محاولات استهداف السعودية والإمارات يائسة

جلالة الملك: خادم الحرمين سبّاق لكل ما فيه خير الدول والشعوب العربية

الدول‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬برمته مجموعات‭ ‬إرهابية‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬ارتكبت‭ ‬جرائم‭ ‬بحق‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات موقف‭ ‬حازم‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬للخروقات‭ ‬المستمرة‭ ‬لأمننا‭ ‬الإقليمي تضامن‭ ‬مطلق‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحفظ‭ ‬أمنهما‭ ‬واستقرارهما تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬والأصدقاء سنظل‭ ‬قادة‭ ‬وصناع‭ ‬سلام‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬وواجبنا تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية لدينا‭ ‬ثقة‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬ورجاحة‭ ‬توجهات‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬

 

شارك‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إخوانه‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة‭ ‬ملوك‭ ‬وأمراء‭ ‬ورؤساء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬ليل‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصفا‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة‭ ‬برئاسة‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭. ‬ووجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬كلمة‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصفا‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬هذا‭ ‬نصها‭: ‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو،‭ ‬

الحضور‭ ‬الكرام،

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،

يطيب‭ ‬لنا‭ ‬بداية‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬بخالص‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأخينا‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬على‭ ‬دعوته‭ ‬الكريمة‭ ‬واستضافة‭ ‬أعمال‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬لبحث‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬راهنة‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة،‭ ‬والذي‭ ‬يأتي‭ ‬عقدها،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬السياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬انتهجتها‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬حفظ‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬والمرتكزة‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬العربية،‭ ‬بأهدافها‭ ‬الرفيعة‭ ‬والحريصة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مصالحنا،‭ ‬والموحدة‭ ‬لمواقفنا،‭ ‬والمعززة‭ ‬لعملنا‭ ‬المشترك‭.‬

‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬ليست‭ ‬بغريبة‭ ‬على‭ ‬خادم‭  ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬السبّاق‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬المعروف‭ ‬بحنكته‭ ‬وبرؤيته‭ ‬الرحبة‭ ‬والمتسامحة‭ ‬وباستشرافه‭ ‬الدقيق‭ ‬للأحداث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الوجهة‭ ‬المثلى‭ ‬لحل‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية،‭ ‬بمساندتها‭ ‬الدائمة‭ ‬لأشقائها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭.‬

‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو،،،

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬التطورات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬استدعت‭ ‬اجتماعنا‭ ‬اليوم،‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬كبيراً،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬برمته،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تماديها‭ ‬واستمرارها‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬المعاهدات‭ ‬والقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تحدي‭ ‬مرفوض‭ ‬لإرادة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬

ولقد‭ ‬تابع‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬الجرائم‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬مجموعات‭ ‬إرهابية‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬بحق‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬خطير‭ ‬لأمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقصد‭ ‬منها‭ ‬التعرض‭ ‬لسلامة‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬وممرات‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬حافة‭ ‬خطيرة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭. ‬ونجد‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة‭ ‬بعواقبها‭ ‬الوخيمة،‭ ‬تستدعي‭ ‬موقفاً‭ ‬حازماً‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الخروقات‭ ‬المستمرة‭ ‬لأمننا‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتهديدها‭ ‬المتكرر‭ ‬لعلاقات‭ ‬الجوار‭. ‬

مؤكدين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬روابطنا‭ ‬الأخوية‭ ‬العريقة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬على‭ ‬دعمنا‭ ‬الثابت‭ ‬وتضامننا‭ ‬المطلق‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحفظ‭ ‬أمنهما‭ ‬واستقرارهما،‭ ‬ووقوفنا‭ ‬في‭ ‬صفهما‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬اليائسة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬مصالحهما،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬إرباك‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬العزيزين‭. ‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو‭ ‬،،،

إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سبيل‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬المحدقة،‭ ‬فإننا‭ ‬نجد‭ ‬بأن‭ ‬أنسب‭ ‬تلك‭ ‬السبل‭ ‬وأنجحها،‭ ‬يتجسد‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬بما‭ ‬يربطنا‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬أخوية‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أسس‭ ‬وطيدة‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬وبالتوصل‭ ‬لرؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬تستديم‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬وتقوي‭ ‬أركانه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭ ‬المحيطة‭ ‬بدولنا‭.‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬جهودنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬حلفائنا‭ ‬وأصدقائنا‭ ‬الذين‭ ‬يشاركوننا‭ ‬ذات‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة،‭ ‬حفظاً‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬مسيرتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬والرخاء‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬ننشده‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

متطلعين‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لتفعيل‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وحصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬لحقه‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬الكاملة‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬للعام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقاً‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭  ‬ولحل‭ ‬الدولتين‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو،،،

ونؤكد‭ ‬بأننا‭ ‬كدول‭ ‬عربية‭ ‬كنا‭ ‬وسنظل‭ ‬قادة‭ ‬وصناع‭ ‬سلام،‭ ‬وننطلق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬وواجبنا،‭ ‬والذي‭ ‬يحتم‭ ‬علينا‭ ‬عدم‭ ‬ادخار‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حماية‭ ‬أوطاننا،‭ ‬وضمان‭ ‬استقرار‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬وصون‭ ‬أمننا‭ ‬القومي‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭.‬

