المبيعات تراجعت من 2000 نسخة 2018 إلى 500 نسخة رمضان الحالي

تطبيقات “أعمال ليلة القدر” على الجوالات سببت كساد “المطبوعات”

| سعيد محمد

قدّمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭ ‬والمطابع‭ ‬عروضًا‭ ‬متنوعة‭ ‬لإصدار‭ ‬المطبوعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأعمال‭ ‬ليلة‭ ‬القدر،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وفق‭ ‬أصحاب‭ ‬المكتبات،‭ ‬فإن‭ ‬الإقبال‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الطموح‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬واقتصرت‭ ‬على‭ ‬بضع‭ ‬طلبيات‭ ‬للمواطنين‭ ‬ممن‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬كتيبات‭ ‬تحوي‭ ‬أعمال‭ ‬الليلة‭ ‬المباركة‭ ‬كصدقة‭ ‬جارية‭ ‬للمتوفين‭ ‬من‭ ‬ذويهم‭.‬

‭ ‬ويرجع‭ ‬أصحاب‭ ‬المكتبات‭ ‬الانخفاض‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬المطبوعات‭ ‬التي‭ ‬تحوي‭ ‬أعمال‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أعمال‭ ‬ليالي‭ ‬القدر‭ ‬والعشر‭ ‬الأواخر‭ ‬إلى‭ ‬التطبيقات‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ويمكن‭ ‬تنزيلها‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬وفق‭ ‬أنظمة‭ ‬الأندرويد،‭ ‬آي‭ ‬أو‭ ‬إس،‭ ‬ويندوز‭ ‬فون،‭ ‬سيمبيان،‭ ‬بكل‭ ‬إصداراتها‭ ‬وأطرزتها،‭ ‬والمتوفرة‭ ‬في‭ ‬المتاجر‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬يبتاعون‭ ‬المصاحف‭ ‬والكتيبات‭ ‬للأعمال‭ ‬لكنها‭ ‬شريحة‭ ‬قليلة‭ ‬غالبيتهم‭ ‬ممن‭ ‬يفضلون‭ ‬أداء‭ ‬الأعمال‭ ‬بالقراءة‭ ‬المطبوعة‭ ‬وليس‭ ‬الإلكترونية‭.‬

‭ ‬ويشير‭ ‬الباعة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬كان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يقدمون‭ ‬طلبات‭ ‬الأعمال‭ ‬ويوقفونها‭ ‬كصدقة‭ ‬جارية‭ ‬لذويهم‭ ‬المتوفين،‭ ‬تتراوح‭ ‬أسعارها‭ ‬بين‭ ‬50‭ ‬دينارًا‭ ‬لخمسين‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬كتيبات‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط‭ ‬باللونين‭ ‬الأسود‭ ‬والأبيض‭ ‬من‭ ‬195‭ ‬صفحة،‭ ‬ويصل‭ ‬سعر‭ ‬الألف‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬إلى‭ ‬650‭ ‬دينارًا،‭ ‬أما‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬صفحة‭ ‬ملونة‭ ‬فيبلغ‭ ‬سعر‭ ‬الخمسين‭ ‬نسخة‭ ‬55‭ ‬دينارًا‭ ‬حتى‭ ‬750‭ ‬دينارًا‭ ‬للألف‭ ‬نسخة‭.‬

‭ ‬ووفق‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬إبداع‭ ‬المستقبل‭ ‬عباس‭ ‬حسين،‭ ‬فإنه‭ ‬بالفعل،‭ ‬أسهمت‭ ‬التطبيقات‭ ‬في‭ ‬كساد‭ ‬المبيعات،‭ ‬ففي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬مثلًا‭ ‬كان‭ ‬الإقبال‭ ‬ضعيفًا‭ ‬وبلغت‭ ‬المبيعات‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬2000‭ ‬نسخة‭ ‬فقط،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬مبيعات‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬نسخة‭ ‬فقط،‭ ‬وربما‭ ‬يفضل‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬“إهداء‭ ‬تثوبيات”‭ ‬أخرى‭ ‬كصدقة‭ ‬للمتوفين،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الوضع‭ ‬كالسابق‭ ‬حيث‭ ‬يجد‭ ‬الناس‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كتب‭ ‬الأعمال‭ ‬نظرًا‭ ‬للحضور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الجوامع‭ ‬والمساجد‭ ‬والحسينيات‭ ‬في‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر،‭ ‬خلاف‭ ‬اليوم،‭ ‬فالكل‭ ‬يستطيع‭ ‬تنزيل‭ ‬التطبيقات‭ ‬الذي‭ ‬يعجبه‭ ‬في‭ ‬هاتفه‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭.‬