الموالي للشباب البحريني: طوروا مواهبكم

عبدالله عبدالكريم يقاوم البطالة بصيانة المكيفات

| سعيد محمد

يشجع‭ ‬الشاب‭ ‬عبدالله‭ ‬عبدالكريم‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬وتنظيف‭ ‬المكيفات‭ ‬وأجهزة‭ ‬التبريد‭ ‬كل‭ ‬الشباب‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬أن‭ ‬يواصلوا‭ ‬سعيهم‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يجلسوا‭ ‬“مكتوفي‭ ‬الأيدي”،‭ ‬ولأن‭ ‬الأرزاق‭ ‬مقسمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬فيلزم‭ ‬أن‭ ‬يتحركوا‭ ‬ويبحث‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬أو‭ ‬مهنة‭ ‬أو‭ ‬مشروع‭ ‬صغير‭ ‬ليكسب‭ ‬لقمة‭ ‬عيشه‭.‬

ويقول‭ ‬عبدالكريم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬بقسم‭ ‬الصيانة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬أغلقت‭ ‬بسبب‭ ‬المشكلات‭ ‬المالية‭ ‬والخسائر‭ ‬لسوء‭ ‬الإدارة‭ ‬وفق‭ ‬اعتقاده،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ليس‭ ‬موضوع‭ ‬حديثه،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تسريحه‭ ‬وكل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الشركة،‭ ‬قضى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬وهو‭ ‬يجول‭ ‬يوميًا‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بالتوفيق،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستسلم‭ ‬للبطالة،‭ ‬فاقترض‭ ‬مبلغًا‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أقربائه‭ ‬واشترى‭ ‬شاحنة‭ ‬صغيرة‭ ‬ومعدات‭ ‬ومستلزمات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صيانة‭ ‬وتصليح‭ ‬المكيفات‭ ‬وأجهزة‭ ‬التبريد،‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬إعلانات‭ ‬بين‭ ‬معارفه،‭ ‬ويضيف‭ :‬”أول‭ ‬خطوة‭ ‬قمت‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استكملت‭ ‬التجهيزات‭ ‬هي‭ ‬أنني‭ ‬نشرت‭ ‬إعلانات‭ ‬في‭ ‬مجموعات‭ ‬الواتس‭ ‬أب‭ ‬ولدى‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬إعلان‭ ‬لي‭ ‬وضعته‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬خباز‭ ‬الديرة،‭ ‬وتوالت‭ ‬الطلبات‭ ‬وبدأت‭ ‬أعمل‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬يحقق‭ ‬لي‭ ‬مدخولًا‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به؛‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬أسرتي”‭.‬

وينصح‭ ‬عبدالكريم‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬يضعوا‭ ‬في‭ ‬اعتبارهم‭ ‬أهمية‭ ‬إجادة‭ ‬العمل‭ ‬بإتقان‭ ‬وبأمانة،‭ ‬فالسوق‭ ‬المحلية‭ ‬مليئة‭ ‬بالوافدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البحرينيين‭ ‬يدعمون‭ ‬الشباب‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬ولهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عملهم‭ ‬متقنًا‭ ‬و”نظيفًا”،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬خطوات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬العملاء؛‭ ‬لكي‭ ‬يستمر‭ ‬العمل‭ ‬ويطلبه‭ ‬الزبون‭ ‬لجودة‭ ‬عمله‭.‬

ومنذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬يعمل‭ ‬الشاب‭ ‬حسن‭ ‬مكي‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬مواد‭ ‬التنظيف،‭ ‬ويقول‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬رزقه‭ ‬الوحيد،‭ ‬ويعمل‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬حتى‭ ‬المساء‭ ‬متنقلًا‭ ‬بسيارة‭ ‬“ميني‭ ‬باص”‭ ‬ويختار‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬الطرقات‭ ‬ويعرض‭ ‬بضاعته،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬عمله‭ ‬ناجحًا‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬هو‭ ‬اختيار‭ ‬المنتجات‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬وبيعها‭ ‬بهامش‭ ‬ربح‭ ‬بسيط‭ ‬يناسب‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬الانستغرام‭ ‬يعرض‭ ‬بضاعته‭ ‬ويتلقى‭ ‬الطلبات‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬من‭ ‬متابعيه،‭ ‬ويشدد‭ ‬مكي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬السعي‭ ‬لطلب‭ ‬الرزق‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أفكار،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مكررة‭ ‬وموجودة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬فأسلوبك‭ ‬وطريقة‭ ‬بيعك‭ ‬واجتهادك‭ ‬وتوكلك‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لنجاح‭ ‬عملك‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬فكرة‭ ‬بيع‭ ‬المكسرات‭ ‬اعتيادية،‭ ‬بل‭ ‬وتتوفر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسواق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جعفر‭ ‬الموالي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬إعداد‭ ‬وتغليف‭ ‬وتقديم‭ ‬المكسرات‭ ‬بحيث‭ ‬تنال‭ ‬إعجاب‭ ‬الناس،‭ ‬ستجعلهم‭ ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬منتجاتك،‭ ‬ويذكر‭ ‬جعفر‭ ‬أن‭ ‬عمله‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬يملكه،‭ ‬بل‭ ‬يضع‭ ‬طاولته‭ ‬ومكسراته‭ ‬ويعرض‭ ‬منتجاته‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية،‭ ‬لكن‭ ‬موقعه‭ ‬المفضل‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬المقشع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حساب‭ ‬الانستغرام‭ ‬بالطبع،‭ ‬ويبدي‭ ‬إعجابه‭ ‬بالشباب‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يستسلموا‭ ‬للبطالة‭ ‬وبدأوا‭ ‬أعمالًا‭ ‬بسيطة‭ ‬وطوروها،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬الأهالي‭ ‬مطلوب‭ ‬ليساهموا‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬مشاريع‭ ‬الشباب‭.‬