النعيمي يرعى افتتاح منتدى “مائة عام على التعليم في البحرين” بالتعاون مع “اليونيسيف”

استحداث مناهج وتخصصات تواكب متطلبات السوق

| مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم

وزير‭ ‬النفط‭: ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬الفني‭ ‬والمهني‭ ‬لمواكبة‭ ‬سوق‭ ‬العمل الأنصاري‭: ‬المملكة‭ ‬رائدة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬التعليم

 

رعى‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬افتتاح‭ ‬منتدى‭ ‬“مائة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”،‭ ‬والذي‭ ‬تنظمه‭ ‬الوزارة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬“اليونيسيف”،‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬هالة‭ ‬الأنصاري،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬بقطاعات‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة،‭ ‬وشخصيات‭ ‬أكاديمية‭ ‬وتربوية‭ ‬وفكرية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها‭.‬

وألقى‭ ‬النعيمي‭ ‬كلمةً‭ ‬افتتاحية‭ ‬أشار‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬يأتي‭ ‬ضمن‭ ‬الفعاليات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬البحرين،‭ ‬احتفاءً‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وهي‭ ‬مئوية‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعراض‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية‭ ‬المباركة‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ونتائج‭ ‬مشرفة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1919،‭ ‬وتبيان‭ ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬معربًا‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تبوؤ‭ ‬مكانة‭ ‬تعليمية‭ ‬رائدة‭ ‬دوليًا،‭ ‬أكدتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬العالمية‭ ‬المرموقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬تصنيفها‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الأداء‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع،‭ ‬حسب‭ ‬تقارير‭ ‬منظمة‭ ‬“اليونسكو”،‭ ‬وتحقيقها‭ ‬أكبر‭ ‬نسبة‭ ‬تقدّم‭ ‬عربي‭ ‬وفق‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬والمركز‭ ‬الأول‭ ‬عربيًا‭ ‬و47‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬والمرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬التعليم،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬مجموعة‭ ‬بوسطن‭ ‬الاستشارية،‭ ‬وتحقيقها‭ ‬أكبر‭ ‬نسبة‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الاختبار‭ ‬الدولي‭ ‬للرياضيات‭ ‬والعلوم‭ ‬“تيمس”،‭ ‬بمعدل‭ ‬45‭ ‬درجة‭ ‬معيارية‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬ألقت‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬للمنتدى،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬“ميد‭ ‬بوينت”‭ ‬الشيخة‭ ‬نورة‭ ‬بنت‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬كلمةً‭ ‬أوضحت‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬“اليونيسيف”‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬وأن‭ ‬المنتدى‭ ‬سيتطرق‭ ‬إلى‭ ‬مناهج‭ ‬ومهارات‭ ‬المستقبل،‭ ‬والجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتمكين‭ ‬طلبتنا‭ ‬منها،‭ ‬وأهمية‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وكيفية‭ ‬تطوير‭ ‬ثقافة‭ ‬الامتياز‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬كما‭ ‬سيتضمن‭ ‬المنتدى‭ ‬حديثًا‭ ‬مطولًا‭ ‬حول‭ ‬أجندة‭ ‬عمل‭ ‬الشباب‭ ‬وقصص‭ ‬نجاحهم،‭ ‬معربةً‭ ‬عن‭ ‬شكرها‭ ‬لوزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وجميع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬التي‭ ‬قدموها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نجاح‭ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى‭.‬

ثم‭ ‬انطلقت‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬للمنتدى،‭ ‬والتي‭ ‬أدارها‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬للموارد‭ ‬والخدمات‭ ‬محمد‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة،‭ ‬وشارك‭ ‬بها‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ووزير‭ ‬النفط،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭.‬

وفي‭ ‬البداية،‭ ‬قدم‭ ‬النعيمي‭ ‬عرضًا‭ ‬بعنوان‭ ‬“مائة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬الحكومي،‭ ‬من‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬إلى‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي”،‭ ‬تناول‭ ‬خلاله‭ ‬مراحل‭ ‬تطور‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ولاسيما‭ ‬توفير‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬جودته‭ ‬وشموليته،‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التعليمي،‭ ‬وسد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص،‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدشين‭ ‬مشروع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لمدارس‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2005،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تعميمه‭ ‬بنجاح‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬متقدمة‭ ‬هي‭ ‬التمكين‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭.‬

كما‭ ‬تطرق‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬المدرسة‭ ‬المعززة‭ ‬للمواطنة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تعميمه‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المدارس،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬المدرسي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أنشطة‭ ‬ومشاريع‭ ‬مبتكرة‭ ‬اشترك‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬الطلبة‭ ‬والتربويون،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الإشادات‭ ‬الدولية‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬نالها‭ ‬المشروع،‭ ‬والتي‭ ‬وصفته‭ ‬بالتجربة‭ ‬الرائدة‭ ‬عالميًا،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬خطوة‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاختبارات‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬“تيمس”‭ ‬و”بيرلز”،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬لنتائجها‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬وتدريب‭ ‬المعلمين،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬جائزة‭ ‬اليونسكو‭ - ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لاستخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬عالمي‭ ‬باهر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تشجيع‭ ‬المبادرات‭ ‬الهادفة‭ ‬لاستخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭.‬

