لنعزز مزاجنا

المزاج‭ ‬هو‭ ‬حالة‭ ‬أو‭ ‬نوع‭ ‬المشاعر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬محدد،‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬شخصية‭ ‬الإنسان،‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬المزاج‭ ‬السائد‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬البشري‭ ‬للإنسان،‭ ‬وقد‭ ‬يتحدد‭ ‬المزاج‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬وراثية‭ ‬بيولوجية‭ ‬أو‭ ‬أسس‭ ‬مكتسبة‭ ‬نتيجة‭ ‬العوامل‭ ‬البيئية‭ ‬والنضج‭ ‬أثناء‭ ‬التربية‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭.‬

للمزاج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخصائص‭ ‬منها‭ ‬النشاط‭ ‬والانتظام‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الروتينية،‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭ ‬الأولية‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬إيجابية‭ ‬أو‭ ‬سلبية،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف،‭ ‬وحالة‭ ‬طاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬وشدة‭ ‬التحمل،‭ ‬والحالة‭ ‬العامة‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬وتتأثر‭ ‬بفترات‭ ‬الانتباه‭ ‬والحساسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التغيرات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬الإدراك‭.‬

المزاج‭ ‬العام‭ ‬للشخص‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬الآراء‭ ‬والإدراك‭ ‬والصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والجسدية،‭ ‬فالمزاج‭ ‬السلبي‭ ‬دومًا‭ ‬مرتبط‭ ‬بالاكتئاب‭ ‬والتوتر‭ ‬والقلق‭ ‬والإحباط‭ ‬والكآبة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬لحدوث‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭ ‬مثل‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬وزيادة‭ ‬السكر‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬وقرحة‭ ‬المعدة،‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬فالمزاج‭ ‬الإيجابي‭ ‬يساند‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬نتيجة‭ ‬الهدوء‭ ‬النفسي‭ ‬والأعصاب‭ ‬والتبصر‭ ‬والحكمة‭.‬

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬مزاج‭ ‬الإنسان‭ ‬حسب‭ ‬الظروف‭ ‬اليومية‭ ‬وضغوطات‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة،‭ ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬توافر‭ ‬الوعي‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬مهم‭ ‬لمحاولة‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه؛‭ ‬بهدف‭ ‬تغير‭ ‬المزاج‭ ‬السلبي‭ ‬إلى‭ ‬مزاج‭ ‬إيجابي‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬إطالة‭ ‬مدته،‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬الخطوات‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭: ‬تغيير‭ ‬طريقة‭ ‬الشعور‭ ‬لدينا‭ ‬بتغيير‭ ‬طريقة‭ ‬تفكيرنا،‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬90‭ % - ‬10‭ % ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬ماي‭ ‬حدث‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬هو‭ ‬10‭ %‬،‭ ‬ولكن‭ ‬أسلوب‭ ‬وردة‭ ‬الفعل‭ ‬لدينا‭ ‬بشكل‭ ‬غاضب‭ ‬ومتهور‭ ‬هو‭ ‬90‭ %‬،‭ ‬محاولة‭ ‬تفعيل‭ ‬الطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬الواعية‭ ‬في‭ ‬عقلنا‭ ‬الباطني‭ ‬وذلك‭ ‬بممارسة‭ ‬طرق‭ ‬الاسترخاء‭ ‬وقت‭ ‬حدوث‭ ‬أمر‭ ‬جلل،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬معلم‭ ‬لنا،‭ ‬وتبني‭ ‬مبدأ‭ ‬الرضا‭ ‬والقبول‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬مكتوب‭ ‬لنا‭ ‬والتعامل‭ ‬معه‭.‬

لتعزيز‭ ‬مزاجنا‭ ‬نتعلم‭ ‬بعض‭ ‬الإستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬لمحاولة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المزاج‭ ‬الجيد‭ ‬الهادئ‭ ‬لتعزيز‭ ‬صحتنا‭ ‬العامة،‭ ‬أولًا‭: ‬المساندة‭ ‬الذاتية‭/‬‏‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬التشتيت‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬مشكلة‭ ‬ما‭ ‬بهدف‭ ‬الهدوء‭ ‬لتفادي‭ ‬التصرف‭ ‬بردات‭ ‬فعل‭ ‬غاضبة‭ ‬وسلبية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬التنفيس‭ ‬عن‭ ‬الغضب،‭ ‬وتعلم‭ ‬ممارسة‭ ‬النفس‭ ‬العميق‭ ‬لاسترخاء‭ ‬العقل‭ ‬والجسد،‭ ‬ومحادثة‭ ‬العقل‭ ‬بهدف‭ ‬تصغير‭ ‬وتحجيم‭ ‬المشكلة‭ ‬لحدودها‭ ‬الدنيا‭ ‬“صغّرها‭ ‬تصغر”‭.‬

ثانيًا‭: ‬الشفاء‭ ‬والانتعاش‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الانعزال‭ ‬الإيجابي‭ ‬وليس‭ ‬الهروب،‭ ‬بهدف‭ ‬الراحة‭ ‬الجسدية‭ ‬والعقلية،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬لتحليل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬لتنشيط‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭ ‬للعقل‭ ‬والجسد،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬طلب‭ ‬المساندة‭ ‬والمساعدة‭ ‬من‭ ‬المقربين‭ ‬جدًا‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬أو‭ ‬الأصدقاء‭.‬

ثالثًا‭: ‬المرونة‭ ‬والرجوع‭ ‬للحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬اليومية‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬توافر‭ ‬العقلانية‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والتحليل،‭ ‬والتحول‭ ‬الإيجابي‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬عاصفة‭ ‬وتهديد،‭ ‬إذ‭ ‬يلعب‭ ‬مبدأ‭ ‬الرضا‭ ‬والقبول‭ ‬والتحرر‭ ‬دورًا‭ ‬إيجابيًا‭.‬

إن‭ ‬الضربة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقصم‭ ‬ظهرك‭ ‬تقويك،‭ ‬وعلينا‭ ‬القبول‭ ‬بما‭ ‬يكتبه‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬القضاء‭ ‬والقدر‭ ‬لنا؛‭ ‬لنحمي‭ ‬ونعزز‭ ‬مزاجنا‭ ‬ونستمتع‭ ‬بصحة‭ ‬عقلية‭ ‬وجسدية‭ ‬جيدة‭.‬