أبناء الجاليات يصرون على الاحتفال بالمناسبة في كل الظروف

العيد يرسم البهجة على البحرينيين

يأتي‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬ليمثل‭ ‬فرحة‭ ‬للمسلمين‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬وقد‭ ‬تختلف‭ ‬الأشكال‭ ‬والألوان،‭ ‬وقد‭ ‬تتباين‭ ‬اللغات‭ ‬والألسنة،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬القلوب‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬تجمعها‭ ‬شريعة‭ ‬الله‭ ‬ودينه‭ ‬الحنيف‭ ‬دين‭ ‬الإسلام،‭ ‬حيث‭ ‬ينعكس‭ ‬هذا‭ ‬التوحد‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬طرق‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتلك‭ ‬المناسبة‭ ‬العطرة‭ ‬التي‭ ‬نحياها‭ ‬هذه‭ ‬الايام‭ ‬ألا،‭ ‬وهي‭ ‬“عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك”‭.‬

واختلفت‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬الحالية‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الغابر،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬كاملة‭. ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فقد‭ ‬اختلف‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬المد‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بحياة‭ ‬البشرية‭ ‬عموما‭. ‬وكان‭ ‬الجميع‭ ‬يحتفل‭ ‬بالعيد‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء‭ ‬واطفالا،‭ ‬فعقب‭ ‬الصلاة‭ ‬يجتمع‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬المقهى؛‭ ‬لتبادل‭ ‬التهنئة‭ ‬وتمضية‭ ‬أوقات‭ ‬طيبة‭ ‬مع‭ ‬تناول‭ ‬القهوة‭ ‬والتدخين‭ ‬والشيشة،‭ ‬ولكن‭ ‬القهوة‭ ‬لا‭ ‬تسبق‭ ‬“الواجب”‭ ‬فبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬يتوجه‭ ‬الجميع‭ ‬أولا‭ ‬إلى‭ ‬الاجتماع‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الكبير‭ ‬لتلاقي‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة؛‭ ‬ليتبادلوا‭ ‬التهنئة‭ ‬بالعيد‭ ‬وقد‭ ‬تمضى‭ ‬العائلة‭ ‬مجتمعه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬النهار،‭ ‬وقد‭ ‬يمتد‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العيد‭. ‬وفيما‭ ‬مضى‭ ‬اعتاد‭ ‬الرجال‭ ‬التجمع‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬لتناول‭ ‬غذاء‭ ‬العيد‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬والحشور‭ ‬والخبز‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬صواني‭ ‬كبيرة‭ ‬ليجتمع‭ ‬حولها‭ ‬ستة‭ ‬أو‭ ‬سبعة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭.‬

في‭ ‬منزل‭ ‬الجد‭ ‬أو‭ ‬الجدة‭ ‬عادة‭ ‬يقضي‭ ‬الجميع‭ ‬معظم‭ ‬اليوم،‭ ‬وهذا‭ ‬الشيء‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬العيد،‭ ‬حيث‭ ‬يعطى‭ ‬الكبير‭ ‬الصغير‭ ‬ويمنح‭ ‬الجد‭ ‬العيدية‭ ‬لجميع‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬كبيرا‭ ‬وصغيرا،‭ ‬ثم‭ ‬تتوالى‭ ‬الأدوار‭ ‬بمنح‭ ‬الكبار‭ ‬جميع‭ ‬صغار‭ ‬العائلة‭ ‬العيدية‭ ‬والمستفيد‭ ‬الأكبر‭ ‬بالطبع‭ ‬هو‭ ‬أصغر‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬سنا‭. ‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر‭ ‬بدأت‭ ‬مراكز‭ ‬التسوق‭ ‬والمجعات‭ ‬التجارية‭ ‬الكبيرة‭ ‬استعداداتها‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬واستقبال‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬لبرامجها‭ ‬المختلفة‭ ‬التى‭ ‬تشمل‭ ‬إقامة‭ ‬المسابقات‭ ‬والفقرات‭ ‬الفنية‭ ‬والترفيهية‭ ‬للاطفال‭ ‬والكبار،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬جوائز‭ ‬كبيرة‭ ‬سيتم‭ ‬السحب‭ ‬عليها‭. ‬وهذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬والعروض‭ ‬تشكل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬المتاحة‭ ‬امام‭ ‬الجمهور‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بالعيد‭ ‬وبما‭ ‬يعنيه‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬والأسري،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬والفنية‭ ‬والثقافية‭.‬

 

عيد‭ ‬الفطر‭ ‬حول‭ ‬العالم

قد‭ ‬نتفق‭ ‬أو‭ ‬نختلف‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬شوال،‭ ‬بمعنى‭ ‬موعد‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة،‭ ‬شرقه‭ ‬وغربه،‭ ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬آتيًا‭ ‬لا‭ ‬محال،‭ ‬لينال‭ ‬من‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬فائزًا‭ ‬جائزته‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العزة‭ ‬جل‭ ‬شأنه‭.‬ لذلك‭ ‬يصر‭ ‬أبناء‭ ‬الجاليات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة،‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يحياها‭ ‬نظرائهم‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬المختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬مازالت‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ترفض‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالعيد‭ ‬كعطلة‭ ‬رسمية،‭ ‬بل‭ ‬وبعضها‭ ‬مازال‭ ‬يأبى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالإسلام‭ ‬كدين‭ ‬مثل‭ ‬الديانات‭ ‬الأخرى‭ ‬اليهودية‭ ‬والنصرانية‭ ‬وحتى‭ ‬الوثنية‭.‬