شاهدت لكم... فيلم “زفاف علي” على نتفلكس

يبدأ‭ ‬فيلم‭ ‬“زفاف‭ ‬علي”‭ ‬المأخوذ‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬“Good Muslim Boy”،‭ ‬تأليف‭ ‬بطل‭ ‬الفيلم‭ ‬أسامة‭ ‬سامي‭ ‬والموجود‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬نتفلكس‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬للشاب‭ ‬“علي”‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬اللحاق‭ ‬بحبيبته‭ ‬“ديان”‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬جرار‭ ‬زراعي‭ ‬لمنعها‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬وطنها‭ ‬لبنان،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬بنا‭ ‬الأحداث‭ ‬إلى‭ ‬بدايتها‭ ‬لنتعرف‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬علي‭ ‬وعائلته‭ ‬الهاربة‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا،‭ ‬حيث‭ ‬تعيش‭ ‬العائلة‭ ‬وسط‭ ‬مجتمع‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬ملبورن‭ ‬الشمالية،‭ ‬وتنظر‭ ‬إلى‭ ‬أفرادها‭ ‬بوصفهم‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬امتداداً‭ ‬لوالدهم‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬العراقي،‭ ‬الفريد‭ ‬بصفاته‭ ‬والمحبوب‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعول‭ ‬عليه‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬العائلة،‭ ‬هو‭ ‬علي،‭ ‬بوصفه‭ ‬الذكي‭ ‬الذي‭ ‬سيدرس‭ ‬الطب،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬سعيه‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأمنية‭ ‬لأهله‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬والده‭ ‬الجليل‭ ‬وحضوره‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ووقوعه‭ ‬في‭ ‬غرام‭ ‬ابنة‭ ‬المهاجر‭ ‬اللبناني‭ ‬“ديان”‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬سيجد‭ ‬علي‭ ‬نفسه‭ ‬يتورط‭ ‬في‭ ‬الكذب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬حوله،‭ ‬وزواج‭ ‬لا‭ ‬يدوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬وأربعين‭ ‬دقيقة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يهرب‭ ‬العريس‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬موكبه‭ ‬بين‭ ‬الحقول،‭ ‬تاركاً‭ ‬زوجته‭ ‬“يمنى”‭ ‬للحاق‭ ‬بحبيبته‭ ‬“ديان”‭.‬

يقدم‭ ‬الفيلم‭ ‬الحكاية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬درامي‭ ‬متماسك،‭ ‬كتب‭ ‬السيناريو‭ ‬له‭ ‬بطل‭ ‬الفيلم‭ ‬أسامة‭ ‬سامي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬أندرو‭ ‬نايت،‭ ‬وتميز‭ ‬باعتنائه‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الحياتية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬استحق‭ ‬فوزه‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬سيناريو‭ ‬أصلي‭ ‬من‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأسترالية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬أنه‭ ‬استطاع‭ ‬ضبط‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الكوميديا‭ ‬والتراجيديا‭ ‬في‭ ‬حكاية‭ ‬علي‭ ‬وعائلته،‭ ‬وقدم‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬تختزن‭ ‬طاقة‭ ‬وجدانية‭ ‬عالية،‭ ‬أبرزها‭ ‬مشهد‭ ‬موت‭ ‬الأخ‭ ‬الكبير‭ ‬بلغم‭ ‬أرضي،‭ ‬وكيف‭ ‬دفع‭ ‬أخاه‭ ‬علي‭ ‬للابتعاد‭ ‬عنه‭ ‬برمي‭ ‬الكرة‭ ‬له‭ ‬بعيداً،‭ ‬قبل‭ ‬انفجار‭ ‬اللغم‭ ‬به‭.‬

ولا‭ ‬يبدو‭ ‬“زفاف‭ ‬علي”‭ ‬مشغولاً‭ ‬بالإعداد‭ ‬لمذكرة‭ ‬دفاع‭ ‬سياسية‭ ‬عن‭ ‬المهاجرين‭ ‬المسلمين،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يخاطب‭ ‬جمهوره‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬ويمارس‭ ‬الوعظ‭ ‬عليهم،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬لهؤلاء‭ ‬عوالم‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬عوالمكم،‭ ‬حياة‭ ‬مشبعة‭ ‬بالعاطفة‭ ‬والتفاصيل‭ ‬اليومية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالعائلة‭ ‬وأحلام‭ ‬أفرادها‭ ‬وآمالهم‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬مؤثرة‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الطريفة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬بطل‭ ‬الحكاية‭.‬