الحكم على المتهم 10 يوليو المقبل

بحريني يزور توقيع طليقته ويستولي على سيارتيها

| عباس إبراهيم

حجزت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬متهم‭ ‬“58‭ ‬عاما”‭ ‬بتزوير‭ ‬استمارتي‭ ‬بيع‭ ‬سيارتين‭ ‬مملوكتين‭ ‬إلى‭ ‬طليقته،‭ ‬وذلك‭ ‬للنطق‭ ‬بالحكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬يوليو‭ ‬المقبل،‭ ‬فيما‭ ‬تطالب‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بإيقاع‭ ‬أقصى‭ ‬عقوبة‭ ‬عليه،‭ ‬والحكم‭ ‬بإلزامه‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التعويض‭ ‬المدني‭ ‬المؤقت‭ ‬مع‭ ‬احتفاظها‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬المبلغ‭ ‬بالزيادة‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلزامه‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬وأتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

كانت‭ ‬تفاجأت‭ ‬سيدة‭ ‬آسيوية‭ ‬“37‭ ‬عاما”‭ ‬بعد‭ ‬خلافات‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬وتطليقها‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬أن‭ ‬سيارتها‭ ‬التي‭ ‬اشترتها‭ ‬بأموالها‭ ‬وأخرى‭ ‬اشتراها‭ ‬إليها‭ ‬طليقها‭ ‬البحريني‭ ‬الجنسية‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬ملكيتهما‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬إلى‭ ‬ملكية‭ ‬طليقها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بإجراءات‭ ‬بيع‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬السيارتين،‭ ‬وبعرض‭ ‬إحدى‭ ‬استمارتي‭ ‬تحويل‭ ‬الملكية‭ ‬عليها‭ ‬أفادت‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تحررها‭ ‬وأن‭ ‬التوقيع‭ ‬المنسوب‭ ‬إليها‭ ‬مزور،‭ ‬وتقدمت‭ ‬ببلاغ‭ ‬جنائي‭ ‬ضد‭ ‬طليقها‭ ‬تتهمه‭ ‬بالتزوير‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬سيارتيها‭.‬

وقالت‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بلاغها‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬الزوجة‭ ‬الرابعة‭ ‬للمتهم،‭ ‬وأثناء‭ ‬فترة‭ ‬زواجها‭ ‬به‭ ‬اشترت‭ ‬سيارة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬2012،‭ ‬فيما‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬بشراء‭ ‬سيارة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬2015،‭ ‬وأن‭ ‬حدثت‭ ‬بينهما‭ ‬خلافات‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬الطلاق‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬احتفظ‭ ‬بتلك‭ ‬السيارتين،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬وتقدمت‭ ‬ببلاغ‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬تطلب‭ ‬منه‭ ‬تسليمها‭ ‬السيارتين،‭ ‬وعندما‭ ‬راجعت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬تبين‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬السيارتين‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬ملكيتهما‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬دون‭ ‬علمها،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬استمارات‭ ‬تحويل‭ ‬الملكية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬باسمها‭ ‬جهة‭ ‬البائع‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬ولصالح‭ ‬طليقها‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬تربطها‭ ‬بطليقها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يعتدي‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب‭ ‬والإهانة‭ ‬والبصق‭ ‬على‭ ‬وجهها،‭ ‬وعندما‭ ‬أرادت‭ ‬الانفصال‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬تقديمها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلاغات‭ ‬ضده‭ ‬بشأن‭ ‬اعتداءاته‭ ‬المتكررة‭ ‬بحقها‭ ‬رفعت‭ ‬دعوى‭ ‬عليه‭ ‬بشأن‭ ‬خلعه‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬فيه‭ ‬المحاكم‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬لصالحها‭ ‬بتطليقها‭ ‬عنه،‭ ‬إذ‭ ‬انفصلت‭ ‬عنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬28‭ ‬مايو‭ ‬2017‭.‬

وأفادت‭ ‬أنها‭ ‬وأثناء‭ ‬فترة‭ ‬زواجها‭ ‬بالمتهم‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬اشترت‭ ‬لنفسها‭ ‬المركبة‭ ‬الأولى،‭ ‬فيما‭ ‬اشترى‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬المركبة‭ ‬الثانية‭ ‬بموديل‭ ‬أحدث‭ ‬من‭ ‬الأولى،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬دفعت‭ ‬ثمن‭ ‬السيارة‭ ‬الأولى‭ ‬والأخرى‭ ‬دفع‭ ‬ثمنها‭ ‬طليقها‭.‬

