فرص متكافئة وفرتها الحكومة لتنمية مواهب ذوي الاحتياجات واستثمار قدراتهم

الاحتفال بمئوية التعليم ... مستقبل واعد لجيل مبـدع

| المنامة - بنا

يأتي‭ ‬احتفال‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬يونيو‭ ‬2019‭ ‬بمرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬بالبلاد‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬مثل‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬وذات‭ ‬ارتباط‭ ‬حيوي‭ ‬بالتنمية‭ ‬بمفهومها‭ ‬الشامل‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مسيرة‭ ‬عطاء‭ ‬ورؤية‭ ‬تستلهم‭ ‬متطلبات‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬مسيرة‭ ‬تنموية‭ ‬شاملة‭ ‬قادها‭ ‬بحنكة‭ ‬ومهارة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬راعي‭ ‬حركة‭ ‬التحديث‭ ‬والتطوير‭.‬

وتحت‭ ‬قيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬غالبية‭ ‬أهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬التعليم،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬يمثل‭ ‬المقوم‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وزيادة‭ ‬مستوى‭ ‬النمو‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتحديث‭ ‬البيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للدولة‭.‬

ولقد‭ ‬حظي‭ ‬التعليم‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬المباركة‭ ‬باهتمام‭ ‬واسع،‭ ‬إذ‭ ‬تضمنتها‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬ضمن‭ ‬أهم‭ ‬مفاصل‭ ‬مبادرات‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتطوير‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬فظل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الهاجس‭ ‬التنموي‭ ‬الكبير،‭ ‬وارتبط‭ ‬ارتباطا‭ ‬عضويا‭ ‬وتكامليا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مبادرات‭ ‬الإصلاح‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المرحلة‭ ‬الماضية‭ ‬وأطلقها‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إنفاذا‭ ‬للإرادة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭.‬

تجربة‭ ‬وطنية‭ ‬رائدة

وينظر‭ ‬للتجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬بعين‭ ‬من‭ ‬الإكبار‭ ‬والتقدير،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأنها‭ ‬ضمنت‭ ‬لجميع‭ ‬الأبناء‭ ‬والبنات‭ ‬التمتع‭ ‬بشكل‭ ‬متساو‭ ‬بمستوى‭ ‬تعليمي‭ ‬جيد‭ ‬مجاني‭ ‬وإلزامي‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنها‭ ‬أتاحت‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات‭ ‬وغيرها‭ ‬كالضعيفة‭ ‬والمهمشة‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬فرصا‭ ‬متكافئة‭ ‬لتنمية‭ ‬مواهبهم‭ ‬واستثمار‭ ‬قدراتهم،‭ ‬وبما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬الضرورية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬هامش‭ ‬الخيارات‭ ‬أمامهم،‭ ‬وامتلاك‭ ‬المقومات‭ ‬اللازمة؛‭ ‬لشغل‭ ‬الوظائف‭ ‬اللائقة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بإمكاناتهم‭.‬

يتضح‭ ‬ذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬للتطور‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬المؤشرات‭ ‬الكمية‭ ‬والنوعية‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬القطاع‭ ‬بالبلاد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعم‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬اللامحدود‭ ‬لمسيرة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬وضع‭ ‬التعليم‭ ‬كأولوية‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بإجراءات‭ ‬محددة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬السياسات؛‭ ‬بهدف‭ ‬توسيع‭ ‬هامش‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬برمتها،‭ ‬وتشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬والخاص‭ ‬لتوجيه‭ ‬موارده‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭.‬

تطور‭ ‬كمي‭ ‬ونوعي‭ ‬

ويمكن‭ ‬قراءة‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬بالإشارة‭ ‬لزيادة‭ ‬الملتحقين‭ (‬ذكورا‭ ‬وإناثا‭) ‬بمرحلتي‭ ‬الحضانة‭ ‬والروضة‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬ـ‭ ‬2018‭ ‬الذين‭ ‬بلغوا‭ ‬38801‭ ‬طفل‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬36980‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬ـ‭ ‬2016،‭ ‬وكذلك‭ ‬طلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬الذين‭ ‬بلغوا‭ ‬113031‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬111383‭ ‬طالبا،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬لطلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬الذين‭ ‬زادوا‭ ‬لـ‭ ‬51903‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانوا‭ ‬48618‭ ‬طالبا،‭ ‬وكذلك‭ ‬طلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ (‬العام‭ ‬والفني‭) ‬الذين‭ ‬زادوا‭ ‬لـ‭ ‬42653‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانوا‭ ‬42368‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬المقارنة‭ ‬نفسها‭.‬

