬أزهى‭ ‬أيامها‭ ‬وسنينها‭ ‬بحصد‭ ‬الألقاب‭ ‬بشكل‭ ‬متتالٍ‭.‬

خروج‭ ‬ابنَي‭ ‬كويد‭ ‬“محمد‭ ‬ويونس”‭ ‬من‭ ‬صفوف‭ ‬نادي‭ ‬المنامة‭ ‬يعتبر‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة،‭ ‬كونهما‭ ‬أثبتا‭ ‬مدى‭ ‬قوتهما‭ ‬ومكانتهما،‭ ‬بدليل‭ ‬تفوق‭ ‬الرفاع،‭ ‬المنتمي‭ ‬له‭ ‬الشقيقان،‭ ‬على‭ ‬نظيره‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬مواجهات‭ ‬الموسم‭ ‬المنصرم،‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬تمكن‭ ‬السماوي‭ ‬من‭ ‬تجريد‭ ‬الزعيم‭ ‬للقبيه‭ ‬دوري‭ ‬زين‭ ‬وكأس‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬قبل‭ ‬النهائي،‭ ‬و‭ ‬“مازاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة”،‭ ‬إخفاق‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬المنتظر‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬“لقب‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬للأندية”‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمني‭ ‬المناميين‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالتتويج‭ ‬به؛‭ ‬لنسيان‭ ‬مرارة‭ ‬الموسم‭ ‬التاريخي‭.‬

إذًا،‭ ‬عدم‭ ‬التجديد‭ ‬للبعض‭ ‬والاستغناء‭ ‬عن‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬تتبعها‭ ‬الإدارة‭ ‬المنامية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬تهدف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لتقليل‭ ‬الصرف‭ ‬المادي؛‭ ‬خصوصًا‭ ‬أنها‭ ‬لمست‭ ‬عدم‭ ‬تحقيقها‭ ‬للأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬بالموسم‭ ‬المنصرم،‭ ‬وهذا‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬الفريق‭ ‬التنافسية‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الموسم‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬رحيل‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬صفوفه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬لها‭ ‬ثقلها‭ ‬ووزنها‭ ‬الفني،‭ ‬وأيضًا‭ ‬لشراسة‭ ‬المنافسين‭ ‬وتربصهم‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السلاوي‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬لتعزيز‭ ‬صفوفها‭ ‬بأمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بانتداب‭ ‬الرفاع‭ ‬ابنَي‭ ‬كويد‭ ‬وتعاقد‭ ‬المنامة‭ ‬مع‭ ‬حسين‭ ‬شاكر‭.. ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬مطروحًا‭: ‬هل‭ ‬انتهت‭ ‬سنين‭ ‬العز‭ ‬للزعيم‭ ‬المنامي؟