الطاعون البقري... إتلاف أكبر مخزون بالعالم من الفيروس القاتل

أتلف‭ ‬علماء‭ ‬كل‭ ‬مخزونات‭ ‬المختبرات‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬الماشية‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المخزونات‭ ‬أكبر‭ ‬عينة‭ ‬يُحتفظ‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مختبرات‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري،‭ ‬وكانت‭ ‬محفوظة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬بيربرايت‭ ‬في‭ ‬سري‭ ‬جنوب‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭.‬

ويعد‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري‭ ‬والجدري‭ ‬المرضين‭ ‬الوحيدين‭ ‬اللذين‭ ‬استئصلا‭ ‬نهائيا‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭.‬

وقالت‭ ‬كاري‭ ‬باتن،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬بيربرايت‭: ‬“كان‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري‭ ‬مدمرا،‭ ‬وبالتخلص‭ ‬من‭ ‬المخزونات‭ ‬الموجودة‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬خطر‭ (‬عودة‭) ‬انتشاره‭ ‬بشكل‭ ‬كبير”‭.‬

وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬مايكل‭ ‬بارون،‭ ‬الزميل‭ ‬الشرفي‭ ‬للمعهد،‭ ‬إن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري‭ ‬سيؤشر‭ ‬بدء‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬أمراض‭ ‬أخرى‭.‬

وأضاف‭: ‬“النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققناه‭ ‬مع‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الدوافع‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬رسخت‭ ‬قناعة‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نكرره‭ ‬مع‭ ‬أمراض‭ ‬أخرى‭ ‬تصيب‭ ‬الحيوانات‭ ‬والبشر،‭ ‬أمثال‭ ‬شلل‭ ‬الأطفال،‭ ‬والتهاب‭ ‬الغدة‭ ‬النكافية،‭ ‬والحصبة،‭ ‬فهي‭ ‬أمراض‭ ‬يمكن‭ ‬القضاء‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬فعله”‭.‬

كان‭ ‬فيروس‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري‭ ‬وراء‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الكوارث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭. ‬وأثناء‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬قتل‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬ما‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬80‭ ‬و90‭ % ‬من‭ ‬الماشية‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬وغرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مجاعة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

ونتيجة‭ ‬لتلك‭ ‬المجاعة‭ ‬مات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الناس‭. ‬ففي‭ ‬إثيوبيا‭ ‬وحدها،‭ ‬لقي‭ ‬ثلث‭ ‬السكان‭ ‬حتفهم‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭. ‬أما‭ ‬إجمالي‭ ‬الوفيات‭ ‬بسبب‭ ‬الطاعون‭ ‬البقري‭ ‬فلا‭ ‬يضاهيه‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬ضحايا‭ ‬الطاعون‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالموت‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