ترافق‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنشآت‭ ‬التعليمية‭ ‬الابتدائية‭ ‬منها‭ ‬والإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬والمعاهد‭ ‬الدينية،‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬208‭ ‬مدارس‭ ‬العام‭ ‬2015‭ - ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬212‭ ‬مدرسة‭ ‬العام‭ ‬2017‭ - ‬2018،‭ ‬وكذلك‭ ‬زادت‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬غير‭ ‬الحكومي‭ ‬من‭ ‬248‭ ‬مؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬265‭ ‬مؤسسة‭ ‬العام‭ ‬2017‭ - ‬2018،‭ ‬وضمت‭ ‬الأولى‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬14139‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الهيئة‭ ‬التعليمية،‭ ‬بينما‭ ‬ضمت‭ ‬الثانية‭ ‬8088‭ ‬عضوا‭ ‬العام‭ ‬2017‭ - ‬2018‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬14292‭ ‬و7462‭ ‬العام‭ ‬2015‭ - ‬2016‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬

ووصل‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬المستمر‭ ‬المخصص‭ ‬للفئات‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬تعويض‭ ‬ما‭ ‬فاتهم‭ ‬إلى‭ ‬4417‭ ‬طالبا‭ ‬العام‭ ‬2017‭ - ‬2018،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬بعد‭ ‬الثانوي‭ ‬دون‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والموجه‭ ‬للفئات‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مساراتهم‭ ‬المهنية‭ ‬وخبراتهم‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬14921‭ ‬طالبا‭. ‬أما‭ ‬طلاب‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الجامعي‭ ‬فما‭ ‬فوق،‭ ‬فيربو‭ ‬عن‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬وفق‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬نحو‭ ‬14‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليم‭ ‬عال‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة‭ ‬تتقدمهم‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭.‬

وقد‭ ‬ضمن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬للبحرين‭ ‬وضعا‭ ‬متميزا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬خفض‭ ‬نسب‭ ‬التسرب‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬0‭.‬04‭ %‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الأمية‭ ‬لدى‭ ‬الكبار‭ ‬لتبلغ‭ ‬2‭.‬46‭ %‬،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬السمعة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬بسبب‭ ‬المنجزات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬كجائزة‭ ‬اليونسكو‭- ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لاستخدام‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وجائزة‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

تعليم‭ ‬جيد‭ ‬حياة‭ ‬جيدة‭ ‬

وبحسب‭ ‬مقاصد‭ ‬وأهداف‭ ‬المؤشر‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فإن‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬يضمن‭ ‬لأهلها‭ ‬فحسب‭ ‬كسر‭ ‬دائرة‭ ‬انعدام‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬عموما‭ ‬والجنسين‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬ربقة‭ ‬التهميش‭ ‬والفقر،‭ ‬وإنما‭ ‬مكن‭ ‬الناس‭ ‬بمختلف‭ ‬فئاتهم‭ ‬وشرائحهم‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬معيشتهم،‭ ‬وتحقيق‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لهم‭ ‬ولأبنائهم،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬آليات‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬ودعم‭ ‬وتوسيع‭ ‬أطر‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والسلامة‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭.‬

تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬واضحا‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التقرير‭ ‬الطوعي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬المنتدى‭ ‬السياسي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬المعني‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2018‭ ‬الفائت،‭ ‬وتم‭ ‬الربط‭ ‬فيه‭ ‬صراحة‭ ‬بين‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائية‭ ‬للألفية،‭ ‬وكذلك‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬وحجم‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬وفرها‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬بالبحرين‭ ‬لكل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬السواء‭.‬

