دمج المتعة البصرية والذهنية وعدم الاعتماد على الكوميديا

“السحر الأسود” تختتم عروضها بنجاح

| فاطمة الماجد

بين‭ ‬الفنتازيا‭ ‬والرعب‭ ‬والحب‭ ‬والكوميديا‭ ‬تشكلت‭ ‬مسرحية‭ ‬“السحر‭ ‬الأسود”‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬مؤسسة‭ ‬“بروتيك‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفني”‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬نادي‭ ‬النسر‭ ‬الذهبي‭ ‬حتى‭ ‬خامس‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭. ‬لتصنع‭ ‬لنا‭ ‬مسرحية‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬حملت‭ ‬بين‭ ‬ثناياها‭ ‬التنوع‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المساحات‭ ‬المتوقعة‭ ‬والمستهلكة‭ ‬فتميزت‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قال‭ ‬المخرج‭ ‬علي‭ ‬الثامر‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬للبلاد‭ ‬“ان‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬قد‭ ‬تمت‭ ‬كتابتها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬التزاماتي‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬وضعف‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تسنح‭ ‬لنا‭ ‬الفرصة‭ ‬بعرضها‭ ‬مسبقًا،‭ ‬وهذا‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬الإصرار‭ ‬أكبر،‭ ‬فحاولنا‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬ننتظر‭ ‬جهة‭ ‬معينة‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬لنا‭ ‬الدعم”‭.‬

وأضاف‭: ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬تكاليف‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬عالية‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬تمامًا،‭ ‬فنحن‭ ‬حاولنا‭ ‬تقليص‭ ‬التكاليف‭ ‬المادية‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬بحكم‭ ‬خبرتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬كنا‭ ‬نسعى‭ ‬لإبراز‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬مبهرة‭ ‬للجمهور،‭ ‬ولذلك‭ ‬قمت‭ ‬بتحويل‭ ‬نص‭ ‬الكاتب‭ ‬حمد‭ ‬الشهابي‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحب‭ ‬والرومانسية‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬أنواع‭ ‬وهم‭ ‬الحب‭ ‬والرعب‭ ‬والكوميديا‭ ‬والعرض‭ ‬السينمائي،‭ ‬والأخير‭ ‬هو‭ ‬الأصعب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي،‭ ‬ولكنني‭ ‬كنت‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬كل‭ ‬مشهد‭ ‬لوحات‭ ‬متنوعة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يصاب‭ ‬الجمهور‭ ‬بالملل،‭ ‬وأن‭ ‬أتكيف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬مبتدأ‭ ‬لكي‭ ‬أقوم‭ ‬بإبرازه‭ ‬في‭ ‬الحس‭ ‬الذي‭ ‬يناسبه‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يلامس‭ ‬الجمهور‭. ‬

وحول‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتهم‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬أشار‭ ‬الثامر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“ضيق‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬التدريبات‭ ‬المسبقة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات،‭ ‬فعادةً‭ ‬يحتاج‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬فترة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬تقريبًا‭ ‬للتدريبات‭ ‬بمعدل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬يوميًا‭ ‬ولكن‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نملكه‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المعتاد‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إنني‭ ‬قمت‭ ‬بإخراج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة‭ ‬لأن‭ ‬لي‭ ‬مهام‭ ‬متعددة‭ ‬بين‭ ‬الإخراج‭ ‬والتمثيل‭ ‬والمكساج‭ ‬والديكور‭ ‬مما‭ ‬شكل‭ ‬تحدي‭ ‬أكبر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إننا‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬تأخرنا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التسويق‭ ‬بسبب‭ ‬الإنتاج‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الماضي،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬ستدعم‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة،‭ ‬وهناك‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بعرضها‭ ‬مجددًا‭ ‬في‭ ‬عمان‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬اخرى‭ ‬لاحقًا‭. ‬“

ومن‭ ‬جهته‭ ‬أكد‭ ‬الفنان‭ ‬نجم‭ ‬مساعد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬المسرحية‭ ‬لم‭ ‬يشكل‭ ‬له‭ ‬تحدي‭ ‬كبير‭ ‬لكونه‭ ‬قام‭ ‬بأدوار‭ ‬مشابهة‭ ‬مسبقًا،‭ ‬ولكنه‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬بصمته‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬لكي‭ ‬يصل‭ ‬لقلوب‭ ‬الناس‭ ‬ويقنعهم‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ ‬يعد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المسلم،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬“السحر‭ ‬الأسود”‭ ‬هو‭ ‬دمج‭ ‬المتعة‭ ‬البصرية‭ ‬والذهنية‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكوميديا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬التنويع‭ ‬بين‭ ‬الدراما‭ ‬والكوميديا‭ ‬والرعب‭ ‬وخفة‭ ‬اليد‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬كما‭ ‬تمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬هي‭ ‬بداية‭ ‬لتأسيس‭ ‬مسرح‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬البقية‭ ‬بحكم‭ ‬كونه‭ ‬فنتازي‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬من‭ ‬تمثيل‭: ‬وفاء‭ ‬مكي،‭ ‬علي‭ ‬الثامر،‭ ‬حسن‭ ‬الماجد،‭ ‬عقيل‭ ‬الماجد،‭ ‬سمر‭ ‬الزاكي،‭ ‬نورة‭ ‬الصائغ،‭ ‬نجم‭ ‬مساعد،‭ ‬ونجم‭ ‬عبدالله،‭ ‬وألحان‭ ‬أغاني‭ ‬المسرحية‭ ‬للفنان‭ ‬زياد‭ ‬زيمان،‭ ‬ومكياج‭ ‬عفاف‭ ‬الجلال‭.‬