وسلط‭ ‬النعيمي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬كلية‭ ‬البحرين‭ ‬للمعلمين،‭ ‬والذي‭ ‬حقق‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬الكوادر‭ ‬التدريسية‭ ‬والقيادات‭ ‬التربوية‭ ‬الكفوءة،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنت‭ ‬الكلية‭ ‬من‭ ‬تخريج‭ ‬916‭ ‬طالبًا‭ ‬وطالبة‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬و522‭ ‬معلمًا‭ ‬ومعلمة‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الدبلوم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬و639‭ ‬مديرًا‭ ‬ومديرًا‭ ‬مساعدا‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الدبلوم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬التربوية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تمهين‭ ‬13‭ ‬ألفًا‭ ‬و828‭ ‬معلمًا‭ ‬ومعلمة‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬التنمية‭ ‬المهنية‭ ‬المستمرة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬استحداث‭ ‬المناهج‭ ‬والتخصصات‭ ‬المواكبة‭ ‬لمتطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ومهارات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬وجهود‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والمهني‭ ‬لتوعية‭ ‬الطلبة‭ ‬بالتخصصات‭ ‬الأكبر‭ ‬طلبًا‭.‬

ثم‭ ‬تحدث‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬اضطلع‭ ‬به‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬منذ‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العام‭ ‬1932،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬لشركة‭ ‬“بابكو”‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التعليم،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬الموازنات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لابتعاث‭ ‬الطلبة‭ ‬لدراسة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬المتصلة‭ ‬بقطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وإشراكهم‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬التخصصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي،‭ ‬ولاسيما‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬والهندسة‭ ‬الكيميائية‭ ‬والميكانيكية‭ ‬والكهربائية‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬النفط‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬الصخري‭ ‬ستفتح‭ ‬المجال‭ ‬لوظائف‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬متعددة‭.‬

وأكدت‭ ‬الأنصاري‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تسعين‭ ‬عامًا،‭ ‬وتمكنها‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬مستجداته‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬كافة‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تتميز‭ ‬بحضورها‭ ‬وعطائها‭ ‬المتواصل،‭ ‬فأصبحت‭ ‬لها‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬تعليمية‭ ‬ثرية‭ ‬بإنجازاتها،‭ ‬ورحبة‭ ‬بتطلعاتها،‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬تفرّد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بخصوصية‭ ‬ثقافية‭ ‬وانفتاح‭ ‬حضاري‭ ‬تميّز‭ ‬بدعمه‭ ‬لمسيرة‭ ‬المرأة‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمن،‭ ‬منوهة‭ ‬بدور‭ ‬الرجل‭ ‬البحريني‭ ‬ومواقفه‭ ‬الداعمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القناعة‭ ‬السياسية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬حكام‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬مساندة‭ ‬لحق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬والأدبي‭ ‬للمجتمع،‭ ‬الذي‭ ‬تبنت‭ ‬منصاته‭ ‬ووسائله‭ ‬في‭ ‬حينه‭ (‬كالصالونات‭ ‬الأدبية،‭ ‬والصحف،‭ ‬والمسرح‭ ‬المدرسي‭) ‬مسألة‭ ‬تعليم‭ ‬المرأة‭ ‬كضرورة‭ ‬من‭ ‬ضرورات‭ ‬الحياة‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬يركز‭ ‬في‭ ‬خططه‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كافة،‭ ‬على‭ ‬محاور‭ ‬خاصة‭ ‬لتشجيع‭ ‬منهجيات‭ ‬وممارسات‭ ‬“التعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة”،‭ ‬بإتاحة‭ ‬خيارات‭ ‬التطوير‭ ‬الذاتي‭ ‬ورفع‭ ‬قدرة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬معارف‭ ‬ومهارات‭ ‬جديدة‭.‬

وكشفت‭ ‬الأنصاري‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬سيعلن‭ ‬قريبا‭ ‬عن‭ ‬مبادرة‭ ‬وطنية‭ ‬جديدة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إدماج‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علوم‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬وهي‭ ‬تأتي‭ ‬متزامنة‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬أمامها‭ ‬في‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تتبنى‭ ‬تطبيقات‭ ‬العلوم‭ ‬الذكية‭.‬

واستعرضت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬المجلس‭ ‬برصدها،‭ ‬والتي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬قياس‭ ‬أثر‭ ‬تعليم‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المتقدم‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التعليمي،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬المستفيدات‭ ‬من‭ ‬البعثات‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬بلغت‭ ‬67‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المستفيدين‭. ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المتفوقات‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المتفوقين،‭ ‬وتصل‭ ‬نسبة‭ ‬الطالبات‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬68‭ %‬،‭ ‬و71‭ % ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬

وبعدها‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬كافة‭ ‬المشاركين‭ ‬والجهات‭ ‬الداعمة‭ ‬للمنتدى‭. ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬المعرض‭ ‬المصاحب‭ ‬للمنتدى،‭ ‬والذي‭ ‬يقدم‭ ‬فرصًا‭ ‬عديدة‭ ‬للتوظيف‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المحلية،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬خلاله‭ ‬استعراض‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬50‭ ‬رائد‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬المملكة،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬منتجاتهم‭ ‬وخدماتهم‭.‬