شهادة‭ ‬تقدير‭ ‬وإكبار‭ ‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬نالت‭ ‬إعجاب‭ ‬وتقدير‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنمائية‭ ‬للألفية‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬موعدها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬استطاعت‭ ‬نيل‭ ‬شهادة‭ ‬كبريات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬عند‭ ‬استعراض‭ ‬تقريرها‭ ‬الطوعي‭ ‬الخاص‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الـ‭ ‬17،‭ ‬والتي‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تحقيقها‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬2030،‭ ‬وتضمنت‭ ‬فيما‭ ‬تضمنت‭ ‬توفير‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬لأهل‭ ‬هذه‭ ‬البلدة‭ ‬الطيبة‭ ‬باعتبارها‭ ‬مقوما‭ ‬رئيسا‭ ‬لمجتمع‭ ‬الأمن‭ ‬والرخاء‭ ‬الذي‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬المملكة‭.‬

وتبرز‭ ‬هنا‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬احتفى‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ويحق‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬بها،‭ ‬منها‭: ‬نجاحها‭ ‬وبنسبة‭ ‬78‭ % ‬في‭ ‬إدماج‭ ‬ومواءمة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬2015‭-‬2018،‭ ‬مجانية‭ ‬وإلزامية‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬وبنسبة‭ ‬التحاق‭ ‬بلغت‭ ‬للمرحلتين‭ ‬الأساسية‭ ‬والثانوية‭ ‬100‭% ‬و86‭.‬4‭% ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬قاضية‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬الأمية‭ ‬فيما‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الالتحاق‭ ‬في‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬82‭ %‬،‭ ‬ورفع‭ ‬متوسط‭ ‬دخل‭ ‬الأسرة‭ ‬بنسبة‭ ‬47‭ % ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬الماضية‭ ‬وعبر‭ ‬شبكات‭ ‬حماية‭ ‬اجتماعية‭ ‬غطت‭ ‬8‭ % ‬من‭ ‬الأسر،‭ ‬بجانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬77‭ ‬عاما‭ ‬نتيجة‭ ‬توفر‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة،‭ ‬وتمكن‭ ‬نحو‭ ‬65‭ % ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬استملاك‭ ‬منازلهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬والخدمات‭ ‬الإسكانية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الاربعة‭ ‬الماضية،‭ ‬وتواجد‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬55‭ % ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الإشرافية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬تبلغ‭ ‬53‭ % ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬و33‭ ‬‭% ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وانخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬4‭ % ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬الماضية،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تقرير‭ ‬البحرين‭ ‬الطوعي‭ ‬المقدم‭.‬

مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬ومشرق‭ ‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تثار‭ ‬توقعات‭ ‬وتقديرات‭ ‬مبشرة‭ ‬بشأن‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬فوق‭ ‬أرضها‭ ‬الطيبة‭ ‬بفضل‭ ‬مستويات‭ ‬التعليم‭ ‬الجيدة‭ ‬المقدمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬التعليم‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬مجموعة‭ ‬بوسطن‭ ‬الاستشارية‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وحصول‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬محليا‭ ‬و213‭ ‬عالميا‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬مؤسسة‭ ‬التايمز‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬والـ‭ ‬25‭ ‬عربيا‭ ‬بحسب‭ ‬التصنيف‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬تصنيف‭ ‬الجامعات‭ ‬العالمي‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشروعات‭ ‬التطويرية‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬مواكبة‭ ‬احتياجات‭ ‬المستقبل‭ ‬ومتطلبات‭ ‬النهضة‭ ‬والنمو‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬تطورات‭ ‬العصر،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭: ‬مبادرات‭ ‬استقطاب‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التدريس،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتمكين‭ ‬الرقمي،‭ ‬وتطبيق‭ ‬نظم‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬وتخصيص‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وافتتاح‭ ‬فروع‭ ‬جديدة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬تعليم‭ ‬عالي‭ ‬عالمية،‭ ‬وتطوير‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬الوطنية‭ ‬سواء‭ ‬المتوسطة‭ ‬منها‭ ‬والعالية‭ ‬كمشروعات‭ ‬تحسين‭ ‬أداء‭ ‬المدارس،‭ ‬وتوفير‭ ‬مؤسسات‭ ‬التدريب،‭ ‬وإنشاء‭ ‬جامعة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية،‭ ‬وغيرها‭.‬