العيدية والحنة... في احتفالات العيد

“العيدية”‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬العيد،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الكبار‭ ‬بإعطاء‭ ‬صغارهم‭ ‬عيدية‭ ‬العيد،‭ ‬وهي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مبلغا‭ ‬من‭ ‬المال،‭ ‬والعيدية‭ ‬كلمة‭ ‬عربية‭ ‬منسوبة‭ ‬إلى‭ ‬العيد‭ ‬بمعنى‭ ‬العطاء‭ ‬أو‭ ‬العطف،‭ ‬وترجع‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬المماليك‭.  ‬فكان‭ ‬السلطان‭ ‬المملوكي‭ ‬يصرف‭ ‬راتبًا‭ ‬بمناسبة‭ ‬العيد‭ ‬للأتباع‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬والأمراء‭ ‬ومن‭ ‬يعملون‭ ‬معه،‭ ‬وكان‭ ‬اسمها‭ ‬“الجامكية”‭. ‬

وتتفاوت‭ ‬قيمة‭ ‬العيدية‭ ‬تبعًا‭ ‬للراتب،‭ ‬فكانت‭ ‬تقدم‭ ‬للبعض‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬طبق‭ ‬مملوء‭ ‬بالدنانير‭ ‬الذهبية،‭ ‬وآخرون‭ ‬تقدم‭ ‬لهم‭ ‬دنانير‭ ‬من‭ ‬الفضة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدنانير‭ ‬كانت‭ ‬تقدم‭ ‬المأكولات‭ ‬الفاخرة‭. ‬وفي‭ ‬العصر‭ ‬العثماني‭ ‬أخذت‭ ‬العيدية‭ ‬أشكالا‭ ‬أخرى،‭ ‬فكانت‭ ‬تقدم‭ ‬نقودًا‭ ‬وهدايا‭ ‬للأطفال،‭ ‬واستمر‭ ‬هذا‭ ‬التقليد‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭. ‬ويقوم‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬بالمرور‭ ‬على‭ ‬البيوت‭ ‬لأخذ‭ ‬العيدية‭ ‬التي‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬“القرقاعون”،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬المكسرات‭ ‬والزبيب‭ ‬يقدمه‭ ‬أصحاب‭ ‬البيوت‭.‬

‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحناء‭ ‬تسمى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬بالحنة،‭ ‬وتباع‭ ‬لدى‭ ‬العطارين‭ ‬ومعبأة‭ ‬بأكياس‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬قماش‭ ‬سميك،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬توصف‭ ‬الحنة‭ ‬في‭ ‬استعمالات‭ ‬كثيرة‭ ‬تخص‭ ‬شعر‭ ‬المرأة،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬اللون‭ ‬إلى‭ ‬إطالة‭ ‬الشعر‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬جذوره‭.  ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الحناء‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الأعياد‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأم‭ ‬قد‭ ‬هيأت‭ ‬“طاسة‭ ‬الحنة”‭. ‬وإنها‭ ‬من‭ ‬متممات‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاستقبال‭ ‬العيد‭ ‬“كتهيئة‭ ‬الملابس‭ ‬الجديدة‭ ‬وغيرهما”‭ ‬هي‭ ‬حنة‭ ‬العيد،‭ ‬حيث‭ ‬تعجن‭ ‬الأم‭ ‬الكمية‭ ‬الكافية‭ ‬من‭ ‬الحناء‭ ‬قبل‭ ‬ليلة‭ ‬العيد‭ ‬وتهيئ‭ ‬قطعا‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬القديمة‭ ‬لتشد‭ ‬بها‭ ‬أيادي‭ ‬أولادها‭ ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬الحنة،‭ ‬إذ‭ ‬تجتمع‭ ‬العائلة‭ ‬حول‭ ‬الجدة‭ ‬والأم‭ ‬والأخت‭ ‬الكبرى‭ ‬اللواتي‭ ‬يقمن‭ ‬بوضع‭ ‬الحناء‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الصغار‭ ‬أولادا‭ ‬وبنات،‭ ‬وتربطها‭ ‬بقطعة‭ ‬القماش،‭ ‬ويطلب‭ ‬منهم‭ ‬إبقاءها‭ ‬مغلقة‭ ‬حتى‭ ‬الصباح،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬عندها‭ ‬الأم‭ ‬بغسل‭ ‬أيدي‭ ‬أطفالها،‭ ‬فتظهر‭ ‬أكفهم‭ ‬منقوشة‭. ‬وتستعمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬الحناء‭ ‬للشعر،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬منهن‭ ‬يرغبن‭ ‬بوضعه‭ ‬أيضا‭ ‬قبل‭ ‬العيد‭ ‬بيوم‭ ‬واحد‭.‬

‭ ‬ومنهن‭ ‬من‭ ‬يستعملنها‭ ‬لتقوية‭ ‬الشعر‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬السقوط،‭ ‬حيث‭ ‬تخلط‭ ‬الحناء‭ ‬بقشور‭ ‬الرمان‭ ‬أو‭ ‬صفار‭ ‬البيض‭ ‬مع‭ ‬مسحوق‭ ‬الكزبرة‭ ‬وورق‭ ‬التفاح‭ ‬الجاف‭.‬