جراء تطبيق “القيمة المضافة” وتأجيل قرار الشراء لدى البعض

مبيعات السيارات تتراجع 42.4 % خلال العام

| علي الفردان

تراجعت‭ ‬مبيعات‭ ‬السيارات‭ ‬المحلية‭ ‬الى‭ ‬نحو‭ ‬النصف‭ ‬خلال‭ ‬الأربعة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬فرض‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وتراجع‭ ‬رغبة‭ ‬الشراء‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬بسبب‭ ‬دوافع‭ ‬متعددة‭.‬

وأشارت‭ ‬بيانات‭ ‬تم‭ ‬استنباطها‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬تسجيل‭ ‬المركبات‭ ‬الجديدة،‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬سجلتها‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬ولغاية‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬بلغت‭ ‬6‭,‬693‭ ‬مركبة‭ ‬وسيارة‭ (‬تشمل‭ ‬مختلف‭ ‬الأنواع‭) ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬11‭,‬623‭ ‬أي‭ ‬بنسبة‭ ‬تراجع‭ ‬بلغت‭ ‬42‭.‬4‭ %.‬

وتراجعت‭ ‬كذلك‭ ‬مبيعات‭ ‬السيارات‭ ‬المستعملة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬2‭,‬328‭ ‬في‭ ‬الأربعة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬لتبلغ‭ ‬1‭,‬407‭ ‬سيارة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2019،‭ ‬أي‭ ‬بنسبة‭ ‬انخفاض‭ ‬قدرها‭ ‬39‭.‬5‭ %.‬

ولا‭ ‬تقيس‭ ‬الأرقام‭ ‬أداء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬الذي‭ ‬صادف‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬توقع‭ ‬وكلاء‭ ‬سيارات‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬تحسن‭ ‬نسبي‭ ‬في‭ ‬المبيعات‭ ‬إذ‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الأشهر‭ ‬الموسمية‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬فيه‭ ‬وكالات‭ ‬السيارات‭ ‬والشركات‭ ‬عروض‭ ‬سخية‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬الشراء،‭ ‬حيث‭ ‬تصل‭ ‬نسب‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬رقمين‭ ‬عشريين‭.‬

واستحوذت‭ ‬السيارات‭ ‬اليابانية‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬التسجيل‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬المركبات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬سجلتها‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مبيعات‭ ‬هذه‭ ‬السيارات‭ (‬اليابانية‭) ‬عموماً‭ ‬حققت‭ ‬تراجعاً‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتفظ‭ ‬بغالبية‭ ‬حركة‭ ‬تسجيل‭ ‬السيارات‭ ‬الجديدة‭. ‬وعلى‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حققت‭ ‬علامات‭ ‬بعض‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬تسجيل‭ ‬السيارات‭ ‬الجديدة‭ ‬لدى‭ ‬الادارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬كانت‭ ‬عاملا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬هبوط‭ ‬المبيعات‭ ‬جزئيا‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭. ‬وكان‭ ‬عاملون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السيارات‭ ‬أشاروا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬ستختبر‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬التجربة‭ ‬الخليجية‭ ‬حين‭ ‬أحجم‭ ‬المستهلكون‭ ‬عن‭ ‬شراء‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬في‭ ‬عامل‭ ‬نفسي‭ ‬يتلاشى‭ ‬تدريجياً‭ ‬مع‭ ‬اعتياد‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الضريبة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬وكالات‭ ‬السيارات‭ ‬الترويج‭ ‬للإعلان‭ ‬“خل‭ ‬الضريبة‭ ‬علينا”‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬لتحملها‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬المشترين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خفض‭ ‬الأسعار‭ ‬وذلك‭ ‬لامتصاص‭ ‬الآثار‭ ‬النفسية‭ ‬على‭ ‬المستهلكين‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬الشريحة‭ ‬الثانية‭ ‬لضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬بنهاية‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬حجم‭ ‬مبيعاتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وأقل‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬سيتم‭ ‬تطبيق‭ ‬الضريبة‭ ‬عليها‭ ‬أسوة‭ ‬بالشركات‭ ‬الكبرى‭.‬