المدعية عرضت إعادة المهر فقط... والزوج يطالب بـ 27 ألفا قيمة مصروفاته

رفض خلع سيدة عن زوجها لعدم رغبتها فيه

| محرر الشوون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالله‭ ‬مراشدة‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬الكبرى‭ ‬رفضت‭ ‬دعوى‭ ‬بحرينية‭ ‬كانت‭ ‬تطالب‭ ‬بخلعها‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬قبل‭ ‬إتمام‭ ‬الزفاف،‭ ‬مدعية‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬توافق‭ ‬بينهما،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬عرضت‭ ‬إعادة‭ ‬مبلغ‭ ‬7000‭ ‬دينار‭ (‬المهر‭) ‬لصالح‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬يطالبها‭ ‬بأن‭ ‬تدفع‭ ‬له‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬27‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وهي‭ ‬القيمة‭ ‬الفعلية‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬للزواج‭.‬

وقررت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬الخلع‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬الطرفين،‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬بإجبار‭ ‬الزوج‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬خاصة،‭ ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬ليست‭ ‬منها؛‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بالخلع‭ ‬نظير‭ ‬المهر‭ ‬فقط‭ ‬كما‭ ‬طلبت‭ ‬المدعية‭.‬

وأوضح‭ ‬وكيل‭ ‬الزوج‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬بالزواج‭ ‬من‭ ‬المدعية‭ ‬وقد‭ ‬خطبها،‭ ‬ووافقت‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬به،‭ ‬وبذل‭ ‬ما‭ ‬يبذله‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬المهر‭ ‬والشبكة‭ ‬والهدايا‭ ‬وحجز‭ ‬قاعة‭ ‬للعرس‭ ‬وتكبد‭ ‬تكاليف‭ ‬مادية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬27‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إتمام‭ ‬الزواج‭ ‬بالمدعية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الخطوبة‭ ‬تفاجأ‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بقيام‭ ‬المدعية‭ ‬برفع‭ ‬دعوى‭ ‬شرعية‭ ‬تطلب‭ ‬التطليق‭ ‬للضرر،‭ ‬والتي‭ ‬قضي‭ ‬فيها‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬وبإلزام‭ ‬المدعية‭ ‬بالرجوع‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية‭ ‬وعدم‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭ ‬دون‭ ‬إذن‭.‬

فلم‭ ‬تقبل‭ ‬بذلك‭ ‬الحكم‭ ‬ورفعت‭ ‬دعوى‭ ‬أخرى‭ ‬تطالب‭ ‬فيها‭ ‬الحكم‭ ‬بالطلاق‭ ‬خلعا‭ ‬عن‭ ‬زوجها،‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬اتفاق‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭ ‬وتمسكت‭ ‬بالخلع‭ ‬نظير‭ ‬بذل‭ ‬الصداق‭ ‬فقط‭ ‬المقدر‭ ‬بـ‭ ‬7000‭ ‬دينار،‭ ‬بينما‭ ‬موكله‭ ‬تمسك‭ ‬بعدم‭ ‬قبول‭ ‬الخلع‭ ‬إلا‭ ‬بإرجاع‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬تكلفه‭ ‬من‭ ‬نفقات‭ ‬العرس‭.‬

وأمام‭ ‬المحكمة‭ ‬قدم‭ ‬المحامي‭ ‬دفوعا‭ ‬ذكر‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬طلب‭ ‬المدعية‭ ‬للخلع‭ ‬مقابل‭ ‬دفع‭ ‬المهر‭ ‬فقط‭ ‬مخالف‭ ‬للقانون‭ ‬فقد‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ ‬105‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬أحكام‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬“وفقا‭ ‬للفقه‭ ‬السني‭ ‬إذا‭ ‬طلبت‭ ‬الزوجة‭ ‬الخلع‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬الحقيقي‭ ‬وأودعت‭ ‬ما‭ ‬قبضته‭ ‬من‭ ‬صداق‭ ‬وما‭ ‬أنفقه‭ ‬الزوج‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الزواج‭ ‬وامتنع‭ ‬الزوج‭ ‬عن‭ ‬إيقاع‭ ‬الخلع‭ ‬وعجز‭ ‬القاضي‭ ‬عن‭ ‬الإصلاح،‭ ‬حكم‭ ‬بالمخالعة”‭.‬

وبينت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬المدعية‭ ‬أن‭ ‬الزفاف‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬وأنها‭ ‬أتمت‭ ‬مراسيم‭ ‬الزواج‭ ‬برغبتها‭ ‬ولو‭ ‬ادعت‭ ‬محاميتها‭ ‬بأن‭ ‬الذي‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التكاليف‭ ‬هو‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬يقضي‭ ‬بأن‭ ‬المدعية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أتمت‭ ‬مراسيم‭ ‬العرس،‭ ‬فلا‭ ‬يعدل‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الظاهر‭ ‬إلا‭ ‬بدليل‭ ‬قاهر‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تثبته‭ ‬المدعية‭ ‬بدليل‭ ‬صحيح‭ ‬تطمئن‭ ‬المحكمة‭ ‬إليه،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أقرت‭ ‬أنها‭ ‬استلمت‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭.‬

وتابعت،‭ ‬أنها‭ ‬ترى‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬بذلت‭ ‬نظير‭ ‬إتمام‭ ‬مراسيم‭ ‬العرس‭ ‬وقبلتها‭ ‬المدعية‭ ‬وصرفتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوجه،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬عندها‭ ‬أي‭ ‬اعتراض‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬لشخص‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬إتمام‭ ‬مراسيم‭ ‬الزواج‭ ‬فكان‭ ‬المفروض‭ ‬عليها‭ ‬عدم‭ ‬بذل‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬ابتداء‭ ‬ورفضها،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بمقدور‭ ‬المدعية‭ ‬دون‭ ‬التعذر‭ ‬بكون‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬قد‭ ‬صرفت‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬دون‭ ‬طلبها‭.‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التوصل‭ ‬لحل‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬ورغم‭ ‬عرض‭ ‬الصلح‭ ‬بينهما،‭ ‬فإنا‭ ‬المحكمة‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬وجاهة‭ ‬لما‭ ‬ساقته‭ ‬المدعية‭ ‬من‭ ‬مبررات‭ ‬للخلع‭ ‬نظير‭ ‬صداقها‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لطلبها‭ ‬فيه‭ ‬إضرار‭ ‬بالمدعى‭ ‬عليه‭ ‬ترفضه‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون‭ ‬والعرف،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تقضي‭ ‬معه‭ ‬برفض‭ ‬طلب‭ ‬المدعية،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬دعواها،‭ ‬وبإلزام‭ ‬المدعية‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومبلغ‭ ‬5‭ ‬دنانير‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