المتهم تسبب بتعطيل قضية محكوم فيها على شخصين بالإعدام

“الاستئناف” تأمر بالقبض على طبيب شرعي

| محرر الشؤون المحلية

أمرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الخامسة‭ ‬بالقبض‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي؛‭ ‬لتعمده‭ ‬عدم‭ ‬المثول‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬رغم‭ ‬استدعائه‭ ‬مرتين؛‭ ‬وذلك‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬إفادته‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬حكما‭ ‬فيها‭ ‬بقبول‭ ‬طلب‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭ ‬وألغت‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بإعدام‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬ومحمد‭ ‬رمضان‭ ‬عيسى‭ ‬المتهمين‭ ‬بتفجير‭ ‬إرهابي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬الشرطي‭ ‬عبدالواحد‭ ‬سيد‭ ‬محمد‭ ‬فقير،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة،‭ ‬وقررت‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬لجلسة‭ ‬19‭ ‬يونيو‭ ‬الجاري‭.‬

يذكر‭ ‬أنه‭ ‬صرح‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الفني‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬المستشار‭ ‬هارون‭ ‬الزياني‭ ‬بأن‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬الموافق‭ ‬22‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018‭ ‬حكمها‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬التماس‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬الصادر‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬ومحمد‭ ‬رمضان‭ ‬عيسى،‭ ‬حيث‭ ‬قضت‭ ‬بقبول‭ ‬طلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬شكلا،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬وبإعادة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬التي‭ ‬أصدرته‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬قضاة‭ ‬آخرين‭ ‬لتحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

وكانت‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاصة‭ ‬قد‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬مذكرة‭ ‬بشأن‭ ‬تحقيقاتها‭ ‬في‭ ‬الشكويين‭ ‬المقدمتين‭ ‬من‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬ومحمد‭ ‬رمضان‭ ‬عيسى‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬بحكم‭ ‬بات‭ ‬بالإعدام‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬شرطي‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬تفجير‭ ‬إرهابي،‭ ‬اقترحت‭ ‬فيها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬ضدهما‭ ‬لما‭ ‬ظهر‭ ‬بتحقيقاتها‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معلومة‭ ‬وقت‭ ‬المحاكمة‭ ‬وإصدار‭ ‬الحكم،‭ ‬وهي‭ ‬تقارير‭ ‬أطباء‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬موسى،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مطروحة‭ ‬على‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬بدرجتيها‭ ‬وتحت‭ ‬بصرها‭ ‬عند‭ ‬إصدار‭ ‬حكمها‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مطروحة‭ ‬كذلك‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬وذلك‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬استناد‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬على‭ ‬أدلة‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬بخلاف‭ ‬الدليل‭ ‬المستمد‭ ‬من‭ ‬أقوال‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬القضية،‭ ‬ومنها‭ ‬أدلة‭ ‬فنية‭ ‬أثبتت‭ ‬تبادل‭ ‬المتهمين‭ ‬رسائل‭ ‬نصية‭ ‬هاتفية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقهم‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬والتنسيق‭ ‬لها،‭ ‬وما‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬موسى‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬الكشف‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬بمناسبة‭ ‬القضية،‭ ‬ولم‭ ‬تثبت‭ ‬به‭ ‬أية‭ ‬إصابات‭ ‬تعزز‭ ‬شكواه‭ ‬إلا‭ ‬سحجات‭ ‬بالمعصمين‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬القيد‭ ‬الحديدي،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬محمد‭ ‬رمضان‭ ‬عيسى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معترفا‭ ‬أصلا‭ ‬بجريمة‭ ‬القتل‭ ‬والاشتراك‭ ‬في‭ ‬التفجير‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬مذكرة‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاصة،‭ ‬وعلى‭ ‬عرض‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬رئيس‭ ‬الوحدة‭ ‬للظروف‭ ‬والملابسات‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬تحقيقات‭ ‬الوحدة،‭ ‬وإعمالا‭ ‬لمقتضيات‭ ‬العدالة،‭ ‬فقد‭ ‬وافق‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬المذكرة‭ ‬وبإحالة‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الاقتراح‭ ‬المبدى‭ ‬من‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاصة‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬وفقا‭ ‬لاختصاصه‭ ‬المقرر‭ ‬بقانون‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭. ‬وقد‭ ‬بادرت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬بدراسة‭ ‬الموضوع،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬تلك‭ ‬الدراسة‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أجاز‭ ‬به‭ ‬قانون‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬لوزير‭ ‬العدل‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬طلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأحكام‭ ‬النهائية‭ ‬الصادرة‭ ‬بالعقوبة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬معينة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬طلب‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬ضد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬تحقيقات‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيق‭ ‬الخاصة‭ ‬وما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬جديدة،‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬استعمالا‭ ‬للحق‭ ‬المقرر‭ ‬لوزير‭ ‬العدل‭ ‬كمسعى‭ ‬لتلبية‭ ‬مقتضيات‭ ‬العدالة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬استنفاد‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬القانونية‭ ‬وإلى‭ ‬أقصى‭ ‬حد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إظهار‭ ‬الحقيقة‭. ‬وقد‭ ‬نظرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الطلب‭ ‬وأصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬المتقدم‭ ‬بقبول‭ ‬الطلب‭ ‬وبإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬المذكورين‭ ‬وبإعادة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬التي‭ ‬أصدرته‭ ‬لتحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بهيئة‭ ‬مغايرة‭. ‬وتشير‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬بيوم‭ ‬الواقعة‭ ‬مفاده‭ ‬أنه‭ ‬وعند‭ ‬الساعة‭ ‬7‭:‬00‭ ‬مساء‭ ‬حدث‭ ‬انفجار‭ ‬لقنبلة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭ ‬بمنطقة‭ ‬الدير‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬25،‭ ‬وأصيب‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬الانفجار‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭.‬

وأضيف‭ ‬بمحضر‭ ‬الإخطار‭ ‬أنه‭ ‬بسؤال‭ ‬ضابط‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬أفاد‭ ‬بأنه‭ ‬أثناء‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الواجب‭ ‬بالدوريات‭ ‬الثابتة‭ ‬مقابل‭ ‬مدخل‭ ‬الدير‭ ‬برفقة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يقدر‭ ‬عددهم‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬شخصا،‭ ‬وقاموا‭ ‬برميهم‭ ‬بالزجاجات‭ ‬الحارقة‭ ‬وتم‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬بالإجراءات‭ ‬المعتادة‭ ‬وتقدموا‭ ‬نحوهم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬فأجبروهم‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬25‭ ‬وإرجاعهم‭ ‬لداخل‭ ‬القرية،‭ ‬وتابع‭ ‬سالفو‭ ‬الذكر‭ ‬رميهم‭ ‬بـ‭ ‬“المولوتوف”‭ ‬والحجارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استدرجوا‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬“مسجد‭ ‬الخِيْف”‭ ‬وتحديدا‭ ‬عند‭ ‬إحدى‭ ‬البرادات،‭ ‬فشاهد‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬الطريق‭ ‬مغلقا‭ ‬ومسدودا‭ ‬بالحاويات‭ ‬والمخلفات‭ ‬المعدنية‭ ‬والخشبية‭ ‬والحجارة‭ ‬والطابوق،‭ ‬وعند‭ ‬تقدمهم‭ ‬أكثر‭ ‬للداخل‭ ‬وبشكل‭ ‬فجائي‭ ‬انفجرت‭ ‬قنبلة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭ ‬وأصيب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭. ‬أما‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬إصابته‭ ‬بليغة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إخطار‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بمفارقته‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬فجرا‭.‬