طبيبها أوصى بتسفيرها لبلادها لكونها خطرا على المجتمع

إعفاء خادمة طعنت أخرى 8 مرات من المسؤولية الجنائية

| محرر الشؤون المحلية

حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بإعفاء‭ ‬خادمة‭ ‬إفريقية‭ ‬الجنسية‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية‭ ‬لشروعها‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬أخرى‭ ‬آسيوية‭ ‬بطعنها‭ ‬8‭ ‬مرات،‭ ‬مدعية‭ ‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬كانت‭ ‬بتلك‭ ‬اللحظة‭ ‬تؤدي‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لمعاناتها‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬ذهانية‭ ‬حادة‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬الطبيب‭ ‬المختص‭ ‬عدم‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬تصرفاتها‭ ‬ونصح‭ ‬بتسفيرها‭ ‬لبلادها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قضت‭ ‬به‭ ‬المحكمة‭ ‬إذ‭ ‬أمرت‭ ‬بإبعادها‭ ‬نهائيًّا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬نصح‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬معد‭ ‬التقرير‭ ‬الخاص‭ ‬بالمتهمة،‭ ‬والذي‭ ‬ثبت‭ ‬له‭ ‬أنها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬ذهانية‭ ‬حادة؛‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬تسفيرها‭ ‬إلى‭ ‬بلادها،‭ ‬كون‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تصرفاتها‭ ‬وقت‭ ‬وقوع‭ ‬الحادثة،‭ ‬إذ‭ ‬حدثت‭ ‬لها‭ ‬انتكاسة‭ ‬في‭ ‬حالتها‭ ‬النفسية‭ ‬وتكررت‭ ‬حالتها‭ ‬الذهانية‭ ‬الحادة‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬تلقت‭ ‬العلاج‭ ‬اللازم‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬ارتكابها‭ ‬لواقعة‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بمنزل‭ ‬كفيلها‭ ‬أثناء‭ ‬أدائها‭ ‬لصلاة‭ ‬المغرب،‭ ‬عبر‭ ‬طعنها‭ ‬8‭ ‬مرات‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬سبب‭ ‬مفهوم‭ ‬حتى‭ ‬للمجني‭ ‬عليها،‭ ‬مدعية‭ ‬دفاعها‭ ‬الشرعي‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬بعدما‭ ‬جرحت‭ ‬نفسها‭ ‬متعمدة‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬المودع‭ ‬بملف‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬ذهانية‭ ‬متكررة‭ ‬ووضعها‭ ‬النفسي‭ ‬مستقر‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬المعطى‭ ‬لها،‭ ‬وأنها‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تصرفاتها‭ ‬وقت‭ ‬الحادثة،‭ ‬كما‭ ‬تشكّل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬والآخرين‭ ‬ويرى‭ ‬معد‭ ‬التقرير‭ ‬تسفيرها‭ ‬إلى‭ ‬بلادها‭.‬

‭ ‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬المرض‭ ‬النفسي‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬المتهمة‭ ‬وفقًا‭ ‬للمستقر‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬النفسي‭ ‬أنه‭ ‬اضطراب‭ ‬عقلي‭ ‬يلعب‭ ‬بالتغير‭ ‬الكيميائي‭ ‬وخصوصًا‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬هرموني‭ ‬الدوبامين‭ ‬والسيروتونين،‭ ‬وهما‭ ‬الموجودان‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬ولهما‭ ‬دور‭ ‬أساسي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬حدوثه،‭ ‬منها‭ ‬الاستعداد‭ ‬الوراثي‭ ‬ونوعية‭ ‬الشخصية‭ ‬وأسلوب‭ ‬التربية‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الشدة‭ ‬أو‭ ‬الحماية‭ ‬الزائدة‭ ‬والضغوطات‭ ‬النفسية‭ ‬وبعض‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬الذهان‭ ‬مما‭ ‬يسمى‭ ‬بالاضطهاد‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬الشخص‭ ‬المصاب‭ ‬به‭ ‬بحالة‭ ‬شك‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬الآخرين‭ ‬وغاياتهم‭ ‬وحتى‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬معرض‭ ‬للاضطهاد‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭ ‬بأمور‭ ‬لم‭ ‬يقوموا‭ ‬بفعلها‭ ‬أو‭ ‬يفهم‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الخاص،‭ ‬كما‭ ‬يتميز‭ ‬هذا‭ ‬المريض‭ ‬بالحساسية‭ ‬الزائدة‭ ‬ويلاحظ‭ ‬عليه‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬الهيجان‭ ‬والاضطراب‭ ‬والحزن‭ ‬الشديد‭ ‬وبعدم‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬ويميل‭ ‬المريض‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬أفكار‭ ‬خاطئة‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬ومن‭ ‬حوله،‭ ‬فيعتقد‭ ‬أنه‭ ‬إنسان‭ ‬ناقص‭ ‬والآخرون‭ ‬يتآمرون‭ ‬عليه‭ ‬ويريدون‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭ ‬فيحكم‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ ‬بشكل‭ ‬خاطئ‭ ‬ويفتقد‭ ‬الصبر‭ ‬والتروي‭ ‬ولا‭ ‬يثق‭ ‬بأحد‭ ‬وتكون‭ ‬علاقته‭ ‬محدودة‭ ‬ونادرًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عنده‭ ‬صديق‭ ‬مقرب‭ ‬وهناك‭ ‬ذهان‭ ‬متعلق‭ ‬بالعشق‭ ‬والغيرة‭ ‬المرضية‭ ‬وأن‭ ‬المصاب‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بمرضه‭.‬

