براءة متهم من الاستيلاء على 23 ألفا “ورّط” بها صديقه

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬عصام‭ ‬الطيب‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬قضت‭ ‬ببراءة‭ ‬موكله‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهامات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتزوير‭ ‬في‭ ‬محررات‭ ‬خاصة‭ ‬باسم‭ ‬صديقه‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬الثلاث‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أشهر،‭ ‬وهي‭ ‬المبالغ‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬9‭ ‬شرائح‭ ‬اتصال‭ ‬متهم‭ ‬باستخراجها‭ ‬باسم‭ ‬المجني‭ ‬عليه؛‭ ‬لأن‭ ‬صديقه‭ ‬مقدم‭ ‬البلاغ‭ ‬حضر‭ ‬ووقع‭ ‬الاستمارات‭ ‬بنفسه‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬باستخراج‭ ‬الشرائح‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬معه‭ ‬جريمة‭ ‬التزوير‭ ‬والاحتيال‭ ‬ضد‭ ‬المتهم،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬للمحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬المختصة‭ ‬بلا‭ ‬مصاريف‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أبلغ‭ ‬مركزا‭ ‬للشرطة‭ ‬بأنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬2019‭ ‬أخبره‭ ‬صديقه‭ ‬المتهم‭ ‬بأنه‭ ‬سوف‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬استخراج‭ ‬شريحة‭ ‬هاتف‭ ‬وجهاز‭ ‬Wi-Fi‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وعليه‭ ‬أخذه‭ ‬المتهم‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وجلسا‭ ‬مع‭ ‬الموظفة‭ ‬هناك‭ ‬واستخرجا‭ ‬جهاز‭ ‬Wi-Fi‭ ‬وشريحة‭ ‬هاتف،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهائهما‭ ‬من‭ ‬استخراجها‭ ‬أخبره‭ ‬المتهم‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬عليهما‭ ‬أن‭ ‬يتوجها‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬الأخرى‭ ‬لاستخراج‭ ‬شرائح‭ ‬أخرى‭ ‬لكي‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬البيانات‭ ‬بجهازه،‭ ‬فذهبا‭ ‬رفقة‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬شركتي‭ ‬اتصالات‭ ‬أخريين‭ ‬بمنطقة‭ ‬سار،‭ ‬وهناك‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬بالتحدث‭ ‬مع‭ ‬موظفي‭ ‬الشركتين‭ ‬كون‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬إلا‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الفصحى‭.‬

وبعدها‭ ‬قام‭ ‬الموظفون‭ ‬بكل‭ ‬شركة‭ ‬بإعطاء‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أوراقا‭ ‬قام‭ ‬بدوره‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عليها‭ ‬والتبصيم‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بأنها‭ ‬تخص‭ ‬عدد‭ ‬9‭ ‬شرائح‭ ‬هاتف‭ ‬آجلة‭ ‬الدفع‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬تسليم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬شرائح‭ ‬الاتصالات‭ ‬وهو‭ ‬قام‭ ‬بإعطائها‭ ‬للمتهم،‭ ‬وبعدها‭ ‬بفترة‭ ‬اكتشف‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأنه‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬مبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

فأحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المتهم‭ ‬للمحكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬ارتكب‭ ‬تزويرا‭ ‬في‭ ‬المحررات‭ ‬الخاصة‭ ‬هي‭ ‬استمارات‭ ‬استخراج‭ ‬شرائح‭ ‬الاتصالات‭ ‬للهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬شركات‭ ‬اتصالات‭ ‬بأن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بطريق‭ ‬المباغتة‭ ‬والغش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إمضاء‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬بمضمون‭ ‬المحرر‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬وهو‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬بنية‭ ‬استعمال‭ ‬المحررات‭ ‬المزورة‭ ‬كمحررات‭ ‬صحيحة‭.‬

ثانيا‭: ‬استعمل‭ ‬المحررات‭ ‬الخاصة‭ ‬المزورة‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬البند‭ ‬أولا‭ ‬بأن‭ ‬قدمها‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬الاتصال‭ ‬لاستخراج‭ ‬شرائح‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتزويرها‭.‬

ثالثا‭: ‬توصل‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المنقولات‭ ‬المذكورة‭ ‬في‭ ‬البند‭ ‬أولا‭ ‬والمملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بالطرق‭ ‬الاحتيالية‭.‬

ولفتت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أرفق‭ ‬بأوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬نسخ‭ ‬من‭ ‬استمارات‭ ‬استخراج‭ ‬شرائح‭ ‬اتصالات‭ ‬للهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬مذيلة‭ ‬بتوقيع‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬تحقق‭ ‬الأوصاف‭ ‬القانونية‭ ‬لواقعة‭ ‬التزوير‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬ترى‭ ‬انتفاء‭ ‬الركن‭ ‬المادي‭ ‬لجريمة‭ ‬التزوير‭ ‬بحق‭ ‬المتهم؛‭ ‬كونه‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الجرمية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالمادة‭ (‬270‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬بوصف‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬ارتكب‭ ‬تزويرا‭ ‬بطريق‭ ‬المباغتة‭ ‬والغش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إمضاء‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬محرر‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬مضمون‭ ‬حقيقته؛‭ ‬وذلك‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬حاضرا‭ ‬بنفسه‭ ‬أمام‭ ‬موظفي‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتم‭ ‬تسليمه‭ ‬استمارات‭ ‬استخراج‭ ‬شرائح‭ ‬الاتصال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموظفين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬الاستمارات‭ ‬تتضمن‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬بشأن‭ ‬المعاملة‭ ‬التي‭ ‬سيجريها‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تعمد‭ ‬عدم‭ ‬قراءتها‭.‬

كما‭ ‬أضافت‭ ‬أن‭ ‬جريمة‭ ‬الاحتيال‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أركانها؛‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬الطرق‭ ‬الاحتيالية‭ ‬التي‭ ‬اشترطها‭ ‬القانون‭ ‬لاكتمال‭ ‬جريمة‭ ‬الاحتيال‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬تسليم‭ ‬المال‭ ‬المنقول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الغلط‭ ‬الذي‭ ‬أوقعه‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬تلك‭ ‬الطرق،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الثابت‭ ‬بأوراق‭ ‬الدعوى،‭ ‬وإن‭ ‬صدق‭ ‬ما‭ ‬ادعى‭ ‬به‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المتهم‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬كونه‭ ‬ادعاءات‭ ‬وأقوال‭ ‬كاذبة‭ ‬لم‭ ‬تقترن‭ ‬بأعمال‭ ‬خارجية‭ ‬تحمل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بصحتها،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬رفقة‭ ‬المتهم‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬سيقوم‭ ‬زيادة‭ ‬بيانات‭ ‬جهاز‭ ‬الـWi-Fi‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

لذا‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬الأدلة‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬لا‭ ‬ترشح‭ ‬إلى‭ ‬توافر‭ ‬أركان‭ ‬الجرائم‭ ‬المنسوبة‭ ‬للمتهم‭.‬