لكن‭ ‬وبتاريخ‭ ‬6‭ ‬نوفمبر‭ ‬2016‭ ‬طردها‭ ‬طليقها‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬سيارتيها،‭ ‬فتركتهما‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬8‭ ‬ديسمبر‭ ‬2016،‭ ‬تقدم‭ ‬طليقها‭ ‬ببلاغ‭ ‬ضدها‭ ‬بشأن‭ ‬سرقتها‭ ‬السيارتين‭ ‬سالفتي‭ ‬البيان‭ ‬رغم‭ ‬أنهما‭ ‬لا‭ ‬تزالان‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬ولم‭ ‬تأخذهما‭ ‬منه،‭ ‬فأبلغت‭ ‬الشرطة‭ ‬بذلك‭ ‬الأمر‭ ‬وتم‭ ‬تحرير‭ ‬محضر‭ ‬بأقوالها‭. ‬

وبينت‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬تحرير‭ ‬المحضر‭ ‬بـ7‭ ‬أيام‭ ‬وتحديدا‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬ديسمبر‭ ‬2016‭ ‬وردها‭ ‬اتصال‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬الشرطي‭ ‬الحضور‭ ‬للمركز؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتوقيع‭ ‬استمارتي‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬السيارتين‭ ‬سالفتي‭ ‬البيان‭ ‬إلى‭ ‬طليقها،‭ ‬فقررت‭ ‬للشرطي‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تحضر‭ ‬ولن‭ ‬تقوم‭ ‬بذلك‭.‬

وتابعت،‭ ‬أنها‭ ‬تقدمت‭ ‬بعدة‭ ‬بلاغات‭ ‬بشأن‭ ‬السيارتين‭ ‬وأنها‭ ‬تطلب‭ ‬استعادتهما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشرطة‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصفها‭ ‬بأوراق‭ ‬التحقيق،‭ ‬فتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬للمراجعة،‭ ‬وهناك‭ ‬تفاجأت‭ ‬بأن‭ ‬السيارتين‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬ملكيتهما‭ ‬من‭ ‬اسمها‭ ‬إلى‭ ‬طليقها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬وبالفعل‭ ‬عرضوا‭ ‬عليها‭ ‬استمارة‭ ‬إحدى‭ ‬السيارتين،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬الاستمارة‭ ‬موقعه‭ ‬بتوقيع‭ ‬يشبه‭ ‬توقيعها،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تحرير‭ ‬البيانات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬المختصين‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بالتوقيع‭ ‬ولا‭ ‬تحرير‭ ‬البيانات‭ ‬ولم‭ ‬تشاهد‭ ‬الاستمارة‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬فتقدمت‭ ‬ببلاغ‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬ضد‭ ‬طليقها‭ ‬متهمة‭ ‬إياه‭ ‬بسرقة‭ ‬سيارتيها‭ ‬وتزوير‭ ‬محررات‭ ‬رسمية‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬خبير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تحرر‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬صلب‭ ‬وتوقيع‭ ‬الاستمارتين‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬السيارتين‭ ‬موضوع‭ ‬الاتهام‭ ‬والمنسوب‭ ‬إليها،‭ ‬وإنما‭ ‬هما‭ ‬توقيعان‭ ‬مزوران‭ ‬عليها‭ ‬تقليدا‭ ‬لأحد‭ ‬توقيعاتها‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إثباتهما‭ ‬أو‭ ‬نفيهما‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬غيرها‭ ‬يجيد‭ ‬الكتابة،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬الكاتب‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬للتوقيعين‭ ‬المذيلين‭ ‬باستمارتي‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬السيارتين‭ ‬موضوع‭ ‬الاتهام،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إثبات‭ ‬أو‭ ‬نفي‭ ‬التوقيع‭ ‬المنسوب‭ ‬للمالك‭ -‬المجني‭ ‬عليها‭- ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬غيرها‭ ‬يجيد‭ ‬الكتابة‭.‬

وعقب‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬أحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬أولا‭: ‬اشترك‭ ‬وآخر‭ ‬مجهول‭ ‬بطريقي‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬تزوير‭ ‬في‭ ‬محرر‭ ‬رسمي،‭ ‬وهما‭ ‬استمارتي‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬المركبات‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بطريق‭ ‬تحرير‭ ‬كافة‭ ‬بيانات‭ ‬الاستمارتين،‭ ‬وإضافة‭ ‬توقيع‭ ‬مزور‭ ‬منسوب‭ ‬للبائع،‭ ‬وهي‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ -‬طليقته‭- ‬وتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬وتلك‭ ‬المساعدة‭.‬

ثانيا‭: ‬استعمل‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭ ‬موضوع‭ ‬التهمة‭ ‬السابقة،‭ ‬فيما‭ ‬زور‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بذلك‭.‬

ثالثا‭: ‬استولى‭ ‬على‭ ‬المركبتين‭ ‬المبينتين‭ ‬النوع‭ ‬والوصف‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكتين‭ ‬للمجني‭ ‬عليها‭ -‬طليقته‭- ‬باتخاذ‭ ‬طرق‭ ‬احتيالية‭.‬