لمحات

ادعم المسرح البحريني

| د.علي الصايغ

تطرقت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬مضى‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬دعم‭ ‬التجارب‭ ‬المسرحية‭ ‬البحرينية‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬تخللتها‭ ‬بعض‭ ‬السلبيات،‭ ‬وأشرت‭ ‬حينها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تراكم‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬ينضج‭ ‬الحركة‭ ‬المسرحية،‭ ‬ويمنحها‭ ‬دافعا‭ ‬قويا‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام؛‭ ‬فتراكم‭ ‬الخبرات‭ ‬يتوج‭ ‬غالبا‭ ‬بنتاجات‭ ‬فريدة،‭ ‬راقية،‭ ‬لها‭ ‬ثقلها‭ ‬الفكري،‭ ‬والتنويري،‭ ‬وأساس‭ ‬يبنى‭ ‬عليه‭ ‬مستقبل‭ ‬مسرحي‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬وإيجابية‭.‬

يدرك‭ ‬المسرحيون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬سنوات‭ ‬الركود‭ ‬التي‭ ‬ألمت‭ ‬بالمسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬رغم‭ ‬ظهور‭ ‬بعض‭ ‬الطفرات‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة؛‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬يبزغ‭ ‬نجاحها‭ ‬وتتألق،‭ ‬تأفل‭ ‬وتندثر‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬قلة‭ ‬الدعم،‭ ‬وعزوف‭ ‬الجمهور‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭.‬

مازلت‭ ‬مؤمنا‭ ‬بأن‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬المسرحيات‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ - ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ - ‬ظاهرة‭ ‬ذات‭ ‬دلالات‭ ‬جيدة،‭ ‬تؤسس‭ ‬لبنية‭ ‬مسرحية‭ ‬قوية،‭ ‬مستمرة،‭ ‬لها‭ ‬جمهورها‭ ‬الحاضر،‭ ‬والمحب‭ ‬لما‭ ‬يدور‭ ‬على‭ ‬الخشبة‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬ومحاولات‭ ‬فإبداعات‭.‬

في‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬كان‭ ‬المسرحيون‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬البضع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬فقد‭ ‬تنامى‭ ‬الاهتمام‭ ‬والإقبال‭ ‬على‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية،‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نعزز‭ ‬استمراريتها،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬ننتقدها‭ ‬بعنف،‭ ‬فالمحاولات‭ ‬شبابية،‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬جديدة،‭ ‬اصطبغت‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر،‭ ‬وتوشحت‭ ‬بالأبيض،‭ ‬وهو‭ ‬سبب‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬يدعونا‭ ‬للاهتمام‭ ‬بدعمهم‭ ‬ومساندتهم‭ ‬ليكونوا‭ ‬أفضل‭. ‬لا‭ ‬ضرر‭ ‬من‭ ‬الانتقاد‭ ‬البناء،‭ ‬أما‭ ‬الهجوم‭ ‬اللاذع،‭ ‬أو‭ ‬الحكم‭ ‬المسبق،‭ ‬أو‭ ‬الانتقاد‭ ‬دون‭ ‬العلم‭ ‬تماما‭ ‬بالشيء،‭ ‬يضعف‭ ‬هذه‭ ‬الحركة،‭ ‬ولا‭ ‬يخدم‭ ‬هدف‭ ‬تطوير‭ ‬المسرح‭.‬

أعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سلبيات‭ ‬عديدة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬تصحيح‭ ‬المسار،‭ ‬لا‭ ‬دعم‭ ‬الإحباط،‭ ‬وإبداء‭ ‬ردات‭ ‬الفعل‭ ‬الشديدة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نرى‭ ‬الواجب‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬تجارب‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬وأن‭ ‬ننتقده‭ ‬انتقادا‭ ‬محبا،‭ ‬انتقادا‭ ‬يصحح‭ ‬مساره،‭ ‬ويرتقي‭ ‬بمستواه،‭ ‬ويعلي‭ ‬من‭ ‬شأنه،‭ ‬ويفتح‭ ‬المجال‭ ‬واسعا‭ ‬أمامه‭ ‬للاستمرارية‭ ‬فالتألق،‭ ‬وهو‭ ‬بلوغ‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭.‬