انتقم منه لاستغفاله بتهريب المخدرات

3 سنوات لشاب أضرم حريقا بسيارة صديقه

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بتأييد‭ ‬سجن‭ ‬شاب‭ (‬28‭ ‬عاما‭) ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات؛‭ ‬لانتقامه‭ ‬من‭ ‬صديقه‭ ‬الذي‭ ‬غافله‭ ‬وعرضه‭ ‬وأسرته‭ ‬للخطر‭ ‬بتهريبه‭ ‬ممنوعات‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬سلمها‭ ‬له‭ ‬دون‭ ‬علمه،‭ ‬وتسبب‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬زوجته،‭ ‬إذ‭ ‬تعمد‭ ‬المستأنف‭ ‬حرق‭ ‬سيارة‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬ملك‭ ‬لشقيق‭ ‬صديقه‭ ‬وأدى‭ ‬الحريق‭ ‬إلى‭ ‬اشتعال‭ ‬سيارتين‭ ‬أخريين‭ ‬مركونتين‭ ‬بجانبها‭ ‬بمنطقة‭ ‬عراد‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬خلاف‭ ‬حصل‭ ‬بين‭ ‬المستأنف‭ ‬وشقيق‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الثاني،‭ ‬فقد‭ ‬قرر‭ ‬المستأنف‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬الأخير،‭ ‬وعزم‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬سيارته،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬بتعبئة‭ ‬قنينة‭ ‬بالبنزين‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬سوق‭ ‬المحرق،‭ ‬ثم‭ ‬صنع‭ ‬زجاجتين‭ ‬حارقتين‭ ‬وخبأهما‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬ضيق‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مسكنه‭.‬

وفي‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬أخذ‭ ‬حقيبة‭ ‬ظهر‭ ‬ووضع‭ ‬فيها‭ ‬قفازات‭ ‬والزجاجات‭ ‬الحارقة‭ ‬ثم‭ ‬توجه‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة،‭ ‬وبعدما‭ ‬تأكد‭ ‬من‭ ‬خلو‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬من‭ ‬المارة‭ ‬غطى‭ ‬وجهه‭ ‬باللثام‭ ‬وارتدى‭ ‬القفازات‭ ‬وتوجه‭ ‬لسيارة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الثاني،‭ ‬التي‭ ‬اعتقد‭ ‬أنها‭ ‬تعود‭ ‬لصديقه‭ ‬الذي‭ ‬ينوي‭ ‬الانتقام‭ ‬منه،‭ ‬وسكب‭ ‬عليها‭ ‬البنزين‭ ‬وأشعل‭ ‬الحريق‭ ‬فيها‭ ‬بواسطة‭ ‬الزجاجات‭ ‬الحارقة‭. ‬وتسبب‭ ‬ذلك‭ ‬الحريق‭ ‬في‭ ‬احتراق‭ ‬السيارة‭ ‬وكذا‭ ‬السيارتين‭ ‬اللتين‭ ‬كانتا‭ ‬بالقرب‭ ‬منها،‭ ‬ثم‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬المكان،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬الحريق‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والأموال‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬للخطر‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬تربطه‭ ‬علاقة‭ ‬صداقه‭ ‬بشقيق‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الثاني‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وأن‭ ‬علاقتهما‭ ‬كانت‭ ‬جيدة‭ ‬جدا‭ ‬ويعتبره‭ ‬بمثابة‭ ‬أخ‭ ‬له،‭ ‬ولكن‭ ‬حصل‭ ‬خلاف‭ ‬بينهما‭ ‬بأن‭ ‬عرضه‭ ‬الأخير‭ ‬وعائلته‭ ‬للخطر‭ ‬بأن‭ ‬هرب‭ ‬شيئا‭ ‬ممنوعا‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬صديقه‭ ‬التي‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يستقلها‭ ‬برفقة‭ ‬عائلته‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬البرية،‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬قرر‭ ‬الانتقام‭ ‬منه،‭ ‬وعندما‭ ‬سأل‭ ‬عن‭ ‬صديقه‭ ‬علم‭ ‬بأنه‭ ‬مسجون،‭ ‬فعزم‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬سيارته‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬فعلا‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬الانتقام‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬صديقه‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬حرقه‭ ‬للسيارات،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬يعدل‭ ‬عن‭ ‬الفكرة،‭ ‬وعندما‭ ‬قرر‭ ‬ضربه‭ ‬سأل‭ ‬عنه‭ ‬فعلم‭ ‬أنه‭ ‬مسجون،‭ ‬ففكر‭ ‬بحرق‭ ‬سيارته‭ ‬وحصل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭. ‬وأضاف‭ ‬عن‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬انتقم‭ ‬لأجلها‭ ‬أن‭ ‬صديقه‭ ‬المسجون‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬التوجه‭ ‬برفقته‭ ‬وأن‭ ‬يأخذ‭ ‬معه‭ ‬زوجته‭ ‬ووالدتها‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬برا‭ ‬مستقلين‭ ‬سيارته،‭ ‬وأبلغه‭ ‬أنه‭ ‬سيتكفل‭ ‬بجميع‭ ‬المصاريف‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يحوز‭ ‬المال،‭ ‬وعند‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬أخبره‭ ‬صديقه‭ ‬أنه‭ ‬سيسافر‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬وأثناء‭ ‬عودته‭ ‬وبعدما‭ ‬قام‭ ‬بالمرور‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬شاهد‭ ‬صديقه‭ ‬والذي‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يستقل‭ ‬سيارة‭ ‬صديق‭ ‬لصديقه‭ ‬برفقة‭ ‬عائلته،‭ ‬وعلم‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬هرب‭ ‬شيء‭.‬

وبسؤاله‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬إبلاغه‭ ‬بشأن‭ ‬الواقعة‭ ‬لدى‭ ‬السلطات‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬خائفا‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬مشكلة‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬صديقه‭ ‬أرضاه‭ ‬بأخذه‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬سفرة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬آسيوية،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬مقهور‭ ‬على‭ ‬صديقه‭ ‬وكان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭ ‬منه‭ ‬منذ‭ ‬ارتكابه‭ ‬للواقعة‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يغير‭ ‬رأيه،‭ ‬حتى‭ ‬حصلت‭ ‬أخيرا‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬زوجته‭ ‬مشكلات‭ ‬وجميعها‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬فعزم‭ ‬على‭ ‬الانتقام‭.‬