‭ ‬وتتمثل‭ ‬وقائع‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬كفيلها‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أبلغ‭ ‬الشرطة‭ ‬بتعرض‭ ‬خادمة‭ ‬والدة‭ ‬زوجته‭ ‬للطعن‭ ‬في‭ ‬منزله،‭ ‬مبينًا‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬سماعه‭ ‬لصوت‭ ‬صراخ‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬المتواجدة‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬خادمته‭ ‬توجه‭ ‬مسرعًا‭ ‬للغرفة‭ ‬لمعرفة‭ ‬سبب‭ ‬صراخها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬بها‭ ‬مضرجة‭ ‬بدمائها‭ ‬التي‭ ‬نزفت‭ ‬على‭ ‬سجادة‭ ‬الصالة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصلي‭ ‬عليها‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب،‭ ‬فتم‭ ‬نقلها‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬للمستشفى‭ ‬بواسطة‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬رجوعه‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬تبيّن‭ ‬له‭ ‬اختفاء‭ ‬خادمته‭ ‬المتهمة،‭ ‬فتوجّه‭ ‬لجهاز‭ ‬تسجيل‭ ‬فيديو‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬المثبتة‭ ‬بمنزله،‭ ‬وفيه‭ ‬شاهد‭ ‬خادمته‭ ‬تتسوّر‭ ‬سور‭ ‬المنزل‭ ‬وتلوذ‭ ‬بالفرار،‭ ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬بالتسجيل‭ ‬أيضًا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أخذت‭ ‬سكينًا‭ ‬من‭ ‬المطبخ‭ ‬وتوجهت‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬غرفتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتواجد‭ ‬بها‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وفيها‭ ‬طعنتها‭ ‬8‭ ‬طعنات،‭ ‬وحاولت‭ ‬تبرير‭ ‬فعلتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طعن‭ ‬نفسها‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬والتسبب‭ ‬لنفسها‭ ‬بجروح‭ ‬بسيطة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تهرب‭ ‬وتتوجّه‭ ‬لمكتب‭ ‬جلب‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬الذي‭ ‬استقدمها‭ ‬له،‭ ‬والذين‭ ‬أبلغوه‭ ‬حينها‭ ‬أنها‭ ‬بحوزتهم‭.‬

فأحالتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018،‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬عمدًا‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭ ‬بأن‭ ‬بيتت‭ ‬النية‭ ‬لقتلها‭ ‬وأعدّت‭ ‬لذلك‭ ‬السكن‭ ‬وباغتتها‭ ‬وهي‭ ‬تقوم‭ ‬بالصلاة‭ ‬وقامت‭ ‬بطعنها‭ ‬عدة‭ ‬طعنات‭ ‬قاصدة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قتلها‭ ‬فأحدثت‭ ‬بها‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬وقد‭ ‬خاب‭ ‬أثر‭ ‬الجريمة‭ ‬لسبب‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لها‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬استغاثة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بكفيلتها‭ ‬ونقلها‭ ‬للمستشفى‭ ‬ومداركتها‭ ‬بالعلاج‭ ‬اللازم‭.‬