المحكمة تقضي بإعادة طبيب إلى عمله بعد فصله قبل سنتين

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬إسلام‭ ‬غنيم‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الثانية‭ ‬قضت‭ ‬بتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬بإعادة‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بمجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬وبإعادة‭ ‬إدراج‭ ‬اسمه‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬الصحية،‭ ‬وألغت‭ ‬قرار‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬الصادر‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬بإلغاء‭ ‬ترخيصه‭ ‬لمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان،‭ ‬بعدما‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬إثر‭ ‬اتهامه‭ ‬بإدارة‭ ‬مكان‭ ‬خاص‭ ‬كعيادة‭ ‬خارجية‭ ‬وصدور‭ ‬حكم‭ ‬ببراءته‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الاتهام،‭ ‬كما‭ ‬أيدت‭ ‬إلغاء‭ ‬قرار‭ ‬فصله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬2017‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬آثار،‭ ‬وألزمت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬الطبية‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬“نهرا”بمصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬ومبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬اتهمت‭ ‬موكله‭ ‬طبيب‭ ‬أمراض‭ ‬النساء‭ ‬والتوليد،‭ ‬الذي‭ ‬خدم‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬بقيامه‭ ‬بإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬خاصة،‭ ‬وقيامه‭ ‬وآخر‭ ‬بإدارة‭ ‬مكان‭ ‬خاص‭ ‬كعيادة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة،‭ ‬وتمت‭ ‬إحالتهما‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية،‭ ‬حتى‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬ببراءته‭ ‬مما‭ ‬أُسند‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬الدلائل‭ ‬وإثبات‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬مصطنعة‭ ‬وغير‭ ‬حقيقية‭.‬

لكن‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬قررت‭ ‬إلغاء‭ ‬ترخيص‭ ‬مزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وشطب‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة؛‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مخالفات‭ ‬مهنية‭ ‬تتعلق‭ ‬بتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الترخيص‭ ‬الممنوح‭ ‬له،‭ ‬وإنشاء‭ ‬وإدارة‭ ‬عيادة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص،‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬صحية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص،‭ ‬واعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬قرار‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية،‭ ‬وصدر‭ ‬قرار‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بإنهاء‭ ‬خدماته‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬كطبيب‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة‭ ‬بعد‭ ‬خدمة‭ ‬استمرت‭ ‬16‭ ‬عاما‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭ - ‬أول‭ ‬درجة‭ - ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬بإلغاء‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬باعتماد‭ ‬قرار‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬والذي‭ ‬تقرر‭ ‬فيه‭ ‬إلغاء‭ ‬ترخيص‭ ‬مزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وشطب‭ ‬اسم‭ ‬المدعي‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬آثار،‭ ‬كما‭ ‬ألغت‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بإنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬المدعي‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬2017،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬آثار،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬المصروفات‭ ‬و20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

لكن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬والخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لم‭ ‬تقبلا‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنتا‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬قد‭ ‬أقام‭ ‬الدعوى‭ ‬ابتداء‭ ‬بعد‭ ‬الميعاد‭ ‬المقرر‭ ‬قانونا،‭ ‬وأن‭ ‬الجريمة‭ ‬التأديبية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالجريمة‭ ‬الجريمة‭ ‬الجنائية‭.‬

ودفع‭ ‬غنيم‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬السند‭ ‬خالف‭ ‬صحيح‭ ‬القانون‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬بمجرد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬البراءة،‭ ‬فقد‭ ‬بادر‭ ‬بمخاطبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المستأنفين‭ ‬لإخطارهم‭ ‬بحصوله‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬البراءة‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬طالبا‭ ‬إعادة‭ ‬ترخيصه‭ ‬إليه‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬مباشرة‭ ‬عمله‭ ‬بمجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬بعد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬البراءة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طلبه‭ ‬قوبل‭ ‬بالرفض‭ ‬بموجب‭ ‬خطاب‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬المؤرخ‭ ‬8‭ ‬يوليو‭ ‬2018‭ ‬وخطاب‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الثانية‭ ‬المؤرخ‭ ‬13‭ ‬أغسطس‭ ‬2018،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬معه‭ ‬رفع‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬للدعوى‭ ‬بعد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬البراءة‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الميعاد‭ ‬القانوني‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬قول‭ ‬القضاء‭ ‬الجنائي‭ ‬كلمته‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬صحة‭ ‬تلك‭ ‬المخالفات‭ ‬المنسوبة‭ ‬للمستأنف‭ ‬ضده‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستأنفين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬معه‭ ‬دفع‭ ‬المستأنفين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬سند‭ ‬جديرا‭ ‬بالرفض‭. ‬وتابع،‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬قضى‭ ‬ببراءة‭ ‬الطبيب‭ ‬ضده‭ ‬من‭ ‬التهم‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليه‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬سبب‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬إداري‭ ‬بشطب‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة‭ ‬ووقف‭ ‬عمله،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬القضاء‭ ‬بتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬فيما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬بإلغاء‭ ‬قرار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المستأنفين‭ ‬اللذان‭ ‬ثبت‭ ‬انتفاء‭ ‬السبب‭ ‬المبرر‭ ‬لإصدارهما‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬ببراءة‭ ‬الطبيب‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬الجنائي‭ ‬عن‭ ‬ذات‭ ‬المخالفات‭ ‬الإدارية‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليه،‭ ‬لاسيما‭ ‬وقد‭ ‬قرر‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬المذكور‭ ‬بعدم‭ ‬تطلب‭ ‬مزاولة‭ ‬الأطباء‭ ‬لمهنة‭ ‬الطب‭ ‬خارج‭ ‬المستشفيات‭ ‬والعيادات‭ ‬أو‭ ‬حملهم‭ ‬لأدواتهم‭ ‬خارج‭ ‬تلك‭ ‬الأماكن‭ ‬لترخيص‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬لمباشرة‭ ‬العمل‭ ‬الطبي‭ ‬خارج‭ ‬أماكن‭ ‬عملهم‭.‬