رفضت الانصياع للمرور بعد ارتكابها حادث بالرفاع في حال سكر

سنة مع الرأفة لسيدة ادعت أنها “أميرة” وهددت شرطية بالقتل

| عباس إبراهيم

حبست‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬سيدة‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة؛‭ ‬لإدانتها‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬شرطية‭ ‬هددتها‭ ‬بالقتل‭ ‬بسلاح‭ ‬ناري،‭ ‬مدعية‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬خليجية‭ ‬حاكمة،‭ ‬إثر‭ ‬ارتكابها‭ ‬حادثا‭ ‬مروريا‭ ‬بجوار‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الرفاع‭. ‬وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬نظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها،‭ ‬فإنها‭ ‬أخذت‭ ‬المتهمة‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬بما‭ ‬تخولها‭ ‬المادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

وذكرت‭ ‬عريف‭ ‬الشرطية‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بلاغها‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي،‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬9‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017‭ ‬وعند‭ ‬الساعة‭ ‬1‭:‬30‭ ‬مساء،‭ ‬وأثناء‭ ‬تواجدها‭ ‬على‭ ‬واجب‭ ‬عملها‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬تلقت‭ ‬أمرا‭ ‬من‭ ‬الضابط‭ ‬المناوب‭ ‬بالتوجه‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬حادث‭ ‬مروري‭ ‬به‭ ‬عنصر‭ ‬نسائي‭ ‬ترفض‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬وحال‭ ‬وصولها‭ ‬الموقع‭ ‬شاهدت‭ ‬المتهمة،‭ ‬والتي‭ ‬ادعت‭ ‬أنها‭ ‬أميرة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬ورفضت‭ ‬التحدث‭ ‬معها‭ ‬بداية‭ ‬عندما‭ ‬طلبت‭ ‬منها‭ ‬النزول‭ ‬من‭ ‬سيارتها‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬فولفو،‭ ‬وقالت‭ ‬لها‭ (‬روحي‭ ‬عني‭ ‬آنا‭ ‬عندي‭ ‬سلاح‭ ‬لا‭ ‬تخليني‭ ‬أتهور‭ ‬وأطلق‭ ‬عليج‭)‬،‭ ‬وظلت‭ ‬تبحث‭ ‬بداخل‭ ‬السيارة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬السلاح‭ ‬حسبما‭ ‬اعتقدت‭.‬

وأفادت‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬مضي‭ ‬نحو‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬التحدث‭ ‬معها،‭ ‬وافقت‭ ‬المتهمة‭ ‬على‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬المقعد‭ ‬الخلفي‭ ‬للسيارة،‭ ‬وتمكن‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬تحريك‭ ‬السيارة؛‭ ‬كون‭ ‬أنها‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬ازدحام‭ ‬مروري‭ ‬وتعطيل‭ ‬حركة‭ ‬المركبات‭.‬

وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬أوقف‭ ‬الشرطي‭ ‬السيارة‭ ‬نزلت‭ ‬منها‭ ‬المتهمة‭ ‬وحاولت‭ ‬الهرب،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ركضت‭ ‬خلفها‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬السكنية،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تعبت‭ ‬جلست‭ ‬على‭ ‬عتبة‭ ‬إحدى‭ ‬البنايات،‭ ‬وقررت‭ ‬للشرطية‭ (‬آنا‭ ‬ما‭ ‬أحب‭ ‬البحرينيين‭)‬،‭ ‬وفتحت‭ ‬هاتفها‭ ‬النقال‭ ‬وقامت‭ ‬بتصويرها‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬وقالت‭ ‬لها‭ (‬بافنشج‭) ‬واتصلت‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬أحضر‭ ‬لها‭ ‬سيارة‭ ‬أخرى‭ ‬ركبت‭ ‬فيها‭ ‬وأخرجت‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭ ‬السائق،‭ ‬وقررت‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬تطلب‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬سفارة‭ ‬بلادها‭.‬

فأمر‭ ‬الضابط‭ ‬المناوب‭ ‬الشرطية‭ ‬بأن‭ ‬تضع‭ ‬الأصفاد‭ ‬الحديدية‭ (‬الهفكري‭) ‬في‭ ‬يد‭ ‬المتهمة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تلوذ‭ ‬بالفرار،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬تفاجأت‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بعضّ‭ ‬المتهمة‭ ‬ليديها‭ ‬اليمنى‭ ‬واليسرى‭ ‬كما‭ ‬رفستها‭ ‬وضربت‭ ‬كتفها‭ ‬وصدرها‭ ‬وقبعتها‭ ‬العسكرية‭ ‬لإسقاطها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬بمعاونة‭ ‬شرطية‭ ‬النوبة‭ ‬التالية‭.‬

وبينت‭ ‬الشرطية‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬كانت‭ ‬بحالة‭ ‬عصبية‭ ‬وتصرخ‭ ‬وتبدو‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬واعتقدت‭ ‬حينها‭ ‬أنها‭ ‬متعاطية‭ ‬للمخدرات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬سكر،‭ ‬وتأكدت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬اقتربت‭ ‬منها،‭ ‬حيث‭ ‬شمت‭ ‬رائحة‭ ‬المسكرات‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬بحكم‭ ‬عملها‭ ‬مع‭ ‬الموقوفات،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬استعملت‭ ‬أسنانها‭ ‬ويديها‭ ‬وقدميها‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاعتداء،‭ ‬وأن‭ ‬آثار‭ ‬العضّ‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬يدها‭ ‬عند‭ ‬التحقيق‭ ‬معها‭.‬

ويتضح‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬أقوال‭ ‬للمتهمة‭ ‬لدى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التحقيق‭ ‬معها‭ ‬كون‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬لطلبات‭ ‬إحضارها‭ ‬والقبض‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬إخلاء‭ ‬سبيلها؛‭ ‬كونها‭ ‬متزوجة،‭ ‬وتبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬44‭ ‬عاما،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬كذبها‭ ‬ومعرفة‭ ‬اسمها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬جنسيتها‭ ‬بحرينية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مكان‭ ‬ولادتها‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬وأن‭ ‬مقر‭ ‬سكنها‭ ‬بمنطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي،‭ ‬وثبت‭ ‬بصحيفة‭ ‬أسبقياتها‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬قضية‭ ‬مرورية‭ ‬سابقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭.‬

فأحالتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬بتاريخ‭ ‬9‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017،‭ ‬ارتكبت‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬الشرطية‭ ‬برتبة‭ ‬عريف،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية؛‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬وبسبب‭ ‬تأديتها‭ ‬وظيفتها،‭ ‬بأن‭ ‬قامت‭ ‬بعضّها‭ ‬في‭ ‬يديها‭ ‬ودفعها‭ ‬من‭ ‬صدرها‭ ‬وركلها‭ ‬برجلها‭ ‬ولم‭ ‬يفضِ‭ ‬فعل‭ ‬الاعتداء‭ ‬إلى‭ ‬مرضها‭ ‬أو‭ ‬عجزها‭ ‬عن‭ ‬أعمالها‭ ‬الشخصية‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬يوما‭.‬

ثانيا‭: ‬أهانت‭ ‬بالألفاظ‭ ‬المبينة‭ ‬بالأوراق‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬الموظف‭ ‬العام‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أثناء‭ ‬وبسبب‭ ‬تأديتها‭ ‬وظيفتها‭.‬