رئيس “التاريخ” لـ “البلاد”: التعليم النظامي بدأ في 1899 وليس 1919

مدرسة جوزة البلوط سبقت “الهداية” ب 20 عامًا

| راشد الغائب

ثار‭ ‬جدل‭ ‬بمنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬بالبحرين‭ ‬بعد‭ ‬تداول‭ ‬فيديو‭ ‬أنتجه‭ ‬فريق‭ ‬“الميديا‭ ‬الشعبية”‭ ‬بصحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬تضمن‭ ‬اقتباسًا‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬أجراه‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬مسؤولة‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.  ‬وشهدت‭ ‬غرف‭ ‬النقاش‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تساؤلات‭ ‬عن‭ ‬دقة‭ ‬احتساب‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬بالبحرين‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1919‭ ‬بانطلاق‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬أم‭ ‬مع‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬بالعام‭ ‬1899‭.‬

تصريح‭ ‬الوزارة

‭ ‬وفي‭ ‬الفيديو‭ ‬قالت‭ ‬رئيسة‭ ‬مركز‭ ‬القياس‭ ‬والتقويم‭ ‬بالوزارة‭ ‬انتصار‭ ‬البناء‭ ‬إن‭ ‬التعليم‭ ‬الحديث‭ ‬المنظّم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تشرف‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1899م‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية،‭ ‬وتأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭.‬

‭ ‬وأضافت‭: ‬أسّس‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬القس‭ ‬صموئيل‭ ‬زويمر،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬تعليم‭ ‬حديث‭ ‬بشكل‭ ‬نظامي،‭ ‬لأن‭ ‬المدرسة‭ ‬تعلم‭ ‬المعارف‭ ‬الحديثة‭ ‬واللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬واللغات‭ ‬والحساب‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومة‭ ‬موجودة‭ ‬بكل‭ ‬الوثائق‭ ‬التاريخية،‭ ‬وأن‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬سبقت‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬قرابة‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬وكانت‭ ‬الفصول‭ ‬الأولى‭ ‬بالمدرسة‭ ‬للبنات‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬البنين‭ ‬بها‭.‬

‭ ‬ونبّهت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬عرفت‭ ‬التعليم‭ ‬المختلط‭ ‬بهذه‭ ‬المدرسة‭ ‬قبل‭ ‬العام‭ ‬1919م،‭ ‬والذي‭ ‬شمل‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬الحديث‭ ‬والتنظيم‭ ‬وترتيب‭ ‬الحصص‭ ‬وغيرها‭.‬

‭ ‬وردًّا‭ ‬على‭ ‬استفسار‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬الزميل‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬الذي‭ ‬ذكرته‭ ‬البناء‭ (‬1899‭) ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬المعروف‭ (‬1919‭)‬،‭ ‬ردّت‭ ‬البناء‭ ‬بأن‭ ‬الجميع‭ ‬يحتسب‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬الذي‭ ‬أشرفت‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1919م‭ ‬بتأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬بدأت‭ ‬بالعام‭ ‬1919‭ ‬كمبادرة‭ ‬أهلية‭ ‬حكومية‭ ‬مشتركة‭.‬

توضيح‭ ‬تاريخي

‭ ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬أوضح‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬عيسى‭ ‬أمين‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬البداية‭ ‬الرسمية‭ ‬للتعليم‭ ‬النظامي‭ ‬يتعيّن‭ ‬احتسابها‭ ‬من‭ ‬انطلاقة‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬التابعة‭ ‬للإرسالية‭ ‬الأميركية،‭ ‬والتي‭ ‬أبصرت‭ ‬النور‭ ‬بالعام‭ ‬1899‭.‬

‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬تولى‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬ايمي‭ ‬زويمر‭ ‬زوجة‭ ‬القس‭ ‬صموئيل‭ ‬زويمر،‭ ‬والدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬شملت‭ ‬أبناء‭ ‬شخصية‭ ‬عراقية‭ ‬استنصرت‭ ‬وسجنها‭ ‬العثمانيون‭ ‬بالإضافة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬بالمنامة‭.‬

‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬مقر‭ ‬المدرسة‭ ‬بيت‭ ‬جمعة‭ ‬بن‭ ‬ناصر‭ ‬بوشهري‭ ‬بالمنامة،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬أول‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬ثم‭ ‬تحوّل‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬تالية‭ ‬لمقر‭ ‬لمدرسة‭ ‬عائشة‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭.‬

ونبّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬1922‭ ‬شهد‭ ‬تغيير‭ ‬اسم‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬إلى‭ ‬الرجاء‭ ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬المدرسة‭ ‬تحتفظ‭ ‬به‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬لتأسيس‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الأهلية‭ ‬بعد‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬بشراكة‭ ‬حكومية‭ ‬أهلية،‭ ‬ويديرها‭ ‬مجلس‭ ‬أهلي،‭ ‬برئاسة‭ ‬المرحوم‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬نجل‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬الأسبق‭ ‬المرحوم‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬الزياني‭ ‬مقرًّا‭ ‬لها‭.‬

أصداء‭ ‬القراء

‭ ‬وكتب‭ ‬القارئ‭ ‬فواز‭ ‬التميمي‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬هي‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬للبنين‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬بالعام‭ ‬1919‭ ‬وتلتها‭ ‬مدرسة‭ ‬خديجة‭ ‬الكبرى‭ ‬للبنات‭ ‬بالعام‭ ‬1928،‭ ‬أما‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬فهدفها‭ ‬تبشيري‭ ‬لتعليم‭ ‬الإنجيل،‭ ‬ولا‭ ‬تعتبر‭ ‬نظامية‭.‬

ورد‭ ‬ّعليه‭ ‬قارئ‭ ‬بأن‭ ‬معلومته‭ ‬غير‭ ‬صحيحة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تدرس‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬الإنجيل،‭ ‬ومستدلاً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لكتاب‭ ‬عبدالحميد‭ ‬المحادين‭.‬

وعاد‭ ‬القارئ‭ ‬التميمي‭ ‬للتعقيب‭ ‬بأن‭ ‬معلوماته‭ ‬مستقاة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬أصدرته‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عن‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭.‬

ولفت‭ ‬قارئ‭ ‬أنه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬يسمع‭ ‬عن‭ ‬مدرسة‭ ‬باسم‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط،‭ ‬ولم‭ ‬يتلق‭ ‬هذه‭ ‬المعلومة‭ ‬بالمدرسة‭.‬

وأوضح‭ ‬قارئ‭ ‬أن‭ ‬مدرسة‭ ‬جوزة‭ ‬البلوط‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬المدرسة‭ ‬المعروفة‭ ‬حاليًّا‭ ‬باسم‭ ‬“الرجاء”‭.‬