ندوة “أخلاقيات الطب” تستعرض صورا لتضارب المصالح في الأبحاث العلمية

دعوة شركات الأدوية لجعل مصلحة المريض أولا

| محرر الشوون المحلية من المحرق

أقام‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي‭ ‬الندوة‭ ‬السنوية‭ ‬لأخلاقيات‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬للعام‭ ‬السابع‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬الفريق‭ ‬طبيب‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

وركز‭ ‬موضوع‭ ‬ندوة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬“تضارب‭ ‬المصالح”‭ ‬وما‭ ‬يحمله‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬النبيلة،‭ ‬فقوام‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬إنساني‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ويصب‭ ‬اهتمام‭ ‬الأطباء‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬لمرضاهم‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬تشوب‭ ‬صفو‭ ‬طهر‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬واقعا‭ ‬أم‭ ‬ظاهرا،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دوافع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬نصيحة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬إشراك‭ ‬مريض‭ ‬في‭ ‬بحث‭ ‬طبي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬ثانوية‭ ‬مثل‭ ‬التربح‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬الترقي‭ ‬الأكاديمي‭ ‬أو‭ ‬المصلحة‭ ‬الشخصية‭.‬

وعلى‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬فالأطباء‭ ‬بشر‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬المطاف‭ ‬وقد‭ ‬يتفاوتون‭ ‬في‭ ‬أولوياتهم‭ ‬وقناعاتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬ولكن‭ ‬الثابت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أعرافا‭ ‬تحكم‭ ‬أخلاقيات‭ ‬مهنة‭ ‬الطب،‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬يستند‭ ‬إليه‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬لتفادي‭ ‬الانسياق‭ ‬خلف‭ ‬أي‭ ‬أهداف‭ ‬ثانوية‭ ‬وإعادة‭ ‬الدفة‭ ‬إلى‭ ‬الأصل‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬مصلحة‭ ‬المريض‭ ‬أولاً‭. ‬

وليس‭ ‬كل‭ ‬تعاون‭ ‬أو‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬سلبيا‭ ‬بالتاكيد،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬وشركات‭ ‬تصنيع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأطباء‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬تحت‭ ‬اشتراطات‭ ‬واضحة‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬الأطباء‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الأبحاث‭ ‬الطبية‭ ‬عالية‭ ‬التكلفة‭ ‬أو‭ ‬تغطية‭ ‬كلفة‭ ‬الترويج‭ ‬للصحة‭ ‬وأسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية،‭ ‬ويكون‭ ‬التعاون‭ ‬ناجح‭ ‬غالبا‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬جهات‭ ‬رقابية‭ ‬تتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الداعمة‭ ‬تلتزم‭ ‬بالدعم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الترويج‭ ‬لمنتجاتها‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬منهجية‭ ‬الأبحاث‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬مخرجاتها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬

وتم‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬استعراض‭ ‬صور‭ ‬متعددة‭ ‬لتضارب‭ ‬المصالح‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية،‭ ‬وعلاج‭ ‬المرضى،‭ ‬وتعارض‭ ‬المصالح‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭.‬

وتم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لتوضيح‭ ‬أسبابه‭ ‬واستعراض‭ ‬مواطن‭ ‬الشبهات‭ ‬لتجنبها‭ ‬والمجتمع‭ ‬الآن‭ ‬مفتوح،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬المريض‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬ودراية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأطباء‭ ‬وشركات‭ ‬الأدوية‭ ‬والأدوات‭ ‬الطبية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬استعراض‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الشفافية‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭ ‬المرضى‭ ‬ومن‭ ‬أصول‭ ‬التوعية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬الأطباء؛‭ ‬ليبقوا‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬تحميهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مسموح‭ ‬به‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المهنة‭. ‬

ودعا‭ ‬المتحدثون‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬اللوائح؛‭ ‬لتحديد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مسموح‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية‭ ‬والمنتجات‭ ‬الطبية‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مرفوض‭ ‬بحيث‭ ‬تبقى‭ ‬كل‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬واضحة‭ ‬وإيجابية‭ ‬لتصب‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المريض‭ ‬أولا‭.‬