ولا‭ ‬يسعنا‭ ‬ختاماً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نعرب‭ ‬عن‭ ‬ثقتنا‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬ورجاحة‭ ‬توجهات‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬اليوم‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬رسائله‭ ‬والحاسم‭ ‬في‭ ‬موقفه‭ ‬وتطلعاته‭. ‬ونجد‭ ‬في‭ ‬رعايته‭ ‬لهذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬وحرصه‭ ‬المخلص‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬أركان‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬العربي‭ ‬بكل‭ ‬جوانبه،‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل‭ ‬لنتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصعبة،‭ ‬وأن‭ ‬نكون‭ ‬دعاة‭ ‬سلام‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬واجبنا‭ ‬الإنساني‭ ‬والشرعي‭ ‬في‭ ‬إعمار‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬وحماية‭ ‬البشرية‭.‬

بارك‭ ‬الله‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬الخيّرة،‭ ‬وحفظ‭ ‬الله‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭ ‬ومكروه،‭ ‬وسدد‭ ‬الله‭ ‬خطانا‭ ‬ووفقنا‭ ‬جميعاً‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬والصلاح،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬الدعاء،‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

 

القمة‭ ‬العربية‭ ‬تدين‭ ‬التدخل‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬دول‭ ‬المنطقة

أعلن‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز آل سعود‭ ‬ليل‭ ‬الخميس‭ ‬عن‭ ‬انتهاء‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭.‬

وأكد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬تضامن‭ ‬وتكاتف‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬تمسك‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بقرارات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬السابقة‭ ‬بخصوص‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

‭ ‬وندد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬بالتدخل‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سوريا‭ ‬مؤكداً‭ ‬على‭ ‬إدانة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لاحتلال‭ ‬إيران‭ ‬للجزر‭ ‬الإماراتية‭ ‬الثلاث‭ ‬وتدخلات‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البحرين‭ ‬ودعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬فيها‭ ‬كما‭ ‬أدانت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬إيرانية‭ ‬الصنع‭ ‬من‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬السعودية‭.‬

واعترضت‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الذي‭ ‬ندد‭ ‬بسلوك‭ ‬إيران‭ ‬واعتداءاتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

وأجمع‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬كلماتهم‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬ليل‭ ‬الخميس،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬يمثل‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لاستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

وطالب‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بالقمة‭ ‬العربية‭ ‬المجتمعَ‭ ‬الدولي‭ ‬بتحملِ‭ ‬مسؤولياتهِ‭ ‬إزاءَ‭ ‬ما‭ ‬تُشَكلهُ‭ ‬الممارساتُ‭ ‬الإيرانية‭ ‬ورعايتها‭ ‬للأنشطةِ‭ ‬الإرهابيةِ‭ ‬في‭ ‬المنطقةِ‭ ‬والعالم،‭ ‬من‭ ‬تهديدٍ‭ ‬للأمنِ‭ ‬والسلمِ‭ ‬الدوليين،‭ ‬واستخدام‭ ‬كافةِ‭ ‬الوسائلِ‭ ‬لردعِ‭ ‬هذا‭ ‬النظامِ،‭ ‬والحدِ‭ ‬من‭ ‬نزعتهِ‭ ‬التوسعية‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬إن‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطاً‭ ‬عضوياً‭ ‬بالأمن‭ ‬القومي‭ ‬لمصر،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬ليسوا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للتفريط‭ ‬بأمنهم‭ ‬القومي،‭ ‬وإن‭ ‬العرب‭ ‬كانوا‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬دعاة‭ ‬سلام‭ ‬واستقرار‭. ‬كما‭ ‬قال‭ ‬السيسي‭ ‬“اجتمعنا‭ ‬لنوجه‭ ‬رسالة‭ ‬تضامن‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات”‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬العاهل‭ ‬الأردني‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثاني،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬القمة،‭ ‬على‭ ‬وقوف‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحهم‭ ‬وأمنهم‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬تنعقد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬نحتاج‭ ‬فيه‭ ‬لتوحيد‭ ‬مواقفنا‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬برهم‭ ‬صالح‭ ‬إن‭ ‬أمن‭ ‬السعودية‭ ‬هو‭ ‬أمن‭ ‬العراق،‭ ‬مضيفاً‭: ‬نشهد‭ ‬أزمة‭ ‬إقليمية‭ ‬تنبئ‭ ‬بحرب‭ ‬لا‭ ‬تبقي‭ ‬ولا‭ ‬تذر‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬استهداف‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬هو‭ ‬استهداف‭ ‬لأمن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“منطقتنا‭ ‬بحاجة‭ ‬لاحترام‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية”

وقال‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬إن‭ ‬“انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬ما‭ ‬نتعرض‭ ‬له‭ ‬اليوم”،‭ ‬مضيفاً‭: ‬“نشهد‭ ‬بقلق‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭.. ‬نشعر‭ ‬بتخوف‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬التصعيد‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬منطقتنا‭ ‬جرحا‭ ‬إلى‭ ‬جروحنا”‭.‬

أما‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬فـكد‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬تدين‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬قائلاً‭: ‬“نؤكد‭ ‬إدانتنا‭ ‬للاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬بالسعودية‭ ‬والخليج”‭. ‬وتابع‭ ‬عباس‭: ‬“لا‭ ‬نقبل‭ ‬التهديد‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬كانت”،‭ ‬كما‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬“أمن‭ ‬فلسطين‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي”‭.‬

وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬“تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬كبيرة‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية”،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬“تدخلات‭ ‬خارجية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليح‭ ‬جماعات‭ ‬أدت‭ ‬لدمار‭ ‬وحروب”‭. ‬كما‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬بلاد‭ ‬ووقوفها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬السعودية‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬أمين‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬أحمد‭ ‬أبوالغيط،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بالقمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬المنعقدة‭ ‬ليل‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬إن‭ ‬العرب‭ ‬لا‭ ‬يبتدرون‭ ‬غيرهم‭ ‬بالعداوة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يقبلون‭ ‬الضيم‭.‬