الأنشودة الأشهر

فوز،‭ ‬تعادل،‭ ‬خسارة‭... ‬لا‭ ‬يهم‭. ‬كلما‭ ‬لمس‭ ‬مشجعو‭ ‬ليفربول‭ ‬الإنجليزي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬حاجة‭ ‬فريقهم‭ ‬الدعم،‭ ‬تصدح‭ ‬حناجرهم‭ ‬من‭ ‬المدرجات‭ ‬بعبارة‭ ‬واحدة،‭ ‬بصوت‭ ‬واحد،‭ ‬وقلب‭ ‬واحد‭: ‬“يول‭ ‬نيفر‭ ‬ووك‭ ‬ألون”‭.‬

كانت‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬يوم‭ ‬فاز‭ ‬ليفربول‭ ‬على‭ ‬برشلونة‭ ‬برباعية‭ ‬نظيفة‭ ‬في‭ ‬إياب‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا،‭ ‬قالبًا‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬الإسباني‭ ‬الفائز‭ ‬ذهابًا‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة‭. ‬لم‭ ‬تعلق‭ ‬النتيجة‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬الأذهان،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬اصطفاف‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق‭ ‬الأحمر‭ ‬قبالة‭ ‬مشجعيهم‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬أنفليد،‭ ‬ينشدون‭ ‬معا‭ ‬الأغنية‭ ‬التي‭ ‬يعني‭ ‬عنوانها‭ ‬“لن‭ ‬تسير‭ ‬بمفردك‭ ‬أبدًا”‭.‬

‭ ‬الأنشودة‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ستحضر‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬“واندا‭ ‬متروبوليتانو”،‭ ‬الملعب‭ ‬المدريدي‭ ‬المضيف‭ ‬لنهائي‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال‭ ‬بين‭ ‬ليفربول‭ ‬وتوتنهام‭ ‬السبت‭. ‬مواجهة‭ ‬إنجليزية‭ ‬صرفة‭ ‬سيتبارى‭ ‬خلالها‭ ‬اللاعبون‭ ‬على‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر،‭ ‬والمشجعون‭ ‬بالأناشيد‭ ‬لتحفيز‭ ‬فريقين‭ ‬يبحثان‭ ‬عن‭ ‬لقب‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭: ‬ليفربول‭ ‬لمرة‭ ‬سادسة،‭ ‬أولى‭ ‬منذ‭ ‬2005،‭ ‬وتوتنهام‭ ‬للقب‭ ‬تاريخي‭.‬

ارتبطت‭ ‬الأغنية‭ ‬بليفربول‭ ‬وباتت‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬علامة‭ ‬مسجلة‭ ‬باسمه،‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬مشجعي‭ ‬أندية‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬سلتيك‭ ‬الأسكتلندي‭.‬

باتت‭ ‬الأغنية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬المسرحية‭ ‬الغنائية‭ ‬“كاروسيل”‭ (‬1945‭)‬،‭ ‬بحسب‭ ‬تيم‭ ‬مارشال‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬أناشيد‭ ‬أندية‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬رمزًا‭ ‬للفريق‭ ‬الأحمر،‭ ‬وتقليدًا‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬أنفيلد،‭ ‬وخلالها،‭ ‬وبعدها‭...‬

لا‭ ‬تهم‭ ‬النتيجة،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الأداء‭. ‬تصدح‭ ‬الأغنية‭ ‬من‭ ‬المدرجات‭ ‬كلما‭ ‬رأى‭ ‬المشجعون‭ ‬حاجة‭ ‬لها‭. ‬في‭ ‬كلماتها‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والتحفيز‭: ‬المضي‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬خلال‭ ‬العواصف،‭ ‬تحت‭ ‬المطر،‭ ‬انتظارًا‭ ‬للأمل‭ ‬الآتي‭ ‬بعد‭ ‬الألم،‭ ‬والأهم،‭ ‬التعاضد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬رجلاً‭ ‬يخوض‭ ‬غمار‭ ‬المعاناة‭ ‬وحيدًا‭. ‬يقول‭ ‬مارشال‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأنشودة‭ ‬“عادت‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬ليفربول‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬هيلزبره”،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإنجليزي‭ ‬ضد‭ ‬نوتنغهام‭ ‬فورست‭ ‬في‭ ‬1989،‭ ‬عندما‭ ‬أدى‭ ‬التدافع‭ ‬في‭ ‬المدرجات‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬96‭ ‬مشجعًا‭ ‬للفريق‭ ‬الأحمر،‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬من‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬وشكل‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬ليفربول‭. ‬يضيف‭ ‬“الكلمات‭ ‬تؤشر‭ ‬إلى‭ ‬الطموحات‭ ‬النبيلة،‭ ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬خسرت‭ ‬أشخاصًا‭ (‬تحبهم‭)‬،‭ ‬هي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأمل‭ ‬الذي‭ ‬يغذي‭ ‬قلوب‭ ‬البشر”،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬إحدى‭ ‬الأغنيات‭ ‬التي‭ ‬“تقشعر‭ ‬لها‭ ‬الأبدان‭ ‬وهي‭ ‬هوية‭ ‬هائلة‭ ‬ترتبط‭ ‬بالنادي،‭ ‬بذاك‭ ‬التاريخ‭ ‬الطويل‭. ‬مجرد‭ ‬رفع‭ ‬الرايات‭ ‬والأوشحة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ (‬أثناء‭ ‬أدائها‭)‬،‭ ‬يوفر‭ ‬أيضًا‭ ‬جانبًا‭ ‬بصريًّا”‭.‬